إن التطور في مجال تكنولوجيا المعلومات غالبًا ما يكون نتيجة الرغبة في تعزيز تجارب المستخدمين، والسنوات القليلة الماضية كانت كافية لإثبات صحة هذا المفهوم، حيث قامت التكنولوجيا بدعم المستخدمين خلال فترات الإغلاق والكساد والأزمات الأخرى، ويعد عام 2023 عامًا تحوليًا، حيث قامت التقنيات الحالية والابتكارات الجديدة بإحداث ثورة في طريقة عمل المؤسسات، ومن المتوقع في عام 2024، أن تواصل الشركات تبني تحديثات إضافية للتدابير التكنولوجية التي تصمم بيئة رقمية أفضل للجميع.
قال “راجيش غانيسان”، رئيس شركة «مانيج إنجن»: “على الرغم من أن حاجة المؤسسات إلى تنفيذ تجربة رقمية أولى كانت رغبة ثابتة، إلا أن الطرق التي يمكن بها تحقيق ذلك تتغير بشكل دوري وفقًا لتغيير المشهد في تكنولوجيا المعلومات. نعتقد أنه بحلول عام 2024، ستستفيد مؤسستك من تطبيق نهج موحد لنشر التكنولوجيا الجديدة والتركيز على جوانب الأعمال المطلوبة مثل الخصوصية، ونماذج اللغة الكبيرة (LLMs) والتزامن”.
فيما يلي أهم خمسة تنبؤات من شركة «مانيج إنجن» لاتجاهات تكتولوجيا المعلومات في العام 2024 والتي ستساعد المؤسسات على ترسيخ ذاتها في البنية الأساسية لهذا العصر الجديد من الأعمال.
1. ستصبح الخصوصية وحوكمة الذكاء الاصطناعي أولوية قصوى للأعمال
على الرغم من أن عام 2023 شهد العديد من القوانين عبر المناطق الجغرافية، مثل قانون الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي، وقانون حماية البيانات في الإمارات العربية المتحدة، وقانون حماية البيانات الشخصية الرقمية في الهند (DPDP) ، فهذه مؤشرات على أن المزيد من تدفق سياسات مماثلة بات وشيكا، ومع دمج الذكاء الاصطناعي في كل جانب من جوانب الأعمال، فإن التقنيات التخريبية (مثل التزييف العميق والواقع المعزز) تهدد الخصوصية وتشكل مخاطر كبيرة. لذا يجب وضع هذه التقنيات تحت مراقبة شديدة للاستخدام العام والخاص، وكمحاولة لضمان الاستخدام الأخلاقي والشفاف والعادل للتكنولوجيا، ستصبح حوكمة الذكاء الاصطناعي ذات أهمية قصوى للشركات، ونعتقد أيضا أن الخصوصية ستكون جوهر كل عمل في المستقبل، وستصبح حمايتها مسؤولية كل فرد في المنظمة.
2. ستحرص الشركات على التكيف مع نماذج اللغة الكبيرة “LLMs” المصممة خصيصًا بدلا من نماذج “LLMs” للأغراض العامة
منذ ظهور الذكاء الاصطناعي، استفادت المؤسسات من قدراتها لتحقيق التحليل التنبئي وأتمتة المهام منخفضة المهارات، ومع ذلك، فإن التطبيقات محدودة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وصعوباتها الهندسية الهائلة تتطلب نماذج تدريب الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تلبية جميع جوانب الأعمال.
تساعد نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) – التي تركز على المؤسسات – سواء الموظفون أو العملاء على إجراء محادثات متداخلة بشكل عميق مع عروض المؤسسة، والتوافق بشكل أفضل مع أدوات البرامج المتطورة، ومن خلال تكييف هذه النماذج، ستكون المؤسسات أكثر قدرة على نشر معرفتها الهائلة لمعالجة أعباء العمل الإبداعية والزائدة عن الحاجة، كما ستمكن الشركات من حماية وتقليل التحيزات في بياناتها وتقديم تقارير تدقيق مفصلة لفهم قرارات الذكاء الاصطناعي.
3. ستمتد قوة التنسيق إلى المؤسسة بأكملها
في الآونة الأخيرة، اتجه العديد من المؤسسات و الشركات إلى التحول الرقمي لتنفيذ وظائفها الأساسية عبر الإنترنت، وقد شكل هذا التحول تحديًا يتمثل في عملية التجزئة أي تقسيم البيانات إلى صوامع تنظيمية وإعاقة تدفق المعلومات، ومن المرجح أن تتغلب المؤسسات على مشكلة التجزئة من خلال تسخير قوة التنسيق، مما يسمح ببناء خطوط أنابيب رقمية مترابطة تؤدي إلى أتمتة سير العمل وتبسيط العمليات، ومن خلال اعتماد المؤسسات هذه التكنولوجيا سهلة الاستخدام وسهلة الوصول، ستكون هذه الشركات مستعدة لجعل المهام المعقدة قابلة للتحقيق والبقاء في العالم الرقمي.
4. التجربة الرقمية الأولى ستتطور إلى التجربة الرقمية الأولى المؤمّنة
بعد الانتقال من منهجيات العمل التقليدية، نلاحظ أن المؤسسات تدمج أدوات إدارة تكنولوجيا المعلومات المعاصرة لتوفير رحلة رقمية شاملة وآمنة. وفي عام 2024، نعتقد أن الشركات ستتبنى أيضا نهجًا يركز على الهوية، مما يضمن منح الأفراد المصرح لهم فقط حق الوصول والأذونات، وبالتالي حماية هوياتهم وبياناتهم. وللمضي قدما، سيتم تنفيذ البنية التحتية للحوسبة السحابية وإدارة الاستحقاقات (CIEM) لزيادة الرؤية الدقيقة وتقليل التهديدات من خلال توفير رؤية شاملة للهويات والاستحقاقات عبر بيئات حوسبة سحابية متنوعة. معا، ستعزز هذه الحلول الأمان وتتيح تجربة رقمية خالية من القلق للمستخدمين النهائيين.
5. ستصبح المرونة السيبرانية عاملا قويا في تمييز الأعمال
يقدم المشهد التكنولوجي اليوم سلسلة من التحديات للمؤسسات الحديثة التي تعيق التقدم، وتشمل هذه التحديات المناخ الجيوسياسي، والاضطراب التكنولوجي، والتهديدات السيبرانية، وضغط المنافسة، والعديد من العوامل الأخرى، والتي يمكن مواجهتها جميعا بسهولة أكبر عند وضع الخطط الاستراتيجية. وفي عام 2024، سنرى المؤسسات تستثمر بنشاط في مثل هذه الخطط التي تجلب الأدوات والحلول والثقافة اللازمة لتعزيز وضعها العام للمرونة الإلكترونية، ونتيجة لذلك، ستظهر المرونة السيبرانية كعامل تمييز أساسي للأعمال، مما يمكن المؤسسات من النجاح في السوق العالمية المعقدة.
نتصور في شركة«مانيج إنجن» أن تنبؤات تكنولوجيا المعلومات هذه ستساعد المؤسسات على تسريع وتيرة أعمالها بسلاسة مع تحول وشيك في ثقافة العمل، ومن خلال مواكبة الاتجاهات والتقنيات الناشئة، ستتمكن المؤسسات من الاستفادة من الفرص والبقاء قادرة على المنافسة في هذا النظام البيئي الرقمي المتطور باستمرار.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=241009