توقف إمدادات الغاز الروسي يضع أوروبا في مأزق.. و«خطة بديلة» قيد الدراسة

تتوقف إمدادات الغاز من روسيا إلى ألمانيا لمدة 10 أيام لإجراء أعمال الصيانة المقررة في خط أنابيب «نورد ستريم1» المار عبر بحر البلطيق. وهو أهم رابط من أجل تدفقات الغاز الطبيعي إلى ألمانيا.
وسيعود ضخ الغاز مرة أخرى في وقت مبكر من صباح 21 يوليو الجاري.

العقوبات على روسيا

وفرضت ألمانيا ودول غربية جولات عدة من العقوبات على موسكو في محاولة لوقف القتال، في الوقت الذي تعتمد فيه العديد من الدول أيضاً على مصادر الطاقة الروسية.

ورداً على ذلك أوقفت موسكو إمدادات الغاز إلى العديد من الدول، في ما ينظر إليه على نطاق واسع على أنه رد انتقامي.

وقامت شركة غازبروم الروسية بخفض إمدادات الغاز التي يجري ضخها عبر خط الأنابيب البالغ طوله 1200 كيلومتر بين روسيا وشمال ألمانيا إلى حد كبير.

وخلال الفترة الحالية يتم استخدام 40% فقط من الطاقة الاستيعابية لخط الأنابيب. وهو ما أدى إلى مزيد من الزيادات في الأسعار في سوق الغاز، وفقاً للوكالة الاتحادية للشبكات الألمانية.

وتأتي أعمال الصيانة في الوقت الذي تسعى فيه ألمانيا بشكل عاجل لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي، مع ملء الخزانات أيضاً استعداداً لفصل الشتاء المقبل.

نقص إمدادات الغاز الطبيعي

وحذر مدير وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، بشكل شديد لهجة الدول الأوروبية مما وصفه بشتاء طويل وقاسٍ؛ نتيجة لنقص إمدادات الغاز الطبيعي، مع تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأكد بيرول أنه في ظل أزمة الطاقة العالمية، فإن الوضع محفوف بالمخاطر، بصفة خاصة في أوروبا، التي تقع في بؤرة اضطرابات سوق الطاقة، خاصة مع دخول فصل الشتاء خلال الأشهر المقبلة.

خطة بديلة

واقترحت وكالة الطاقة الدولية خطة للحد من الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي، مع ضمان أمن الطاقة للدول الأوروبية. وتتمثل محاور هذه الخطة في :-

• إنهاء عقود الغاز من خلال عدم توقيع أي عقود جديدة لتوريد الغاز الطبيعي مع روسيا؛ ما يؤدي لتنويع أكبر للإمدادات خلال العام الجاري.
• مصادر بديلة بمعني الاعتماد على مصادر بديلة للغاز الروسي؛ ما قد يؤدي إلى زيادة إمدادات الغاز غير الروسي بنحو 30 مليار متر مكعب في غضون عام.
• تخزين الغاز والالتزام بوضع حد أدنى لتخزين الغاز؛ ما يعزز من مرونة نظام الغاز بحلول الشتاء المقبل.
• نشر مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية؛ ما سيؤدي بدوره إلى تقليل استخدام الغاز بمقدار 6 مليارات متر مكعب خلال عام -بحسب وكالة الطاقة-.
• تعظيم توليد الكهرباء من الطاقة الحيوية والطاقة النووية؛ ما سيقلل من استخدام الغاز بمقدار 13 مليار متر مكعب في غضون عام.
• وضع للحكومات تدابير ضريبية قصيرة الأجل، لحماية مستهلكي الكهرباء المعرّضين للخطر من ارتفاع الأسعار.
• تغيير أجهزة التدفئة العاملة بالغاز الطبيعي بمضخات حرارية، وذلك للعمل على تقليل استخدام الغاز بمقدار 2 مليار متر مكعب إضافية في غضون عام.
• تحسين كفاءة الطاقة في المباني والصناعة، وهو ما سيقلل استخدام الغاز بنحو 2 مليار متر مكعب خلال عام.
• تشجيع المستهلكين على الخفض المؤقت لنظام مشغل التدفئة بمقدار 1 درجة مئوية، متوقعة أن ذلك سيقلل استخدام الغاز بنحو 10 مليارات متر مكعب خلال عام.
• واخيرا، طالبت وكالة الطاقة الدولية بتكثيف الجهود لتنويع مصادر مرونة أنظمة الكهرباء وإزالة الكربون منها؛ ما يخفف الروابط القوية بين إمدادات الغاز وأمن الكهرباء في أوروبا.

اقرأ المزيد : مصنع مغلق بالفيوم يتحول إلى مجمع للملابس الجاهزة نوفمبر المقبل

توقف روسيا عند توريد الغاز

ونشرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها تقريرًا حول تداعيات احتمالية توقف روسيا بشكل نهائي عن توريد الغاز إلى ألمانيا .

ومدى تأثير ذلك الأمر على الصناعة الألمانية والشركات التي باتت في حيرة من أمرها بشأن التصرف إذا تضاءلت الإمدادات أو أوقفت موسكو جميع تدفقات الغاز إلى برلين.

واستهلت الصحيفة تقريرها في هذا الشأن، الذي نشرته عبر موقعها الرسمي، بتصريح لبيتر سنجر، الرئيس التنفيذي لشركة SKW Stickstoffwerke Piesteritz. وهي أكبر منتج للأمونيا في ألمانيا ومورد أوروبي رئيسي للأسمدة وسوائل العادم لمحركات الديزل.

حيث قال:” وقتها، سيتعين علينا إيقاف الإنتاج على الفور، من 100 إلى الصفر”.
وأبرزت الصحيفة أن روسيا خفضت بالفعل، وسط تصاعد التوترات مع الغرب بسبب العمليات العسكرية في أوكرانيا، وبشكل كبير صادراتها من الغاز إلى أكبر اقتصاد في أوروبا.

بنحو ازدادت معه المخاوف في برلين من أن احتدام أزمة الغاز في الشتاء القادم يمكن أن تشل الصناعة وتترك الملايين يتجمدون في منازلهم.