شهدت سوق السيارات المحلية موجة جديدة من تخفيضات الأسعار بلغت في بعض الطرز نحو 200 ألف جنيه، في ظل سعي الوكلاء والمعارض لتحريك المبيعات وتنشيط السوق عبر عروض تشمل مقدمات منخفضة وأقساط ميسرة، فيما أرجع خبراء القطاع هذه التخفيضات إلى أخطاء تسعيرية سابقة وتراجع سعر الدولار أمام الجنيه.
زيتون: التسعير الخاطئ يقف سببًا وراء التخفيضات الكبيرة
قال منتصر زيتون، عضو رابطة تجار السيارات، إن تراجع الأسعار يظهر بشكل ملحوظ في السيارات الصينية والكورية والمجمعة محليًا، بينما لم تشهد السيارات الأوروبية انخفاضًا يذكر رغم إعفائها من الجمارك، نظرًا لاستقرار سعر صرف اليورو.
وأضاف في تصريح لـ«الاستثمار العربي» أن العروض الضخمة التي وصلت إلى 200 ألف جنيه لبعض الأنواع ترجع إلى تسعير خاطئ من الوكلاء في بداية الطرح، ثم ظهور موديلات جديدة بإمكانيات مماثلة وبأسعار أقل ما يجبر الوكلاء على خفض الأسعار لمجاراة المنافسة.
وأوضح أن هامش الربح الطبيعي للوكيل لا يتجاوز 5%، ما يعني أن التخفيضات الكبيرة تعكس هوامش ربح مرتفعة سابقة، مؤكدًا أن استمرار التراجع يضر بالسوق والمستهلك معًا، إذ يدفع الأخير لتأجيل قرار الشراء انتظارًا لمزيد من الانخفاضات، ما يفاقم حالة الركود.
وأعلنت شركة الكان أوتو، وكيل علامة بايك في مصر، عن خفض أسعار طراز «بايك X7» بقيمة 195 ألف جنيه خلال أكتوبر الجاري، في إطار المنافسة المتزايدة بين الوكلاء لجذب العملاء وتحريك السوق.

عبد المجيد: المنافسة بين الوكلاء وتراجع الدولار وراء التخفيضات
قال عماد عبد المجيد، أمين عام شعبة السيارات، إن تخفيضات الأسعار التي شهدها السوق المحلي وصلت إلى نحو 200 ألف جنيه في بعض الطرز، من بينها سيارات سكودا وفولكس فاجن وغيرها، موضحًا أن أحد أسباب هذا التراجع هو بيع السيارة الواحدة من قِبل أكثر من وكيل في الوقت نفسه، ما يخلق منافسة تدفع نحو خفض الأسعار.
وأوضح عبد المجيد في تصريح خاص لـ«الاستثمار العربي» أن التخفيضات التي يجريها الوكلاء تعود أيضًا إلى تراجع سعر الدولار من 52 جنيهًا إلى 47 جنيهًا، أي بنسبة انخفاض تبلغ نحو 5%، وهو ما يعادل تقريبًا 250 ألف جنيه في سيارة يبلغ سعرها مليوني جنيه، ما يجعل التخفيضات الحالية واقعية وليست مبالغًا فيها، مؤكدًا أن هوامش أرباح الوكلاء ليست كبيرة كما يُعتقد.
وأضاف أن بعض الوكلاء تكبدوا خسائر نتيجة تغير الأسعار، مشيرًا إلى أن هناك سيارات مثل «تيجوان» تم شراؤها بنحو 2.6 مليون جنيه قبل أن ينخفض سعرها إلى 2.3 مليون جنيه، ما تسبب في خسائر تصل إلى 300 ألف جنيه في السيارة الواحدة.

شتا: من المتوقع تراجع أسعار ما بين 30 و40 موديلًا جديدًا قبل نهاية العام
قال محمد شتا، رئيس تحرير موقع اوتو أرابيا و الخبير الدولي في مجال صناعة السيارات، إن التخفيضات الأخيرة شملت نحو 95% من السيارات المطروحة في السوق، موضحًا أن السيارات الاقتصادية شهدت تراجعًا في الأسعار يتراوح بين 50 و150 ألف جنيه، بينما انخفضت أسعار السيارات المتوسطة بنسب تتراوح بين 150 و400 ألف جنيه، ووصلت التخفيضات في بعض موديلات السيارات الفارهة إلى ما بين 500 ألف ومليون جنيه، إلى جانب تراجع أسعار سيارات النقل والنصف نقل، مع توقعات بموجة جديدة من التخفيضات خلال الفترة المقبلة.
وأضاف شتا في تصريحات خاصة لـ”الاستثمار العربي” أنه من المتوقع تراجع أسعار ما بين 30 و40 موديلًا جديدًا قبل نهاية العام بنفس نسب الانخفاض المسجلة خلال الأشهر الماضية، مشيرًا إلى أنه رغم هذه التخفيضات فإن الأسعار المحلية لا تزال أعلى من مثيلاتها في أسواق الخليج وأوروبا. وأوضح أن بعض الموديلات التي تباع في مصر تفتقر إلى كماليات و مواصفات الآمان والسلامة الموجودة في النسخ الخارجية، مما يجعل أسعارها المحلية مرتفعة بنحو 5 إلى 10% مقارنة بالخارج، و إللي هو أيضا من الأسباب الرئيسية في معدلات حوادث الطرق و أرقام ضحايا الحوادث المرتفعة في مصر مقارنةً بالنسب و بالمعدلات و الأرقام العالمية.
وأرجع شتا انخفاض الأسعار إلى زيادة حالة الركود بالسوق وارتفاع معدلات التضخم وتراجع السيولة لدى المستهلكين، وهو ما دفع الوكلاء والمعارض إلى التعاون مع البنوك لتقديم عروض تمويلية تهدف إلى تحفيز الشراء، رغم أنها تعتمد على رفع سعر السيارة لتحقيق هامش ربح كبير جدآ خلال فترة التقسيط.
ونصح شتا المستهلكين بتأجيل قرار الشراء حتى نهاية العام، متوقعًا استمرار المنافسة بين الوكلاء والموديلات المختلفة مما سيدفع الأسعار إلى مزيد من الانخفاض، مشيرًا إلى إمكانية الاحتفاظ بقيمة الأموال عبر تحويلها إلى الدولار أو الذهب.
وأشار إلى أن زيادة المعروض في السوق جاءت نتيجة مبادرة “سيارات المصريين بالخارج” اللتي سمحت بإستيراد عشرات الآلاف من السيارات المستعملة الزيرو، بالإضافة إلي أيضا إستيراد سيارات زيرو كثيرة جدآ عن طريق نظام الإستيراد الشخصي للسيارات الزيرو موديل السنة مالك أول، موصيًا الراغبين في شراء سيارات مستعملة بفحصها بدقة للتأكد من عدم تعرضها لحوادث، موضحًا أنه تم اكتشاف عدد كبير من السيارات المستوردة المتضررة، وهو ما أضر بسمعة المستوردين والمصدرين المصريين و كل العاملين في هذا المجال سواء داخل مصر أو في الأسواق الخارجية.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=452346
