انتشار «البالة» في مصر.. الرابح والخاسر في معادلة الأسعار المرتفعة
توسع رقعة الملابس المستعملة في مصر
تتمتع مصر بميزة تنافسية في صناعة الملابس الجاهزة، مدفوعة بتوافر الخامات والأيدي العاملة، ما ساعد على زيادة عدد المصانع المحلية واعتمادها على السوق المحلي كمنفذ أساسي. ومع تراجع القدرة الشرائية وارتفاع أسعار الملابس الجديدة، شهد سوق الملابس المستعملة المعروف بـ”البالة” توسعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، ليصبح خيارًا مفضلاً لشرائح واسعة من المستهلكين، بينما أثار هذا التوسع مخاوف داخل صناعة الملابس الجاهزة بشأن تأثيره على المبيعات وفرص التشغيل والاستثمار في القطاع.
عبد السلام: سوق البالة يشكل 25% من المنتجات المتاحة في السوق
وأوضح محمد عبد السلام، رئيس شعبة الملابس الجاهزة، أن الملابس المعروضة في سوق البالة ليست مستعملة فعليًا، بل هي بقايا ملابس جديدة من المحلات والبضائع، يتم تجميعها لتصبح استوكات ضخمة تُباع بالسوق المحلي بالكيلو.
وأشار إلى أن حجم سوق البالة يشكل نحو 25% من المنتجات المتاحة في السوق، بينما تصل الرسوم الجمركية على هذه الملابس إلى 2% مقارنةً بـ40% على الملابس الجديدة، ما يجعل الملابس المستوردة بالسوق أقل تكلفة وأرخص سعرًا.
وأضاف عبد السلام أن استيراد الملابس البالة ممنوع رسميًا في مصر، لذلك يلجأ بعض التجار إلى استيرادها بطرق ملتوية، مثل تقسيم الشحنات على مراحل تحت بند الملابس الشخصية للعاملين بالخارج لتسهيل النقل، مشيرًا إلى أن وزير النقل والصناعة أصدر قرارًا يسمح للشحن الشخصي بحد 150 كيلو سنويًا لكل عامل.
بشاي: توخي الحذر عند شراء الملابس المستعملة لغياب الرقابة الصحية
وأشار متى بشاي، رئيس لجنة التجارة الداخلية بالشعبة العامة للمستوردين، إلى أن بعض الموانئ مثل الإسكندرية وبورسعيد ودمياط تُستغل لتهريب البالة تحت مسميات جمعيات خيرية أو من الاتحاد الأوروبي، ومعظمها تحمل علامات تجارية عالمية.
وأوضح بشاي أن سوق البالة يؤثر بشكل كبير على الاستثمار في صناعة الملابس بسبب انخفاض التكلفة والأسعار مقارنة بالمنتجات المحلية.
ودعا المتخصصون المواطنين إلى توخي الحذر عند شراء الملابس المستعملة لغياب الرقابة الصحية، مؤكدين على أهمية تشديد الرقابة على الموانئ لحماية صناعة الملابس المحلية وضمان استمرار نشاطها وازدهارها.
حققت صادرات الملابس الجاهزة المصرية طفرة قوية خلال أول سبعة أشهر من 2025، لتبلغ نحو 1.939 مليار دولار مقابل 1.539 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، محققة معدل نمو سنوي 26%، ما يعكس قدرة القطاع على التوسع في الأسواق الخارجية رغم التحديات العالمية.
تاجر: نستورد البضائع من أوروبا وقد تصل القطعة للمستهلك إلى 10 جنيهات فقط
وفي المقابل، شهد سوق الملابس المستعملة المعروف بـ”البالة” إقبالاً متزايدًا خلال الفترة الأخيرة، مدفوعًا بارتفاع أسعار الملابس المحلية والمستوردة، لا سيما الملابس الشتوية. وأوضح أحد تجار البالة بالجملة، في تصريحات لـ”الاستثمار العربي”، أنه يقوم باستيراد البضائع من أوروبا، بعضها جديد يحمل ملصق بلد المنشأ، والبعض الآخر مستعمل نظيف، حيث قد تصل القطعة الواحدة للمستهلك إلى 10 جنيهات فقط.
وبحسب التاجر، فإن أسعار الكيلو في سوق البالة تتراوح كالتالي: 380 جنيهًا للأطفال، 420 جنيهًا للأطفال الأوروبيين، 420 جنيهًا للجاكت، 420 جنيهًا للسويت شيرت، 380 جنيهًا للكنزة الحريمي، و420 جنيهًا للرجالي، ما يعكس فارق التكلفة الكبير بين الملابس المستعملة والجديدة، ويبرر التوجه المتزايد للمستهلكين نحو هذا السوق في ظل ارتفاع الأسعار.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=468430
