حرب أكتوبر 1973.. أسرار ودروس ملهمة سطرها الجيش المصري ببراعة
تصدرت ذكرى حرب أكتوبر المجيدة تريند تويتر وموقع بحث جوجل لما فيها من أهمية كبيرة للمصريين، تستوجب معها أيضا إحياء دور رئيس الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتعد حرب أكتوبر 1973 هي رابع الحروب العربية الإسرائيلية التي شنتها دولتي مصر وسوريا بعدما قامت إسرائيل باحتلال شبه جزيرة سيناء في مصر، وهضبة الجولان في سوريا.
بداية حرب أكتوبر المجيدة
دقت ساعة الحسم بتحرير سيناء الحبيبة وعودتها إلى حضن الوطن من جديد في اليوم العاشر من رمضان والذي وافق السادس من أكتوبر عام 1973، وتحديدا في الساعة الثانية ظهرًا، حيث تكاتفت الجهود العسكرية المصرية مع بعضها البعض لتكون حليفة أمام العدو الصهيوني، ولعل من أهم أسباب نصر أكتوبر هو السير في خطة الحرب بتكتم شديد وحنكة سياسية حربية أبدعها الرئيس الراحل أنور السادات.
بدأت حرب أكتوبر بتوجيه أكثر من 200 طائرة حربية مصرية لتنفيذ ضربات جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وعبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي الرادارات الإسرائيلية، واستهدفت الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.
وثائق بريطانية تكشف أسرار حرب أكتوبر 1973
من الأسرار الخاصة بذكرى حرب أكتوبر ما كشفته بعض الوثائق البريطانية من إسناد تاريخ الحرب إلى السوفييت الذين نصحوا الرئيس السادات آنذاك الوقت باختيار يوم السادس من أكتوبر تحديدًا، والذي وافق يوم السبت عند اليهود المعروف بيوم الغفران لديهم، وهي مفاجأة غير متوقعة في صفوف الجيش الإسرائيلي جعلته غير قادر على الحركة لصد تحركات الجيش المصري الذي حارب باستماته لاستعادة سيناء باعتبارها جزء أصيل من مصر والمصريين.
ومن ضمن أسرار حرب أكتوبر المجيدة التي باءت بالفشل الساحق لجيش العدو الإسرائيلي هو الدور الأمريكي الذي قامت فيه الولايات المتحدة بإنشاء جسرا جويا غير مسبوق في تاريخها لنقل أسلحة متطورة إلى إسرائيل، كما نفذ الجيش الأمريكي 570 مهمة عسكرية على مدار 13 ألف ساعة طيران حملت 22 ألف طن من الأسلحة المتطورة إلى إسرائيل، ولكن وعلى الجانب الآخر كان يقدم الاتحاد السوفيتي الدعم العسكري لمصر وسوريا.
ووفقا لمعلومات حف شمال الأطلسي “الناتو” التي نقلتها هذه الوثائق البريطانية عن أسرار حرب أكتوبر المجيدة، فقد قامت طائرات السلاح الجوي الأمريكي بممارسة دورها العدواني في الحرب من يوم 16 أكتوبر وما بعده، لتحمل ما يصل إلى 1000 طن في اليوم قاطعة مسافة 10400 كيلومتر عبر المحيط الأطلنطي ومن أوروبا الغربية، وأرسلت أيضا طائرات وذخائر وصواريخ، وهي المحاولات التي أجهضها خير أجناد الأرض الجيش المصري.
نتائج حرب أكتوبر 1973
استمرت حرب أكتوبر من يوم السبت 6 أكتوبر عام 1973 لتنتهي يوم الجمعة الموافق 26 أكتوبر من نفس العام، بعد قتال عنيف ومواجهات قوية من الجيش المصري ضد الجيش الإسرائيلي لتنتهي الحرب بالنصر، وتوقيع مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة في “كامب ديفيد” في سبتمبر 1978، حيث انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974، ووافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
اقرا المزيد : انطلاق فعاليات معرض مصر الوطني 16 أكتوبر الجاري
مظاهر الاحتفال بالذكرى 48 لنصر أكتوبر
تحت عنوان “أكتوبر 73 والعبور إلى المستقبل”، احتفلت القوات المسلحة المصرية بالذكرى الـ 48 لنصر أكتوبر المجيد، والذي صرح فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بعبارات الإشادة بأبطال شهداء حرب أكتوبر، مؤكدا أن مصر مازالت تقدم شهداء للتخلص من الإرهاب بمختلف أشكاله، ولكن الشر مهما كانت قدرته فلن يستطيع أبدا أن يهزم الخير وهذه سنة الله في الوجود.
وفي ذات السياق الاحتفالي بانتصارات أكتوبر المجيدة، نشر تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية، يوم الأربعاء 6 أكتوبر 2021 صورة للرئيس المصري الأسبق، أنور السادات على صفحته الرسمية بتويتر، قائلا بتعليق: “6 أكتوبر رجل عاش شجاعاً ومات شهيداً”، وهي الإشادة التي استحقها السادات حيًا وميتًا من جميع رؤساء وشعوب الدول العربية الشقيقة.
وتزامنا مع الذكرى 48 لنصر أكتوبر وضعت محافظة أسوان التمثال الجديد للمشير الراحل محمد حسين طنطاوي الذي وافته المنية يوم 21 سبتمبر الماضي في منطقة النصب التذكاري للشهداء بحديقة درة النيل بقلب مدينة أسوان، ويعد تمثال المشير طنطاوي أحد التماثيل الأربعة الموضوعة بحديقة درة النيل مع الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، بالإضافة إلى تمثال للفريق عبد المنعم رياض.
دروس ملهمة في حرب أكتوبر سطرها الجيش المصري ببراعة
التخطيط الدقيق والهجوم بلا هوادة كان شعار حرب أكتوبر التي اندلعت لاسترجاع الحقوق ولعودة الحرية المصرية من جديد، حيث استطاع الجيش المصري المصنف ضمن أفضل جيوش العالم أن يحفر الخنادق ويبني الحواجز لحمايته من هجمات العدو المتلاحقة.
وكانت للقواعد الجوية من الصواريخ والطائرات الحربية وخطط الدفاع الجوي القوية دورا بارزا في نصر أكتوبر مع إعداد المدافع والدبابات الربية والمعدات الثقيلة وتوجيهها الصحيح بطريقة علمية ومدروسة.
ولا ننسى خط بارليف الذي حطمه الجيش المصري، وهو الخط المانع الذي يعتبر الخط الأقوى في تاريخ العالم، حيث استطاع الجيش البواسل العبور السريع بقناة السويس باستخدام القوارب المطاطية والخشبية وعبور الجهة الأخرى حتى تمت الهزيمة بقوة ساحقة على الجيش الإسرائيلي المعتد.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=52265