زاوية نسائية … العيد المئوي لـ«يونيماتي أون» Unimati-on

بقلم چرمين عامر .. رئيس الاتصال المؤسسي المصرف المتحد

 

100 سنة ومكملين على طريق السيطرة

هذه المقالة من خيال المؤلف
تدور أحداثها في عام 2054

إنه يوم غير عادي

إجازة رسمية في كل بلدان العالم الكبيرة والصغيرة, المتقدمة والنامية, المتعلمة والفقيرة
العالم كله يحتفل بميلاد

جد الجدود
الروبوت الأكبر

إنه…
عيد الميلاد الـ100 للروبوت “يونيماتي أون” Unimati – on

الشوارع مليئة بالزينات ..
الأعلام والرموز الخوارزمية هنا وهناك ..
المحتفلين من جميع أطياف البشر
يرتدون الملابس الفضية والبيضاء والألوان الأحادية تشبهًا بالروبوت
على رؤوسهم قباعات تنير عندما يتكلمون تمامًا مثل رموزهم من الروبوتات
لغتهم عبارة عن خوارزميات وأكواد هم وحدهم من يدركها

كل سنة وجموع البشر
في كل مكان على الكرة الأرضية
بخير وسعادة
أعاده الله عليكم هذا اليوم باليمن والبركات

إنه يوم ..
عيد ميلاد “يونيماتي أون” Unimati – on” الـ100

من هو الروبوت “يونيماتي أون” Unimati – on “؟
هو أول إنسان آلي قابل للبرمجة صممه المهندس الأمريكي “جورج ديفول” في عام 1954 وكان مهمته التقاط وتحريك الأجسام الثقيلة من مكان لآخر.

يعني كان مهمته الأولى والأخيرة وشغله الشاغل
خدمة أسياده من البشر من عمال المصانع
تلك المهمة التي يصعب على الإنسان الطبيعي إتمامها…
لأنها تستلزم التمتع بمواصفات خاصة جدًا جدًا
عضلات مفتولة، وقوى جبارة وقدرة فائقة على التحمل.

إنه الروبوت “يونيماتي أون” Unimati – on”
الجد الأكبر
والمؤسس الأول
لسلسال الروبوتات

ولكن عزيزي القارئ .. خذ بالك !!
سبق المهندس “جورج ديفول” واختراع الروبوت “يونيماتي أون” “Unimati – on”
العديد من المحاولات لاختراع آلات وروبوتات تخدم البشرية
يقال ان !! أول هذه المحاولات ترجع إلى العصر الفرعوني القديم .. يجوز أصل .. قدماء المصريين دول .. كانوا متقدمين جداً.

خد بالك .. عزيزي المتابع للقصة من وصف آلة تخدم البشر جيدًا

المحاولة الثانية لاختراع آلة تخدم البشر
كانت في عام 1136 ميلاديًا,
وبالتحديد في بلاد الشام على الحدود المشتركة مع تركيا.
حين أراد “بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل بن الرزاز الجزيري” – العالم – أن يصنع إنسانًا متحركًا ليغنيه عن تواجد الخدم داخل منزله, إذا رغب في الوضوء. فصنع لنفسه آلة على هيئة غلام. يقف وفي يده إبريق من المياه وفي يده الأخرى منشفة.
والغريب أن ذكاء العالم “بديع الزمان” تعدي حدود الآلة إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي فابتكر “بديع الزمان” هيكل لطائر يقف على رأس هذه الآلة (الغلام) بشكل دائم. وجعل الطائر يصفر عندما يحل توقيت الصلوات الخمس.

ذكاء بشري طبيعي اهه !!

فسواء كانت هذه المحاولة مسجلة أم لا !!

وسواء نسب للمصريين القدماء, أنهم أول من اخترعوا تمثالاً
أطلقوا عليه “ممنون”
كانت مهمته إصدار أصوات موسيقية تطرب الفرعون ليحل نعمته على الشعب
أو محاولة عالم الرياضيات اليوناني “اركيتاس” الذي اخترع أول حمامة آلية تستطيع الطيران .. الخ

المهم .. أننا أمام واقع 100 سنة
في الوجود والتطور لسلسال الروبوتات التي ابتكرت في الأصل لخدمة البشر .. وليس آلات لمنافسة البشر, أو التفوق عليهم وبعدين استعباد البشرية.

يعني الروبوت “روبي” لخدمة الزبائن في مطعم “درينكس اند سبايس ماجيك” بدبي صاحبة المهام الصعبة والتي تستطيع أن تعمل لمدة 18 ساعة متصلة يوميا .. ماشي.
يعني “رجل الخط” الذي أراد به القطريون ابهار العالم بالتحكيم في كأس العالم عام 2022 .. ساعد برده.
يعني “فاطمة” للرد علي استفسارات العملاء في بنك ABC بالبحرين والتي تعمل بدون توقف .. تمشي.
يعني “صوفيا” المذيعة التي تتكلم وتحاور وتناقش بطلاقة وتفرض عليك نظريات تنقلك إلى مرحلة تغير ايديولوجي تدريجي ..
دي بقة .. كانت محتاجة وقفة ونقاش ودراسة من النخبة الفكرية والاجتماعية !!

لأنك هنا .. !! دخلت على مرحلة السيطرة الفكرية والثقافية

ولكن عزيزي القارئ, والمتابع الجيد لأحداث القصة
لا داعي للقلق
ففي عام 2022
طلع علينا الروبوت “اميكا” برسالة طمأنينة للبشر ويقول لهم:
” لا داعي للقلق .. فنحن الروبوتات .. لن نسيطر على العالم”

والله كتر ألف خيركم

بس الرسالة دي
كانت إنذار لطيف
لم ينتبه لها !! النخبة الفكرية والثقافية ورجال علم النفس والاجتماع والانثروبولوجي
ولم يتابعها بدقة العلماء في دراستهم.

إنهم عقول اصطناعية وروبوتات !!
بدأوا بالفعل يسيطرون على العالم
حتى أن عام 2067 قرب
فهذا التاريخ .. هو موعدهم للسيطرة الكاملة على البشر والكوكب الأرضي كله.

سيأتي هذا الموعد ..
والتاريخ .. فتتحول الحضارة البشرية .. إلى فعل كان
حينما يتحول الإنسان كاسير لهؤلاء الروبوتات والعقول الاصطناعية
اسير بكامل إرادته
ينفذ ما تمليه عليه هذه الآلات التي اخترعت في الأصل لخدمة البشرية.
وتدير هذه الروبوتات والعقول الاصطناعية حياة البشر وتملي عليهم تحركاتهم وأفكارهم وايديلوجياتهم واعتقاداتهم وطموحاتهم أيضاً ..

أكاد أجزم .. نعم !!!

فنحن .. في عصر الاضمحلال الحضاري للبشرية
بنجري .. بسرعة الصاروخ
لتتويج .. الروبوتات على مملكة البشر
ويقود .. عملية التتويج
السواد الأعظم من البشر .. ممن يتصفون بمتوسطي الذكاء IQ
أصحاب نظريات الراحة والرفاهية .. الترهيب والعنف .. التغير المناخي والتدهور البيئي .. المعنيين بانهيار الانظمة الاقتصادية والاجتماعية .. وإدارة العقول .. وفقدان الهوية .. وتعقيد المجتمع .. وإيهام السواد الأعظم بالتواصل الحضاري والثقافي والمجتمعي
في حين أن هذا التواصل الفقعي ..
يتم من خلاله غرز نظرية “تنميط” السلوك البشري للسواد الأعظم من البشر,
لتحجيم قدراتهم العقلية, حتى يسهل السيطرة الكاملة عليه ..
ومن ثم عزلهم تدريجيًا في سجن انفرادي مع الآلات وروبوتات وعقول صناعية تسيطر عليه.
فقد أمنت هذه العقول الاصطناعية والآلات .. ردود افعال البشر
وعرفوا مدى تأثرهم بالأحداث
فوصلوا للاكسير الذي يدخل علي عقولهم
بأحداث تجعلهم في عالم افتراضي .. لا نهاية له .. مغيب .. يفتقد الوعي بالواقع والحياة.

فهم من وعدوك .. بالتواصل الثقافي والاجتماعي.
ووعدوك .. بتعظيم قدرات عقلك ليخترق القدرات الطبيعية لذكاء البشر.
ووعدوك .. بالتواصل بين العقل البشري والروبوت لمزيد من الرفاهية.
وعدوك .. بحلول وتقنيات تبهرك .. فأنت من تستطيع أن تقود الطائرة بعقلك.
ووعدوك .. أن كل الآلات والعقول الاصطناعية هم عبيد لك وتحت امرك وجودهم لخدمتك وراحتك أنت وحدك من دون المخلوقات.

ولكن في الحقيقة .. أصبحت أسير ًا لذكائهم

هل جهزت نفسك لهذا الحدث ؟؟!

طبعًا لا
فأنت هنا اليوم ..
لتحتفل
بعيد ميلاد أكبر أجدادهم
كل سنة وجموع البشر
في كل مكان على الكرة الأرضية
بخير وسعادة
أعاده الله عليكم هذا اليوم باليمن والبركات