قطع غيار السيارات تختفي من السوق.. و«الشعبة»: «الوضع خارج إرادتنا»

تواجه صناعة السيارات وقطع الغيار أزمة كبيرة منذ شهر أبريل الماضي، والتي دفعت بعض أبناء تلك المهنة لتصفية ورشهم. وءلك لعدم القدرة على توفير السيولة أو مجاراة الأحداث والسعي نحو إرضاء الزبون.

قطع غيار السيارات

وقال علاء السبع عضو الشعبة العامة للسيارات لـ«الاستثمار العربي»، إن حركة شراء السيارات شهدت تراجعًا بنسبة 75% منذ أبريل الماضي. مما أثر أيضًا على طلبات واردات قطع الغيار.

حيث بلغت نسبة شراء السيارات بأبريل الماضي 26 ألف سيارة، وذلك مقابل نوفمبر الماضي حيث لم يتخطى البيع فيه رقم الـ7 آلاف سيارة.

أزمة قطاع السيارات

وأشار السبع إلى أن أزمة بيع السيارات وقطع الغيار هي أزمة عالمية ومحلية معًا.

وذلك بسبب عدم قدرة الدولة الأوروبية الشهيرة بصناعة السيارة لإنتاج موديلات جديدة.

أما على المستوى المحلي، فيرجع ذلك لصعوبة توفير العملة الصعبة.

كما أكد السبع على وجود عدد كبير من التعقيدات داخل الجمارك و الموانئ المصرية.

وفي هذا الإطار أكد السبع بأن شعبة السيارات تسعى جاهدة للوصول إلى حل جذري.

وذلك في سبيل توفير قطع غيار السيارات ولكن مع الأسف فهي تشهد حاليا تفاقم كبير و”هذا الوضع خارج عن إراداتنا”. وفقا لتعبيره.

السوق السوداء للسيارات

أما عن وجود محتكرين للسيارات، فقال السبع بأن هذا الأمر لايمت للواقع بصلة.

وأكد على أن تلك الشائعة ماهي إلا “شماعة ” لتبرير رفع أسعار السيارات وعدم توافر قطع الغيار بشكل كافي.

الإقبال على سيارات BMW

وعلق السبع حول زيادة نسبة حجوزات سيارات BMW لعام 2023 فأكد أن تلك الحجوزات تساعد على تفاقم الازمة وليس حلها.

وأوضح أن تلك الحجوزات هي من قبل أنصاف التجار ذلك بهدف بيعها في السوق. وهذا الأمر يمثل صعوبة أكثر لعالم السيارات خلال الفترة القادمة مشيرًا الي ان السوق المصرية يحتاج للاستهلاك أكثر من التجارة.

أزمة كاوتش مقاس (12 و 13 )

” السماء لا تمطر ذهبًا ” ، بتلك العبارة عبر عدد كبير من أبناء مهنة قطاع غيار السيارات عن أزمتهم التي باتت معقدة خلال الفترة الأخيرة، حيث سلك منهم طريق تصفية أعمالهم والآخر يسعى لإرضاء الزبون.

هذا وقد رصد الاستثمار العربي عدد من المشاكل التي يعاني منها أصحاب السيارات و العاملين بالمهنة.

حيث قرر ” مجدي كاوتش ” صاحب ورشة تصليح السيارات تصفية ورشتة لعدم قدرته على السيولة وتوفير ” فرد الكاوتش”.

وأكد مجدي على أن بداية الأزمة كانت في أبريل الماضي ، وظلت تتفاقم طوال الأشهر الماضية إلى ذلك الحين.

وعن زيادة أسعار الكوتش، فقال مجدي بأن تكلفة ” فردة الكاوتش الواحدة ” 4000 جنيه بعد أن كان سعرها 1800 جنيه فضلاً عن وجود نقص كبير بكاوتش مقاس ( 12 و 13).

عربات الكارو

أما عن عربات الكارو والتي هي أرخص أنواع قطع الغيار فكان سعر عجلاتها 40 جنيها للواحدة وأصبح الان 140 جنيه.

مما يمثل صعوبة لأصحاب الكارو في مواصلة أعمالهم و عبر عن ذلك قائلاً “رامين العربية عندي في الورشة من شهور”

وعن أسعار كاوتش ( التاكسي و السوزوكي ) فكانت 480 جنيه وأصبحت 1500 جنيه.

واستنكر مجدي تلك الاسعار ( كله على حساب الزبون ، لكن صاحب العربية الكارو اللي بيلم ورق هيجيب منين ؟ ).

كما أكد على أن مصنعيته الشخصية بعد تفاقم تلك الازمة كادت أن تكون معدومة .

و شدد على أنه يتجه نحو تصفيه الورشة والاتجاه نحو تصنيع الكاوتشات.

مشكلة تاريخ إنتاج الكاوتش

أما عن تدوين تاريخ الانتاج على الكاوتش، فقال ” الحاج على عبده” ، صاحب ورشة تصليح وقطع غيارات السيارات ، بأنه يواجه حاليًا أزمة بسبب تاريخ الإنتاج. وذلك يجعل فرصة شراء الكاوتش قليلة وضعيفة.

تسقيع البضاعة

وأشار عبده إلى أن قطع غيار السيارات تواجه مشكلة ( تسقيع البضاعة) .

وعن الاتجاه نحو إعادة تدوير قطع الغيار المستعملة والقديمة، فقال بأن الأمر يمثل صعوبة بالغة. نظرًا لاعتماد السوق على الاستيراد بشكل أكبر.

كما أنه اتجه نحو زيادة عدد ساعات العمل و تخفيف العبء عن ( الزباين ) من خلال خفض مصنعيته التي تترواح بين ال 10 و 20 جنيه ، معللًا ذلك ( مش هخسر بضاعة و زبون، عاوزين ناكل عيش).

قطع الغيار الصيني

وقال أن قطع الغيار ( الإندونيسي و الماليزي و التايلاني و التركي ) هم الأغلى نظرًا لكونهم ذو كفاءة عالية.

أما الصيني فهو الارخص و قطع الغيار المصري يخشى منها السائق المصري لوجود عدة مشاكل كبيرة بها.

كما أكد على ضرورة وجود قطع غيار مصري بجودة عالية وتغطية اكبر حتى نستطيع تجاوز تلك الأزمة.

بينما اضطر الحاج علي إلى الاستغناء عن ذهابه إلى المستورد ( لو المستورد مجبليش البضاعة مش هاخدها ) ، نظرًا لرفع سعر الشحن.

تقسيط قطع الغيار

ومن جانبه قال إحدى السائقين أنه لجأ إلى نظام ( التقسيط) حتى يستطيع مواصلة عمله.

وواصل حديثه، بأن سعر ( العجلة الواحدة كاش 1650 جنيه ) والقسط ( 2050 جنيه) .

تضخم صناعة السيارات 2022

أما عن حركة بيع و شراء السيارات ، فقال أحد أصحاب معارض بيع السيارات بأن السيارات الزيرو شهدت زيادة بنسبة 30% مع وقف تسليم السيارات للعملاء منذ أبريل الماضي.

وتلك الأحداث ساهمت في ظهور مشكلات أخرى كإحتكار السوق من خلال تدخل البعض وشراء السلع وتخزينها وبيعها بأسعار “فلكية”.

أسعار السيارات الزيرو

أما عن أسعار السيارات الزيرو فقال بأنه كان أقل سعر سيارة زيرو هو 500 ألف جنيه لكن منذ شهر أبريل فأصبح أقل سعر مليون جنيه من أنواع سيارات ( سبورتاج ونيسان).

وبعد شهر أبريل 2022 ، أصبح المستهلك يبحث عن السيارات الصيني بعد أن كان الطلب دائما للسيارات الكوري والتيواني.

وأكد على غزو السيارات الصيني للسوق المصري ذلك لكون المستهلك يبحث عن إمكانيات السيارة بدلاً من أنظمة الأمان العالية.

قفزة أسعار السيارات

هذا وقد أكد على أن أسعار السيارات شهدت قفزة كبيرة خلال الفترة من 2017 لعام 2022 .

حيث كانت أسعار السيارات( tiggo الصيني ) 156 ألف جنيه في عام 2017 وأصبحت الان 415 ألف جنيه.

وعن أسعار تويتا تريلا كانت 325 ألف جنيه في يناير 2022، وأصبحت الان ب 700 ألف جنيه.

وعن نسبة شراء السيارات في السوق المصرية الان فهي تمثل 25% لكن قبل شهر أبريل فكانت 100%.

وأكد على أن أصحاب معارض السيارات يعانون الان من وجود عدد مهول من السيارات الغير مباعة ( مركونه في المعارض) .

البلية البطاحة

وفي هذا الإطار، يروي إحدي مالكي السيارات بأنه اضطر إلى ركن سيارته وعدم استعمالها قرابة الشهر ونصف.
ذلك لعدم توافر قطعة ( بلية بطاحة) في الأسواق.

وأشار إلى أنه يبحث عن تلك القطعة في أكثر من محافظة ولم يتمكن من إيجارها حتى الآن .

أما عن سعرها فكانت تترواح مابين ال 300 إلى 400 جنيه وبعد الأزمة فوصل سعرها إلى 700 جنيه ( إن وجدت)

أما عن الأكثر طلبًا الآن فهي قطع بيجوهات السيارات.

وعلى الرغم من وجودها في الأسواق، لكن لم يتمكن الا عدد قليل من شرائها ذلك لقفزة أسعارها بين ليلة وضحاها.

حلول مقترحة

وعن الحلول المقترحة لحماية صناعة قطاع غيار السيارات من الأزمات، فاقترح عدد من أبناء المهنة بأن تقوم الدولة بتوفير مصانع محلية لتقفيل السيارات كبديل للاستيراد.

كما طالبوا بضوروة الموازنة بين سعر السيارات و خدمات مابعد البيع.

ذلك نظرًا لوجود فجوة كبيرة بين سعر السيارة وسعر قطع الغيار.

كما طالبوا بضرورة توفير رابط مشترك بين السوق والدولة لإدراك المشكلة في بدايتها والعمل على حلها.