بعدما تسببت الصين في معاناة عالمية جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، أبت الصين إلا أن تضع بصمة كارثية أخرى خلال العام الجارى، بعدما أطلقت صاروخًا إلى الفضاء ضل طريقه ولم يتم رصده حتى الآن ولا يُعلَم أي منطقة سيسقط فيها، وفي الغالب ستكون منطقة سكنية.
الخميس الماضي، أطلقت الصين الوحدة الرئيسية التي يطلق عليها اسم «تيانخه»، أي تناغم السماوات، والتي ستصبح مقر إقامة طاقم من ثلاثة رواد فضاء في محطة فضائية دائمة تنوي استكمالها بحلول نهاية العام المقبل 2022.
وانطلقت الوحدة على متن الصاروخ لونغ مارش 5 بي – أكبر الصواريخ الصينية – من مركز ونتشانغ للإطلاق الفضائي في جزيرة هاينان الجنوبية.
وهذه الوحدة واحدة من ثلاثة مكونات رئيسية لما ستصبح أول محطة فضائية تطورها الصين لتنافس المحطة الفضائية الدولية، وهي المحطة الوحيدة العاملة حاليا في مدار حول الأرض.
ويعد إطلاق الوحدة تيانخه أول مهمة من 11 مهمة مطلوبة لاستكمال بناء المحطة الفضائية التي ستدور حول الأرض في مدار على ارتفاع يتراوح بين 340 و450 كيلومترا.
سيسقط خلال أيام!
ومع انحراف جسم الصاروخ عن طريقه، من المتوقع سقوطه الضخم في أي منطقة مأهولة بالبشر لم يتم تحديدها حتى الآن خلال الفترة المقبلة.
ويزن الجسم الصاروخي 21 طنا، وطوله 100 قدما، بينما يبلغ عرضه 16 قدما، حسبما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية.
ومن المحتمل أن يعود جسم الصاروخ إلى الأرض في وقت ما خلال الأيام القليلة المقبلة، حسبما أفاد الصحفي أندرو جونز، الذي يغطي برنامج الفضاء الصيني، لموقع سبيس نيوز.
احتراق في الغلاف الجوي
وقال عالم الفلك الذي يتتبع الأجسام التي تدور حول الأرض، جوناثان ماكويل، لأندرو جونز إنه عندما يسقط الجسم الصاروخي من المدار فإنه قد يحترق في الغلاف الجوي للأرض، ولكن قطعا كبيرة من حطامه يمكن أن تنجو من السقوط، ومعظم الكوكب عبارة عن محيطات، لذلك من المرجح أن تهبط قطع الصواريخ المتساقطة فيها، لكن لا يزال بإمكانها تهديد المناطق المأهولة بسقوطها فيها.
يشار إلى أنه سبق وأن سقط خزان ضغط من صاروخ فالكون من تطوير شركة سبيس إكس على مزرعة بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وترك 4 بوصات في الأرض، ولم يصب أحد في الحادث، بحسب ما أفادته السلطات المحلية.
وعاد نموذج أولي لمحطة الفضاء التي تبنيها الصين إلى الأرض بشكل غير خاضع للسيطرة في عام 2018، وسقط فوق جنوب المحيط الهادئ غير المأهول بالسكان.
إطلاق سفن فضائية مأهولة
وتشمل المهام المتبقية إطلاق وحدتين رئيسيتين أخريين وأربع سفن فضائية مأهولة وأربع سفن أخرى.
وأوضحت الدكتورة سوزان صمويل، الأستاذ المساعد بقسم أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ، إنه تم تصميم Long March 5B خصيصًا لإطلاق وحدات محطة فضائية في مدار أرضي منخفض، ويستخدم بشكل فريد جزء أساسي (مرحلة اساسية) وأربعة معززات جانبية لوضع حمولته مباشرة في مدار أرضي منخفض، ومع ذلك ، فإن هذه المرحلة الأساسية هي الآن أيضًا في المدار ومن المرجح أن تقوم بإعادة الدخول غير المنضبط خلال الأيام المقبلة حيث يؤدي التفاعل المتزايد مع الغلاف الجوي إلى جذبها إلى الأرض.
وأوضحت أنه إذا كان الأمر كذلك، فستكون واحدة من أكبر حالات إعادة الدخول غير المنضبط لمركبة فضائية، بينما توجد احتمالات، غير مؤكدة، بأن تهبط على منطقة مأهولة.
بضع دقائق هي السبب
وعلى نسق آخر فإن معظم المراحل الأولى للصواريخ لا تصل إلى السرعة المدارية وتعود إلى الغلاف الجوي وتهبط في منطقة عودة محددة مسبقًا، و أيضا تقوم بعض المراحل الثانية الأكبر حجمًا بإجراء مناورات للوصول الي ارتفاعات منخفضة لتقليل تواجدها في المدار وتقليل فرص الاصطدام مع المركبات الفضائية الأخرى أو تعود للدخول الي الغلاف الجوي على الفور.
وأشارت: ولكن هذا لم يحدث مع Long March 5B فقد كانت هناك تكهنات بأن نواة Long March 5B ستؤدي مناورة نشطة للتخلص من نفسها، ولكن يبدو أن هذا لم يحدث.
وتابعت: وحيث أن الصاروخ يدور حول الأرض كل 90 دقيقة تقريبًا ، بالتالي فإن تغيير بضع دقائق فقط في وقت العودة يؤدي إلى نقطة عودة على بعد آلاف الكيلومترات، كما أن الميل المدارى لمرحلة Long March 5B الأساسية يقدر ب 41.5 درجة وهذا يعني أن جسم الصاروخ يمر شمالًا بعيدًا قليلاً عن نيويورك ومدريد وبكين وحتى جنوب تشيلي وويلينجتون ، نيوزيلندا ، ويمكنه إعادة الدخول في أي نقطة داخل هذه المنطقة.
كما أنه من المستحيل حتى الآن التنبؤ أين ومتى سيهبط Long March 5B، وتعتمد سرعة هذه العملية على حجم وكثافة الجسم كما تعتمد على عدة متغيرات أخرى منها التقلبات الجوية وعلى متغيرات أخرى، والتي تتأثر نفسها بالنشاط الشمسي وعوامل أخرى.
سيعبر فوق سوريا
وقال رئيس الجمعية الفلكية السورية، محمد العصيري، إن جسم الصاروخ الصيني الذي حمل مركبة الفضاء الصينية سيعبر فوق سورية عند الساعة 48ر2 فجرا، مع احتمالية مشاهدته بالعين المجردة، وسيأتي من الجهة الجنوبية الغربية باتجاه الشمالية الشرقية، مؤكدا أن الجمعية ستكون متابعة له بشكل كامل.
وأضاف «العصيري» أن خبراء الفضاء صرحوا أن الأمر في أسوأ الأحوال سيكون مثل حادث تحطم طائرة صغيرة لكنه سيمتد على خط بطول مئات الكيلومترات وهذا كاف لإحداث أضرار.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=39053