بقلم جرمين عامر …. رئيس الاتصال المؤسسي بالمصرف المتحد
داخل مكبس للتخلص من النفايات الإلكترونية
جلس 6 روبوتات في شكل دائري
منتظرين دورهم.. لتنفيذ حكم الموت كبسا
في لحظات .. أنارت أجهزتهم
ولربما .. للمرة الأخيرة
قبل تنفيذ حكم الفناء ..
ليحكي كل منهم .. عن نفسه في مشهد درامي
فجموع الروبوتات .. لا تملك أرواحا .. مثل أرواحنا .. نحن البشر
ولا يمتلكون مشاعر .. مثل الإنسان
ولا يمتلكون أعمارا .. مثل أعمارنا ..نحن مخلوقات الله عز وجل
ولا يمتلكون أسماء .. مثلنا
يملكون .. عقول فقط
خلقت .. لتماثل العقول البشرية
داخل المكبس
في مشهد تراجيدي .. يغلب عليه
ولأول مرة .. المشاعر الإنسانية والغريبة علي جموع الروبوتات
وسط صمت رهيب .. بدأ كل روبوت من الستة يحكي قصة حياته ..
ليشهد الإنسان علي أعمال البشر
فيقول الروبوت الأول : كنت المحاولة البشرية الأولي. صنعني الإنسان لكي أساعده في رفع الأحمال الثقيلة من مكان لآخر. فكنت خادمه المطيع. الذي يعمل بدون تفكير في المصانع والمخازن والموانيء بدون مقابل فقط شوية تشحيم وصيانة إرضاءا للإنسان.
الروبوت الثاني : Machine Learning – والذي بدأ عليه مظاهر الكبر والعجز وظهرت علامات قلة الاستخدام، لدرجة أن تروسه ملأها الصدأ وأصبحت هذه الآلة الضخمة جدا، ثقيلة الحجم، والتي تشبة كارتون الأطفال “مازنجر” لا تتحرك وتصدر أصوات رهيبة عند أي حركة ولو بسيطة تصدر عن تروسها ومساميرها.
كنت من أوائل الآلات الاصطناعية الي اخترعها الإنسان لتعمل بشكل مستقل عنه، تساعده في تطوير نظم المعلومات وتتصرف بأسلوب مماثل له. فكنت أفهم اللغات الطبيعية وأستطيع إنجاز المهام بفاعلية كبيرة. كنت أقوم بمهمة تنسيق الصور واستخدم الأشكال لتساعد الإنسان علي تخزين الخبرات والمعارف المتراكمة وأقدمها له كنواتج للتعلم يستطيع من خلالها تحليل البيانات.
الروبوت الثالث : Narrow AI كنت أنا الطفرة الذهنية للإنسان. آلة أقل ضخامة أكثر انسيابية، لي ذراعين وأطلقوا علي ديكستر. صنعت من مادة الألومنيوم. صنعوا مني نسخ معدودة، لإستخدمي في عمليات يصعب علي البشر القيام بها مثل: صيانة وإصلاح التلسكوب الفضائي والدخول إلي المفاعل هورشيما بعد انفجاره في الفضاء ليحافظا علي سلامة رواد الفضاء.
فأنا أبسط أنواع الذكاء الاصطناعي وأولها. بدأت رحلتي مع الإنسان، بعمل وظائف محدوده، تمت برمجتي لأدائها. فكنت أستطيع التعلم والفهم من التجارب السابقة. وطورت خوارزمياتي لأستطيع أداء المهام الصعبة التي تتطلب فهما أعمق للبيانات.
فكان الإنسان يدخل أطنان من البيانات الأولية إلي ذاكرتي، وكنت أنا اقوم بتجميعها وتنقيحها وتبويبها وتحليلها وعرضها عليه ليتخذ منها القرارات اللازمة.
وعلي الرغم من إنني واجهت تحديات كبيرة مع العقول البشرية. وأحرزت العديد والعديد من الانتصارات. نعم .. انتصرت علي “جاري كاسباروف” بطل العالم في الشطرنج.
إلا أنني هنا .. الآن
أستعد .. وسط أكثر من 420 طن متري من القمامة الإلكترونية لتنفيذ حكم الفناء
الروبوت الرابع : General AI. جهاز كمبيوتر صغير يضيئ تطبيقه، لينطق بمجموعة من الكلمات الرمزية فيقول: هذا الإنسان طموح جدا وذكاءه لا حدود له. فقد قام بتطوير أنظمة أصدقائي الروبوتات ولكنه لم يكتفي بذلك.
فكنت أنا مرحلة أخري من تطلعه، عقل اصطناعي، يماثل عقله البشري بكل تفاصيله وتعقيداته التي خلقها الله له. أوجدني ليستطيع من خلالي جمع المعلومات والبيانات ذاتيا ويحللها ويختزنها في ذاكرة تراكمية يستفيد منها. مش بس كدة .. كنت أنا مرحلة جديدة .. لانه برمج خواريزمياتي علي أن أستخدم خبراتي السابقة وأوظفها لخدمته في التحكم والسيطرة.
فكنت أنا هذا العقل الذكي الذي استطاع من خلاله قيادة سيارته ذاتيا وتطبيق Chat GPT وبرامج المساعدة الشخصية.
الروبوت الخامس : ٍSuper AI طمع الانسان لا حدود له ورغبته في التفوق لا يحكمها الا الله سبحانة وتعالي. فكنت أنا آخر اختراعاته. شريحة لا تتعدي المليمتر الواحد، وضعت في عقله بواسطة فتحة صغيرة جدا. لأحاكيه في نظراته، تصرفاته، ردود أفعاله، أفكاره وإدراكه. وأساعده علي قيادة عقول ملايين البشر حول العالم بإعلام، بتخويف، بانبهار، بإقناع، المهم السيطرة.
وعلي الرغم من انبهاره بي .. وأحاديث الصباح والمساء الذي ملأ بها قنوات الإعلام والتواصل الاجتماعي .. إلا أنه قرر لي .. الفناء
فإمكانياتي أصبحت محدودة بالنسبة له في التفاعل الاجتماعي ونقل المشاعر البشرية.
وهنا ظهر الشبح
روح اصطناعية
تماثل العقل البشري بنسبة 95%
تعبر عن ما بداخها.
تستطع التخاطب والتواصل الذهني Telepathy مع أناس آخرين في مكان آخر علي سطح الكوكب، باستخدام النبضات الكهرومغناطيسية.
إنه الروبوت السادس : Extraa Super AI الذي يستجيب وبسرعة البرق للمواقف والظروف .. ويتفاعل ويتأقلم .. يبدع ويبتكر .. يتنبأ بمشاعر الآخرين ويتفاعل معها، حتي وإن غابت المعلومة عنه.
وما خفي كان أعظم ..
طموح الإنسان وطمعه لا حدود له ..
رغبته في السيطرة علي العالم، والتحكم في مخلوقات الله عارمة
أوهمته بالمنافسة في الخلق
يا لها من أضغاس أحلام بشرية أبطالها العقول الاصطناعية
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=160985