بقلم : جرمين عامر – خبير اتصال مؤسسي
يقولون !! منصات حرية الرأي.. وتجدها منصات لتزييف الرأي
يقولون !! منصات حرية التعبير.. وتجدها منصات للقمع
يقولون !! منصات لممارسة الديمقراطية.. وتجدها منصات استبدادية
يقولون !! منصات لأفضل ممارسات حقوق الانسان.. وتجدها سجون لتنميط الفكر الإنساني
يقولون .. ويقولون !!
من هم ؟!!
إنهم أسياد العالم الجديد
أصحاب منصات التواصل الاجتماعي
بإشارة واحدة منهم.. يمنحوا لك تأشيرة دخول عالم الميتافيرس
وبإشارة أخري .. يسحبونها منك
بدون رحمة .. ولا مراعاة للعشم .. ولا عشرة السنين
لتتحول إلي مناضل ميتافيرسي ..
يطالب .. بحقه في ممارسة حرية مزيفة
مسجون .. وحيد في زنزانه افتراضية
تلوح بمنشوراتك ..
تستغيث.. وتطلب أن يعقب علي بوستاتك أي شخص
حتي تعود مرة أخري إلي ممارسة الحرية المزيفة
ولكن سكان كوكب الميتافيرس .. استوطنوا محافظة بنها
لا أحد يجيب .. ولا أحد يراك .. ليرد عليك
الكل مشغول بالعقاب الجماعي ..
أين منشوراتي ؟!! أين متابعيني؟!! فين تعليقاتهم ؟!! لماذا يتجاهلوني دون تفاعل ؟!!
هل فقدت جاذبيتي .. ومصداقيتي بين متابعيني
إلي أن انكشف السر ..
إنها .. الخواريزميات الخبيثة!!
الحكاية ببساطة .. أن إدارة الفيسبوك أعلنت في خطوة فاجأت العالم الميتافيرسي عدم صلاحية مستخدميها. وأنهم غير مؤهلين لممارسة الديمقراطية من حرية الرأي والتعبير.
فمنصة الفيسبوك مشكورة منحتهم أهم حق إنساني وفقا لهرم موسلوا وهي الحرية. وأصبح حق أصيل من حقوقهم داخل كوكب الميتافيرس. خصتهم بالتواصل الاجتماعي علي مدار الساعة ونشر المحتوي والتعليق بآرائهم لحظيا.
ولكنهم .. لم يكونوا علي قدر المسئولية.
فلم يستجيبوا .. إلي خطط تغييب العقل وتزوير الواقع وسلب الإرادة وانكسار الشعوب.
بل استنصحوا ..
أشعلوا ..مصباح عقولهم المغيبة لسنوات
لتبث .. شعاع التنوير الجماهيري
وعي إعلامي .. والتفاف جماهيري
سخط شعبوي .. علي ما يحدث من انتهاكات لا إنسانية وجرائم حرب
فأخذوا .. يتبادلون الخطط والحقائق
ونشر .. دعوات المقاطعة والتظاهر
ضد حبايبنا ..
فقررت إدارة الفيسبوك .. فرض عقاب جماعي علي مواطني الفيسبوك.
دون الرجوع لمحكمة أو قضاء
فقانون الأسياد هو الذي يحكم العالم
فقامت .. إدارة الفيسبوك بتخفيض عدد بوستات مواطنيها الميتافيرسيين لأقل عدد ممكن.
ومش بس كدة .. لا
فالمحتوي أيضا .. شمله العقاب
فمسموح فقط وفقا للائحة المزاج العالي لأسياد الميتافيرس ..
عقاب جماعي .. وانعزال داخل زنزانة افتراضية
لتبدأ .. مرحلة صراع ميتافيرسي
صراع .. من أجل البقاء
انتفاضة .. من أجل السماح لك بالظهور والتواجد الافتراضي
ثورة .. ميتافيرسية لممارسة حقك المشروع .. في رؤية ومتابعة أصدقائك القدامي علي كوكب الميتافيرس
فهل !! تعلمت الدرس .. أيها المذنب الميتافيرسي؟
هل !! أيقنت أنك تتحول تدريجيا إلي نمط لإنسان صالح من وجهة نظر الأسياد حتي تسهل السيطرة عليك؟
أينعم .. مجرد عبد وأسير خاضع لمزاج وأحكام أسياد المتينافيرس.
والآن .. تعلمت
أول درس في الإعلام الرقمي .. كيف تكون مواطن ميتافيرسي صالح للسيطرة والتنميط؟
لا تتجاوز في حق أسياد الميتافيرس .. ولا أحبابهم
أنت متابع .. تمارس حرية ميتافيرسية مزيفة
حقك في الرأي وحرية التعبير .. ملك لأسياد العالم الجديد
انتهي ,,,
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=237200