تراجعت معدلات التضخم السنوي في مصر خلال شهر مايو لمستوى 27.4% حسب ما أعلنه الجهاز المركزي للإحصاء.
مقابل مستويات بلغت نحو 32% خلال أبريل السابق له، وعلى ما يبدو أن الإجراءات القوية التي اتخذتها الحكومة خلال الأشهر الماضية قد ظهرت ثمارها.
ولكن ماذا عن تأثير رفع أسعار الخبز، وهل يعني ذلك تراجع الأسعار؟.
• رفع الفائدة
يقول الدكتور محمد عبد العال الخبير المصرفي وعضو مجلس إدارة البنك المصري الخليجي، إن الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي مؤخرًا برفع أسعار الفائدة 8% بدأت تنعكس بشكل واضح على أسعار التضخم.
وأضاف عبد العال لجريدة الاستثمار العربي، أن تراجع معدلات التضخم إلى 27.4% يعتبر أعلى وتيرة منذ 5 سنوات.
وأوضح الخبير المصرفي، أن المؤشرات توحي باستدامة تراجع التضخم خلال الفترة المقبلة، أو على الأقل لن يكون هناك ارتفاعًا في الأسعار خلال الفترة المقبلة، حتى رفع الدعم.
• زيادة الخبز
ونوه إلى أن تراجع التضخم خلال مايو أمر جيد، وربما لن يكون هناك تأثيرًا بسبب رفع الخبز، وإن ظهر خلال الشهور المقبلة فيكون قد عوضه تراجع الشهر الحالي.
وتوقع عبد العال استمرار تراجع معدلات التضخم خلال الأشهر المقبلة، لنختتم العام عند مستويات 22%.
قال الدكتور محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، إن معدل التضخم يعني معدل ارتفاع الأسعار، فعند تراجع معدل التضخم يعني تراجع معدل ارتفاع الأسعار.
وأضاف أنيس لـ«جريدة الاستثمار العربي» أن تراجع معدل التضخم لمستوى 27.4%، يعني أن معدل زيادة الأسعار تراجع من مستوى 32% «تضخم الشهر السابق له» إلى هذا المستوى.
• تباطؤ زيادة الأسعار
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن ذلك لا يعني تراجع الأسعار ولكن يعني أن معدل تزايد الأسعار يتباطأ.
ونوه إلى أن أهم أسباب تراجع معدل التضخم، هي تلاشي تأثير مسببات ارتفاع التضخم.
والتي تمثلت على مدار العامين الماضيين في صدمات خارجية بسبب حرب روسيا واوكرانيا التي أثرت على زيادة أسعار النفط والقمح، وزيادة أسعار المنتجات المستوردة بشكل عام.
وأشار إلى تراجع قيمة الجنيه كأحد الأسباب المؤثرة في ارتفاع التضخم، من 16 جنيها حتى 48 جنيها.
• ضبط سوق الصرف
وحاليًا تلاشت الأسباب المؤثرة، واستقرت الأسعار سواء قمح أو نفط أو غيره، وتمت استعادة انضباط سوق صرف الجنيه مقابل الدولار عند مستويات 47 جنيها حاليًا ومن الطبيعي أن يؤدي إلى انخفاض معدلات التضخم.
ونوه إلى أن زيادة أسعار الخبز لن يكون لها تأثير على معدلات التضخم، لأن الأسرة التي كانت تستهلك 20 رغيفًا يوميًا بسعر 5 قروش كانت التكلفة 1 جنيها.
وحاليًا أصبحت بـ4 جنيهات بإجمالي تكلفة 90 جنيها في الشهر، وهو يعتبر مبلغ بسيط بالنسبة لمعدلات الدخول حاليًا لا يؤدي إلى تأثير في معدلات التضخم.
كما توقع أنيس أن يصل معدل التضخم ختام عام 2024 لمستوى يتراوح ما بين 20% إلى 24% كمعدل تضخم.
وهو يعتبر أمر مقبول لأن أقصى معدل وصل له 40%.
ومن الضروري استمرار معدل التضخم في الانخفاض وصولا لمستهدفات المركزي عند 7%.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=301697