البورصة تستعد لـ «نقلة» لم تشهدها من قبل بطرح «العاصمة الإدارية»

أيمن فودة: الطرح يقفز برأس المال السوقي إلى 150 مليار دولار
سامح غريب: ضرورة اعتبار سعر طرح به عامل خصم مشجع للمستثمرين
بهاء عبد النبي: الإعلان عن الطرح بمثابة محفز إيجابي لتحقيق أداء أفضل للسوق

أجمع خبراء سوق المال على أن البورصة كانت تتعطش لطرح كبير مثل شركة “العاصمة الإدارية الجديدة”، برأس مال ضخم، الأمر الذي من شأنه أن يعمل على تعميق سوق المال، ورفع معدلات السيولة، واستقطاب مستثمرين جدد للبورصة، من المصريين والأجانب، خاصةً مع السعي لقيد الشركة بمؤشر “مورجان ستانلي” العالمي للأسواق الناشئة.

وثَمَن الخبراء من أهمية التخطيط والتسويق الجيد، مع اختيار الوقت المناسب للطرح، مع وضع السيولة المالية التي تغطي الطرح في الاعتبار بتخصيص النسبة الأكبر للمؤسسات، وخاصةً الأجنبية، والتقييم الجيد لقيمة السهم في الطرح، مؤكدين أن القطاع االعقاري مازل هو الملاذ الآمن للمستثمر، حيث أوضحوا أن الظروف الحالية تشجع المستثمرين على الاستثمار بالقطاع العقاري خلال الفترات المقبلة.

نقلة كبيرة للبورصة

قال أيمن فودة، رئيس لجنة أسواق المال بالمجلس الاقتصادي الإفريقي، إن حالة من التفاؤل سادت أوساط المستثمرين بعد الإعلان عن طرح شركة العاصمة الإدارية فى البورصة برأسمال يقدر بــ 100 مليار دولار، الأمر الذي من شأنه أن يُعد نقلة كبيرة للبورصة المصرية لم يشهدها سوق المال من قبل.

 

وافد جديد عملاق

وأرجع فودة ذلك إلى عدة أسباب أهمها، إضافة منتج جديد عملاق قادر على جذب استثمارات من كافة شرائح المتعاملين (مؤسسات وأفراد)، الأمر الذى كان يفتقده السوق المصرى منذ سنوات، بالإضافة إلى أن قيمة رأسمال الشركة العملاقة من شأنه نقل البورصة المصرية إلى شريحة الأسواق الكبرى في المنطقة، بمضاعفة رسملة السوق بأكثر من ثلاثة أضعاف قيمته الحالية التي تُقدر بــ 45 مليار دولار، وصولًا إلى 150 مليار دولار، و هو ما يعادل نحو 38.65 % من إجمالي الناتج المحلي لعام 2019/2020، مقابل 11.6% هي قيمة رسملة السوق المصري من الناتج المحلي الآن.

القيد بـ “مورجان ستانلي”

وشدد فودة على أن هذا من شأنه أن ينتقل السوق المصري إلى تصنيفات جديدة، مما قد يجذب استثمارات أجنبية، خاصةً مع السعي لقيد هذا الوافد العملاق فى مؤشر الأسواق الناشئة العالمي “مورجان ستانلي”، ليرتفع وزن السوق المصري بالمؤشر من 0.066% الآن، ليتجاوز حد نسبة الــ 1% حال قيد الشركة في المؤشر.

 

 

اقرأ المزيد : «هيرميس» تنجح في إتمام صفقة بيع 73.9 مليون سهم من شركة «فوري»
 بـ 80 مليون دولار

 

 

تحقيق مطالب السوق

وأضاف: “بذلك تكون شركة العاصمة الإدارية حققت عدة مطالب يتعطش إليها السوق ليعود جاذبًا للاستثمار ويحقق المعادلة المهمة في استمرار بناء الشركة لمجتمع الأعمال الجديد باستكمال مراحلها وتوسعاتها المخططة، من خلال تمويل سوق المال، وكذلك رفع رسملة السوق، وجذب شرائح جديدة من المتعاملين، وكذا رفع معدلات السيولة بتنامي قيم التداول، من خلال منتجات جديدة عملاقة قادرة على تحقيق ارباح رأسمالية معتبرة لمستثمريها على الأجل المتوسط والطويل، علاوةً على توسيع قاعدة الملكية للشركة العملاقة التي تمتلك من الأصول ما يتجاوز 4 تريليون جنيه، مع التخطيط للمزيد من التوسعات في ظل ظهير ضخم من الأراضي الجاهزة للإعمار”.

شروط نجاح طرح العاصمة الإدارية

وأكد رئيس لجنة أسواق المال بـ “المجلس الاقتصادي الإفريقي”، إلى على أن التخطيط والتسويق الجيد، مع اختيار الوقت المناسب للطرح سيكون هو الفيصل في نجاحه، مع وضع السيولة المالية التي تغطي الطرح في الاعتبار بتخصيص النسبة الأكبر للمؤسسات، وخاصةً الأجنبية، مع التقييم الجيد لقيمة السهم في الطرح والتجهيز المسبق لصانع السوق للمحافظة على قيمة الطرح لعدة شهور بعد القيد، لتشجيع المستثمرين على الدخول في الطروحات الأولية التالية بعد تحقيق مكاسب معتبرة من هذا الطرح الذى سيكون الأول من نوعه من حيث قيمته السوقية الضخمة.

طرح كبير

ومن جانبه، قال سامح غريب، رئيس قسم كبار العملاء بشركة “عربية أونلاين للوساطة في الأوراق المالية”، إن سوق المال كان ينتظر منذ فترة طرح كبير يستطيع جذب مستثمرين جدد لسوق المال.

استقطاب مستثمرين جدد

وأضاف غريب: “نحن نعول على هذا الطرح فى جذب المزيد من المستثمرين لسوق المال وبمختلف الشرائح والفئات والجنسيات، حيث أنه بالنظر لحجم الكيان المرتقب طرحه، وكذا حجم السيولة المتوفرة، فضلًا عن إمكانية توسعه فى المستقبل، نجد أنه قادر على ذلك، مع التخطيط والتسويق الجيد له”.

 

وأوضح أنه طبقًا للتصريحات حول هذا الطرح، نجد أن هذا هو الطريق المرسوم له، حيث تم الإعلان عن وجود نية لطرح جزء من أسهم الشركة للمستثمرين الأجانب وجزء للمصريين، ومع القيام بالقيد للمزدوج له فى إحدى البورصات الخارجية، فسوف يساعد ذلك كثيرًا على نجاح استقطاب مستثمرين جدد للدخول في هذا الطرح، مع الوضع فى الاعتبار نتائج أعمال قوية للشركة، وكذلك سعر طرح به عامل خصم مشجع للمستثمرين.

تعميق سوق المال

وأكد رئيس قسم كبار العملاء بشركة “عربية أونلاين للوساطة في الأوراق المالية”، أن طرح بهذا الحجم الضخم مهم لتعميق سوق المال وزيادة عدد الكيانات الكبرى المقيدة به.

محفز إيجابي

وقال بهاء عبد النبي، خبير أسواق المال، إن الإعلان عن طرح شركة العاصمة الإدارية بالبورصة المصرية الفترة المقبلة كان محفز إيجابي ظهر أثره على أداء البورصة المصرية من بداية الأسبوع الجاري، وعلى زيادة قيمة السيولة في السوق، وكذلك التنبؤ المستقبلي لسوق المال بتحقيق أداء أفضل خلال السنوات المقبلة، وخاصةً من جانب قطاع العقارات.

القطاع العقاري

وأوضح عبد النبي أن القطاع العقاري مازال هو الملاذ الأمن للمستثمرين، وسيظل كذلك، لافتًا إلى أن القطاع يمثل عصب من أعصاب الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن الظروف الحالية تشجع المستثمرين على الاستثمار بالقطاع العقاري خلال الفترات المقبلة

سواء عن طريق الاستثمار المباشر في العقارات، ويتمثل في شراء الأراضي، والشقق السكنية، وغيره، أو عن طريق الاستثمار غير المباشر في العقارات، ويتمثل في شراء أسهم شركات العقارات بالبورصة المصرية والاستثمار بها على المدى المتوسط والطويل الأجل.

المشروعات العقارية

وبين الخبير أن تركيز الحكومة على إقامة المشروعات العقارية الجديدة في المدن الجديدة لمحدودي ومتوسطي الدخل وكذلك السكن الأكثر تميزًا لمرتفعي الدخل، هو أمر من شأنه أن يدعم فرص صعود القطاع.

 

وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد أعلن في مطلع الأسبوع الجاري، عند وجود مخطط لطرح شركة العاصمة الإدارية الجديدة في البورصة المصرية، خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن الملاءة المالية الموجودة في صندوق الشركة تبلغ نحو 100 مليار جنيه أموال سائلة.