أظهرت قرارات البنوك المركزية، خلال الأسبوع الماضي، ميلًا نحو تشديد السياسة النقدية وعكست نتائج اجتماع السياسة لبنك الاحتياطي الفيدرالي تحولًا باتجاه رفع أسعار الفائدة السياسة النقدية ليصبح أكثر تشديد، مما أثر سلبيًا على أسعار عدد من العملات، حيث تكبَّد اليورو والجنيه الإسترليني خسائر كبيرة خلال الأسبوع الماضي.
كما أظهر المخطط النفطي ميل أكثر نحو تشديد السياسة النقدية على المدى القصير، مما يعكس دورة تشديدية للسياسة النقدية أسرع وفي وقت أبكر من المتوقع ، خفف باول إلى حد ما من بعض هذه الملاحظات الي تتجه الى رفع أسعار الفائدة خلال المؤتمر الصحفي.
ارتفاع سندات الخزانة
وفيما يخص تحركات الأسواق، ارتفعت سندات الخزانة على مستوى جميع فترات الاستحقاق بسبب المخاوف الناجمة عن متحور أوميكرون ، وتجدر الإشارة الى أن السوق استهل تداولات الأسبوع بوضعية تجنب المخاطرة بعد الإبلاغ عن حالات الوفاة الأولى في المملكة المتحدة والصين.
وفي يوم الأربعاء، بعد إصدار بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، ارتفعت العوائد بسبب الميل المخطط النقطي تجاه تشديد السياسة النقدية في المدى القريب ومع تغير لهجة البيان، كما أظهر ملخص التوقعات الاقتصادية استمرار ارتفاع التضخم لفترة أطول. انعكست بعض الزيادة في العوائد مع حديث باول في المؤتمر الصحفي، ولكنها أنهت اليوم بارتفاع. ومع ذلك، في نهاية الأسبوع، ارتفعت حالات الإصابة بالوباء عالمياً مما دفع المستثمرين مرة أخرى إلى أصول الملاذ الآمن.
هبوط عوائد السندات
على صعيد العوائد، انخفضت عوائد السندات لأجل سنتين بمقدار 1.67 نقطة أساس لتصل إلى 0.64%، كما تراجعت عوائد السندات لأجل 5 سنوات بمقدار 7.58 نقطة أساس لتصل إلى 1.176%. وبالنسبة للآجال الأطول، انخفضت عائدات 10 سنوات بمقدار 8.16 نقطة أساس لتصل إلى 1.404% وكذلك السندات أجل 30 عامًا بمقدار 7.17 نقطة أساس لتصل إلى 1.808%.
أنهى مؤشر الدولار الأسبوع على ارتفاع (+ 0.49%)، وتمكن من الإغلاق فوق المستوى الـ 96. وكان قد افتتح تداولات الأسبوع بشكل إيجابي، حيث حقق مكاسب خلال جلستي يومي الإثنين والثلاثاء مستفيداً من اتجاه المستثمرين لتجنب المخاطرة نتيجة ارتفاع حالات الإصابة بمتحور أوميكرون حول العالم. علاوة على ذلك، تلقت العملة أيضًا دعماً نتيجة لتوقعات الأسواق بقيام الاحتياطي الفيدرالي تشديد السياسة النقدية. في يوم الأربعاء (اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة)، تداول الدولار في نطاق ضيق قبيل نتائج الاجتماع. ومع ذلك، ارتفع الدولار بشكل حاد بشكل مبدئي بعد الاجتماع وتداول عند أعلى مستوى له عند 96.89 (أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2020) واستمر التداول ضمن هذا النطاق حتى بداية المؤتمر الصحفي.، ولكنه عكس مكاسبه ليخسر أكثر من المكاسب بحلول الوقت الذي اختتم فيه باول مؤتمره الصحفي، منهيًا اليوم على انخفاض، حيث قلل باول من اللهجة التشديدية في بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. وواصل الدولار خسائره خلال جلسة الخميس، ثم ارتفع مرة أخرى يوم الجمعة حيث ازدادت المخاوف بشأن متحور اوميكرون، مع استيعاب المشاركين في السوق لنتائج اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
اقرأ المزيد : محفظة قروض المشروعات الصغيرة بـ«فيصل الإسلامي» تتجاوز 2.5 مليار جنيه
خسائر وأرقام
في هذه الأثناء، خسر اليورو (-0.65%) خلال الأسبوع. استهل اليورو تعاملات الأسبوع بأداء سلبي حيث تعرض لضغوط من معنويات المستثمرين بتجنب المخاطرة، والتي سيطرت على الأسواق المالية العالمية في بداية الأسبوع. ثم ارتفع بعد ذلك بسبب ضعف الدولار خلال جلستي الأربعاء والخميس.
ومن الجدير بالذكر أن تحركات اليورو كانت متقلبة للغاية قبل وبعد نتيجة اجتماع البنك المركزي الأوروبي، لكنها تمكنت من إنهاء الجلسة على ارتفاع يوم الخميس حيث كان يُنظر إلى النتائج على أنها تميل نسبيًا الى تشديد السياسة النقدية، إلا أن العملة أنهت الأسبوع على انخفاض بعد أن ارتفع الدولار من جديد.
وسجل الجنيه الإسترليني خسائر هذا الأسبوع، حيث انخفض في بداية تعاملاته يوم الإثنين نتيجة للمخاوف بفرض المزيد من القيود المتعلقة بمكافحة وباء كورونا.
ورغم هذا، فقد ارتفع في وقت لاحق يومي الثلاثاء والأربعاء مدعومًا باتساع فارق العائد الحقيقي بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ومع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته في أكثر من 10 سنوات.
وتجدر الإشارة إلى أن الجنيه الاسترليني استمر في الارتفاع يوم الخميس بعد أن فاجأ بنك إنجلترا الأسواق وقام برفع لأسعار الفائدة لأول مرة منذ بداية الوباء. ورغم هذا، عكست العملة بعض المكاسب التي حققتها في منتصف الأسبوع حيث احتلت المخاوف المتعلقة بمتحور أوميكرون مركز الصدارة مرة أخرى.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=61460