بقلم جرمين عامر …. رئيس الاتصال المؤسسي بالمصرف المتحد
صورة للتاريخ
الخميس ٣٠ مارس ٢٠٢٣ ؟!!
لعبة قديمة ..
تعتمد .. علي قوة الملاحظة والتركيز والوعي
استخرج .. الاختلافات بين الصورتين
نسخ عديدة من لعبة الذكاء والتركيز
تسمعها أحيانا في الأخبار أو الأفلام أو البرامج ..
وقد تشاهدها علي الطبيعة في الصور أو المقاطع المصورة
ولكن تبقي فكرة اللعبة الأساسية القائمة ..
علي قياس قوة الملاحظة والتركيز والذكاء
عزيزي المتابع :
تحب .. تقيس .. قوة ملاحظتك وتركيزك
الرهان هنا .. ليس فقط علي ذكاءك
بل علي إنسانيتك
فكلما ارتفع مقدار وعيك وإدراكك .. كلما ارتفعت معرفتك .. وارتقيت كإنسان
الصورة هنا .. كلمات في خبر
نشرته وكالة رويترز العالمية
يوم الخميس الموافق 30 مارس 2023 الماضي
مشهد مسرحي
تتجسد فيه الدراما والتراجيديا الإنسانية معا
الأبطال .. بملابس عصرية .. وعقول خارقة الذكاء
الكلمات .. تحمل معاني مزدوجة
تذكرنا بالأبطال بمسرحيات شكسبير الشهيرة
فالبطل يتحدث ويتحدث .. عن الأخلاق والنبل والشرف
القيم الإنسانية .. بكل ما تحمله من سمو
وأنت تدرك تماما .. أنه يرتدي ماسك الإنسانية
ياللهول !!!
فهو علي طول الخط الدرامي للمسرحية “فيلين” Villain وبجدارة
الصورة التي نتحدث عنها يظهر بها علماء كثيرون يتصدرون المشهد كل من:
“جيفري هينتون” – الأب الروحي للذكاء الاصطناعي والذي عمل حقبة زمنية كبيرة علي تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لشركة “جوجل” والآن هي أحد اللاعبين الرئيسين في مجال الذكاء الاصطناعي.
ومعة في الصورة جنبا الي جنب
عملاق صناعة التكنولوجيا الأمريكي – ايلون ماسك – مؤسس شركة “اوبن اية اي” Open AI وصاحب موقع تويتر الشهير.
يظهر في الصورة
أيضا ممثلين من مجموعة فاوندرز بليدج.
ومؤسس سيليكون فالي كوميونيتي.
وممثلين من شركة جوجل العالمية.
وفي خلفية الصورة يظهر عدد كبير من المستثمرين في أنظمة الذكاء الاصطناعي بالعالم.
جميعهم .. مجتمعين
ليوقعون علي نص رسالة معهد “مستقبل الحياة” Future of Life – هي مؤسسة غير هادفة للربح أسسها إيلون ماسك.
الكل .. يقف بحماس شديد
وعلي قلب رجل واحد
ملامحهم .. مرسوم عليها الطيبة والبراءة
وعيونهم .. يملؤها القلق الشديد
علي مستقبل البشرية والاجيال القادمة
من ذلك الكابوس Chat GPT النسخة الرابعة
يطالبون بانسانية
وقف تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي وبالتحديد Chat GPT لمدة 6 شهور.. سته شهور فقط .. تتوقف فيها الأبحاث وتأخذ المعامل الذكية، إجازة.
ليتولي السياسيين ومتخذي القرار مهمة وضع معايير لضمان الآثار الإيجابية للذكاء الاصطناعي علي الإنسان، وأن مخاطره ستكون تحت السيطرة الكاملة للبشر والحكومات.
المشهد يتضمن ..
مونولوج غير مسموع .. من الحيرة والقلق
يختم .. برسالة نصية وتساؤلات مضمونها :
“هل يجب أن تسمح للآلات بإغراق قنواتنا الاعلامية بالدعاية والكذب؟ هل ينبغي أن نطور عقولا غير بشرية، قد تفوقنا في العدد والذكاء، في النهاية تتفوق علينا وتحل محلنا؟”
وتنتهي الرسالة ..
بطلب عاجل ..
للحكومات .. بالتدخل السريع ..
وتعيين .. خبراء مستقلين
يقومون .. بوضع بروتوكولات مشتركة لسلامة المستخدمين والمجتمع.
وطبعا ..
كان لازم ..
أحداث تمهيدية في السياق الدرامي
تقود هؤلاء الأبرياء لنفض أيديهم من هذا الكابوس Chat GPT
عدة أحداث متلاحقة:
الحدث الأول : بدء تطبيق Chat GPT تلفيق وبث ردود مبنية علي معلومات خاطئة للتهرب من عدم المعرفة.
الحدث الثاني : لفت التطبيق انتباه المشرعين الأمريكيين حول مدي تأثيره علي الأمن القومي الأمريكي والتعليم.
الحدث الثالث : حرمت السلطات الإيطالية علي الطلاب استخدام التطبيق.
الحدث الرابع : حذرت وكالة الشرطة الأوروبية “يوروبول” من خطر استخدام التطبيق في محاولات الخداع الإلكتروني ونشر معلومات مضللة والجرائم الإلكترونية.
وأخيرا، الحدث الخامس : كشفت الحكومة البريطانية النقاب عن مقترحات لوضع أطر تنظيمية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي.
لغاية هنا ..
المشهد معبر ومؤثر جدا
ماسك الإنسانية في أسمي صورها مجسدة
للقيم والأخلاق ونوايا حسنة
والخير للبشرية كلها
الآن دورك عزيزي المتابع !!
لتلعب معنا ..
وتذكر.. أنك في لعبة لمعرفة الاختلافات بين الصورتين
لقياس درجة ذكاءك وقوة ملاحظة عقلك البشري.
انظر جيدا ..
دقق النظر..
الصورة مليئة بشخصيات عالمية ومستثمرين من كبري شركات التكنولوجيا وعلماء أفنوا حياتهم في أبحاث الذكاء الاصطناعي وتحسن قدرته علي العمل والتفكير والتحليل. حتي كانت آخر إنتاجياتهم النسخة الرابعة من هذا الكائن العجيب الذي يضاهي قدرات البشر ويتفوق عليها من حيث قدرته علي اجراء محادثات بشرية وتأليف اغاني وتلخيص وثائق وابحاث عملية يحمل اسم Chat GPT. فالنسخة الرابعة من هذا التطبيق الاسطوري تحتوي علي 100 تريليون من البيانات.
اثبت عندك هنا !!
وابحث .. عن ممثلين من شركة Open AI
لا يوجد !!
تصور !!
فقد اختفوا من الصورة !!
كل من سام التمان وساندر بيتشاي وساتيا ناديلا – الرؤساء التنفيذيين لشركة Open AI المملوكة لايلون ماسك.
مش بس دول ..
لا كمان اختفي .. أعضاء من شركة الفابت وشركة مايكروسوفت.
تساؤلات .. تثيرها قوة ملاحظتك عزيزي المتابع :
فعندما سمعنا .. وتابعنا الصورة ..
صدقنا الكلام .. وتأثرنا
بماسك الإنسانية ..
ولكن لما دققنا في المشهد ..
شوفنا العجب !!
صورة فيها تجاوز بعقول البشر
معتمدين علي تغافل قوة الملاحظة في سيل المعلومات واهتمامات البشرية الأخري.
ماذا يعني ذلك ؟!!
هل الاختفاء عن المشهد ؟!! .. يعني انهم
لا يتفقون مع صاحب الشركة في السياسة العامة – الخطة الزمنية – الرؤية – الرسالة – الأهداف – مخاطر الذكاء الاصطناعي.
من ثم فهم ماضون في أبحاثهم وتطبيقاتهم وتطويرات الذكاء الاصطناعي دون الوصول إلي بروتوكولات لحماية البشرية.
أم أن المشهد
مستوحي من الخيال الدرامي
ليعيد .. تقديم ماسك وزملاءه
بماسك تجميلي انساني يحمل الخير للبشرية
أم أنه الطموح .. الذي يؤدي للهاوية.
فالثورة الرابعة.. ثورة لا إنسانية
تترنح بين الطموح والكابوس
بين الأخلاق والقسوة
بين الخير للبشرية وشرور السلطة
فقدرة الإنسان علي الوصول إلي المعلومة تضاعفت تريليون مرة
ولكن .. معاها تضاعفت قدرة الآلات والعقول الاصطناعية علي السيطرة علي الإنسان وعلي أفكاره وقيمه وذكرياته لألاف التريليونات.
لدرجة .. انهم يصنعون للانسانية تاريخ جديد.
انتهت المقالة ..
ولم تنتهي الصور ..
الاختلافات ظاهرة وواضحة
بين ما يقال وما يتم تنفيذه
الصور فيها تجاوز وتلاعب بعقول البشر
التي أصبحت
وللأسف الشديد خاملة، متكئة علي الآلات والتطبيقات الذكية
عيون مفتوحة .. ولكن للأسف تفتقد التركيز
زائغة .. من كثرة المعروض أمامها من معلومات
تنظر لها بشراهة واطماع
• الأقوى، الأغنى، الأعظم، الأفضل، السلطة والخلود
جيل جديد .. نشأ علي الممارسات الميتافيرسية
فيدعي انه قوي مثل سوبرمان الافتراضي
وإلي لقاء قريب .. وصورة أخري .. نحدد فيها الاختلافات
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=174368