بقلم : جرمين عامر – عضو اتحاد الاعلاميين العرب
انتشر .. في الأونة الأخيرة، على عدد من منصات التواصل الاجتماعي، فلوج تعليمي (مزيج ما بين الفيديو والبلوج) يتضمن شرح لأهمية اختيار اللوجو في مسيرة نمو العلامات التجارية المختلفة.
يشرح ببساطة فن اختيار اللوجو والشعار، وكيف تعزز العلامات التجارية الكبري هويتها وصورتها الذهنية والبصرية لدي الجمهور باستخدام الصور، الألوان، والأيقونات التي تثير المشاعر وتخلق انطباعات إيجابية لدي الجمهور المستهدف، مما يساهم في “زيادة الأرباح – نمو القيمة السوقية – التميز بين المنافسين – تحفيز الجمهور علي الشراء لزيادة المبيعات وجذب عملاء جدد وبناء ولائهم”.
الفلوج.. نشر علي صفحة متخصصة في الاستشارات الماليةFinancial Advisor تحت عنوان Art Advisor أو الاستشارات الفنية.
من الطبيعي .. أن يلقي هذا الفلوج أهمية كبيرة لدي جموع المسوقين وخبراء الإعلان خاصة وأنه يتضمن تحليل كامل لآليات الإعلان والقنوات الإعلانية المختلفة، ويعقد الكثير من المقارنات، ويحلل الأرقام والمؤشرات الخاصة بالعلامات التجارية الكبري مثل: مرسيدس وBMW – مرورًا بعالم الموضة والأزياء مثل: Channel و Prada إلي علامات الغذاء مثل: ماكدونالد وكوكاكولا وستاربكس .. الخ
ولكن .. ما أثارني واستدعي انتباهي، أبعد من مجرد فلوج تعليمي، يشرح أهمية اللوجو والهوية البصرية للعلامات التجارية، حيث أنه يتضمن عدد كبير من الشركات التي تنتمي إلي قائمة المقاطعة تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
يستدرج الفلوج، جموع المتابعين إلي منطقة “نوستالجيا” عاطفية والحنين إلي الذكريات الجميلة والأوقات السعيدة المرتبطة بهذا المنتج، مستخدمًا الرموز البصرية والرسائل العاطفية، فتجد شكل: زجاجة كوكاكولا – بطاطس ماكدونالد – فراخ كنتاكي – قهوة ستاربكس .. الخ.
ولأن صانع محتوي الفلوج لديه قدر كبير من الذكاء والدهاء، فقد وجه هذا المحتوي للمسوقين وخبراء الإعلان قبل الجمهور العادي.
بمعني آخر.. إنها فقعة اختبار أو دعوة غير صريحة – لتذكر هذه المنتجات مستخدمين حيل الترويج العاطفي لإنهاء المقاطعة والعودة إلي تسوق هذه المنتجات أو الخدمات بعد أن تكبدت خسائر ضخمة.
استراتيجية ترويج “الحب الضائع” أو “الترويج العاطفي” تعد أحد الآليات القوية التي يمكن أن تحول العلامة التجارية من مجرد منتج أو خدمة إلى جزء لا يتجزأ من حياة جمهور المستهلكين.
لأنها ببساطة .. تعتمد على استثارة العواطف والمشاعر لدى الجمهور المستهدف لتعزيز ارتباطهم بالعلامة التجارية وزيادة ولائهم لها.
وذلك من خلال خلق تجربة عاطفية مؤثرة تجعل المستهلكين يشعرون باتصال شخصي مع المنتج أو الخدمة، مستخدمين عده طرق منها : السرد القصصي – الرموز البصرية – الموسيقى والصوت – الرسائل العاطفية – التجارب التفاعلية.
لجوء.. صناع محتوي الفلوج الخاص بشركة الاستشارات الفنية Art Advisor لاستراتيجية “الحب الضائع” أو “الترويج العاطفي” جاء بعدما فشلت جميع الحيل والخطط الإعلانية في التصدي للمقاطعة الشعبية العالمية، والتي أدت إلي خسائر كبيرة للعديد من العلامات التجارية علي 7 محاور رئيسية:
1- خسائر مالية مباشرة: حيث انخفضت المبيعات والإيرادات، نتيجة لتراجع الطلب على منتجات أو خدمات العلامة التجارية فمثلا: بلغت خسائر أسهم شركة بيبسيكو 0.8% وشركة كوكاكولا 2.1% شركة بروكتر اند جامبل 10%، بينما ماكدونالد يعتبر أكبر الخاسرين -6%، كما تراجعت مبيعات شركة امريكانا 48.3% وذلك وفقا لـCNN الاقتصادية في مارس 2024 الماضي.
2- تأثير سلبي على القيمة السوقية: حيث تراجع الأداء المالي للعلامات التجارية وانخفضت الثقة في أداء الشركات مما أدي إلي انخفاض سعر الأسهم والقيمة السوقية لها مثلا: ستاربكس.
3- تراجع الحصة السوقية: نتيجة لفقدان عملاء الشركات لصالح المنافسين، مما انعكس سلبا على الحصة السوقية للعلامة التجارية.
4- تكلفة إعادة بناء الصورة: بالطبع ستحتاج هذه الشركات إلى ضخ استثمارات كبيرة في حملات التسويق والعلاقات العامة لاستعادة صورتها وثقة المستهلكين -مثلما يحدث الآن- كذلك إلي إجراء دراسات تسويقية وإطلاق فقاعات لاختبار سيكولوجية الجماهير قبل إطلاق الحملات الإعلانية.
5- تأثير على العلاقات التجارية: المقاطعة يمكن أن تؤثر على العلاقات مع الموردين والشركاء التجاريين الذين قد يترددون في التعاون مع علامة تجارية تحت ضغط سلبي.
6- أثر طويل الأمد على السمعة: حتى بعد انتهاء المقاطعة، قد يستمر الأثر السلبي على سمعة العلامة التجارية، مما يؤدي إلى صعوبات في استعادة ثقة العملاء.
7- زيادة التكاليف التشغيلية: الشركات قد تضطر إلى تخفيض الأسعار أو تقديم عروض خاصة لاستعادة العملاء، مما يزيد من التكاليف التشغيلية ويقلل من الهوامش الربحية.
ياله من دهاء ..
فلوج: الترويج .. بنوستالجيا “الحب الضائع” – فقعة اختبار لسيكلوجية الجماهير
هل انتهي التعاطف مع الشعب الفلسطيني بحكم التقادم والزمن
أم أن المقاطعة مستمرة؟!!
انتهي ,,,
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=306385