بقلم الدكتور محمود أبو العيون
محافظ البنك المركزى الأسبق
كنت اطالع فيلما علي شاشة التلفزيون حول الفنان العالمي والاوبرالي الضرير بوتشيللي، وكم قدرت كيف أن صبر الانسان وايمانه بقدراته وامكانياته التي ربما لم يحظ بها غيره يمكن- مهما طال الزمن- ان يرتقيا به درجات على سلم المجد رغم فقدانه لإحدي حواسه. ولأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فإن كل عمل جاد سيؤجر إن آجلا أو عاجلا.
ورأيت طيلة حياتي أيضا العديد من بني البشر، بعضهم ممن يعملون بجد واجتهاد واخلاص وتفاني وحب لما يقومون به من عمل دون حقد أو ضغينة لأي غيرهم، ومنهم المنافقون والمتسلقون ومدعيي المعرفة والعلم ومنتهزي الفرص وكارهي حتى انفسهم. ولم يساورني شك أبدا فى أن العاقبة دائما للمجتهد والمخلص والمحب لعمله ومهنته ولغيره مهما طال الزمن، زمهما قابل من عقبات وانتكاسات.
ونري علي المستوي المؤسسي تلك المؤسسات عندما يتولي إدارتها النموذج الاول من البشر، فنجدها تنمو وتزدهر ويعم في أرجائها الحب والسكينة، وتصير الالفة وحب الخير للغير سمة العاملين فيها حتي لو كان عائدهم لا يكفي احتياجاتهم وطموحاتهم، وفي المقابل يقف على ابواب تلك المؤسسات كثر من النموذج الثاني يرمونها بالحجارة ويشككون فى قدرات من يتولونها ويحشدون لهم الكره والحقد وأصحاب القلوب السوداء ومتمنوا الفشل والسقوط. ولأن فضل الله كبيرا لا ينجح إلا النموذج الاول، مهما طال الزمن.
تري هل نشك فى أن ما حققته مصر من نجاحات اقتصادية فى السنوات القليلة الماضية كان لغير هذا السبب؟ ابناء مخلصون محبون لبلدهم وعملهم ومتفانون فى جلب الخير يخافون الله ووطنهم وراء نجاحاتنا، والنموذج الثاني يقف منبوذا حاقدا متنمرا ويعلم علم اليقين أنه لن يصل أبدا ليكون فى مصاف النموذج الاول فى مصرنا المحروسة.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=4542