جريدة الاستثمار العربى الان السوق يأتى اليك اقتصادية متخصصة
رئيس التحرير وليد عبد العظيم

كعك «محشو ذهبًا» والبيتي فور «بقايا عجين».. قصص حقيقية عن مخبوزات العيد 

 

كان الكعك يُحشى ذهبًا وحجمه يعادل رغيف الخبز 
 البسكويت إيطالي وهو نوع من المقرمشات 
البيتي فور بقايا عجين فرنسي.. والغريبة تائهة بين الدول العربية 

 

 

تعود المصريون على الاحتفال بعيد الفطر من خلال تقديم أنواع محددة من المخبوزات تمثل عادة قديمة متوارثة، وهي الكعك والبسكويت والغريبة والبيتي فور، ومن المعروف أن الكعك عادة عرفت عن المصريين القدماء وتعاقبت الأجيال تطبقها حتى اليوم، إلا أن دخول الأنواع الاخرى كان تدريجيًا مع الانفتاح العالمي وتبادل الثقافات في العالم العربي، وهو ما أدى لدخول أنواع أخرى من الأطباق الاحتفالية مختلفة التفاصيل. 

 

كحك العيد مصري أصيل 

وعادة صنع الكعك في الأعياد والمناسبات تعود هذه العادة إلى العهد المصري القديم حيث كان يعد الكعك على أشكال دائرية وتقدَم في الأعياد أو عند زيارة الموتى والقبور ، كما يعد كعك العيد من مظاهر الفرح والاحتفال عند المصريين. و يطلق عليه أيضا كعك العيد في بلدان أخرى مثل الجزائر .  

 

 

كانت زوجات الملوك في مصر القديمة تقدمن الكعك برسمة قرص الشمس إلى الكهنة في المعابد والقائمين على حراسة هرم خوفو، وذلك وقت تعامد الشمس على حجرة الملك خوفو، وآمن المصريون وقتها انّ الكعك لديه هدف ديني وكذلك كان مختوم علي الكعك في هذه العصر رمز الإله رع. 

 

 

وفى عهد الدولة الإخشيدية كان أبو بكر المادرانى وزير الدولة يصنع الكعك فى أعياد الفطر ويحشوه بالدنانير الذهبية وكان يطلق عليه حينها “أفطن إليه” أى انتبه للمفاجأة. 

 

وفى العهد الفاطمي كان الخليفة يخصص حوالى 20 ألف دينار لعمل كحك عيد الفطر وتتفرغ المصانع من منتصف شهر رجب لصناعة الكعك، وكان الخليفة يتولى مهمة توزيع الكعك على الرعايا وكان حجم الكعك فى حجم رغيف الخبز، وكان الشعب يقف أمام أبواب القصر ينتظر نصيب كل فرد فى العيد وأصبحت عادة سنوية فى هذه الفترة وكان يكتب على الكعك عبارة كل واشكر مولاك .  

ويعود الكعك المعاصر إلى الدولة الطولونية، فكانت تصنع في قوالب منقوشة عليها عبارة «كل واشكر». 

 وكان الكعك في العهد القديم يصنع من الدقيق والعسل، ومع تطور الزمن دخلت مقادير أخرى وطرق أحدث لصنعه، وأصبح مكونا من الدقيق والسمن والمواد الرافعة والروائح المصنعة، حيث يوجد شبه إجماع على مكوناته الأساسية بين ربوع العالم العربي، وكذلك عادة رش السكر الناعم لتحليته واعطائه شكلا محببا. 

 

 البسكويت الإيطالي! 

يعرف البسكويت بأنه من المخبوزات الغربية، حيث يعود أصل الاسم في اللغة الإيطالية إلى كلمة بيسكوتي (biscotti) تعني أي نوع من الكعك الصغير المحلّى أو المقرمشات، التى تقدم عند تناول وجبة الإفطار، واشتهر بعد ذلك فى جميع الدول العربية، بنفس المكونات مع بعض الإضافات المختلفة . 

 

يحضر البسكويت من مجموعة من المكونات الطبيعية مثل الدقيق والسكر والسمن، مع إضافة الماء ومنتجات الحليب والروائح وغيرها من المكونات الأخرى، مع إضافة نكهات مميزة مثل الشيكولاتة والمكسرات وغيرها من الإضافات التى تميز طعم البسكويت عن غيره من حلوى عيد الفطر الشهيرة. 

قصة البيتي فور العجيبة 

يختلف وضع البيتي فور، فعلى الرغم من أنه من أرقى أنواع المخبوزات وأكثرها تكلفة وتحتاج لمهارة عالية لصنعه، وأيضًا محبب للجميع، إلا أنه في الأصل كان بقايا عجين ابتدعه الفرنسيون لاستغلال حرارة الأفران وسمي بهذا الاسم ومعناه “الفرن الصغير”. 

اخترع الفرنسيون حلوى جديدة أطلقوا عليها اسم بيتي فور Petit Four 

صنع البيتي فور للمرة الأولى بطريقة تقليدية في فترة ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، أثناء عملية تبريد الأفران المصنوعة من الطوب بعد استخدام النار فيها، وذلك للاستفادة من النار الكامنة داخل هذه الأفران، وبالتالي استغلال ارتفاع درجة حرارة حرق الفحم. 

 

وهناك أربعة أنواع رئيسية من البيتي فور، وهي المزيّن أو المثلج، حيث تغطّى القطع الصغيرة بالفوندانت أو الإكلير أو التارت. المالح، ويعتبر فاتحاً للشهية، لذا يقدم في الحفلات والبوفيهات. الجاف، ومنه المارينغ المخبوز والبسكويت ومعجنات الباف. 

 

الغريبة تائهة بين الدول العربية 

 

تلك الناعمة لم تسلم أيضا من نسب تعةد إليه، إلا أنه نسب مختلط، فلا يعلم أي الدول هي الأصل في ابتكارها، وقيل إن أصلها تركي، ومن مسمياتها: الغرَيبَة (في ليبيا وتونس والمغرب وبلاد الشام) أو الغريبية (في الجزائر) أو الغُرَيِّبَة (في مصر) أو الشكرلمة في العراق من الحلويات المغاربية ذات الشعبية. 

 وهي في الأصل نوع من الحلويات التقليدية العربية التي واكبت على إعدادها الشعوب العربية خاصة أيام أعياد الفطر وقد تم إحصاء أنواع عدة قامت بتحضيرها العائلات العربية أهمها غريبة الفرينة (الطحين) وغريبة الحمص وغريبة الدرع (الذرة البيضاء). 

 

وتقول رواية أخرى إن الغرّيبة هى من الحلويات المعروفة في أذربيجان ولاسيما في تبريز، والغرّيبة تعرف بالفارسية قورابیه نوع من البسكويت يصنع من عدة أصناف من اللوز والفستق وجوز الهند، ولها عدة أشكال في المطبخ التركي والمطبخ اليوناني والمطبخ الأسباني والمطبخ المكسيكي والمطبخ الفلبيني والمطبخ الأميركي، وكانت تقدم في أعياد الميلاد. 

اترك تعليقا

اشترك الآن في نشرة تلسكات

أول نشرة إخبارية مسائية فى مصر تطلقها جريدة الاستثمار العربى تأتيكم قبل العاشرة يوميا من الأحد إلى الخميس