شهدت واردات مصر من القمح تراجعًا ملحوظًا خلال العام الجاري، في مؤشر واضح على نجاح الدولة في تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية، ضمن جهود مستمرة لتحقيق الأمن الغذائي.
ويعكس هذا التراجع الذي تجاوز 22% خلال أول عشرة أشهر من العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، تحسن قدرة السوق المحلية على توفير جانب أكبر من الاحتياجات، مدفوعًا بتوسّع الرقعة الزراعية، ورفع كفاءة منظومة التوريد، وتطوير طرق التخزين التي حدّت من الفاقد، إلى جانب السياسات الحكومية الهادفة لزيادة الإنتاج وترشيد الاستهلاك.
السلاموني: انخفاض واردات القمح يعود إلى زيادة الكميات الموردة
قال عبدالغفار السلاموني، نائب رئيس غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، إن انخفاض واردات القمح يعود إلى زيادة الكميات الموردة من الفلاحين خلال الموسم الحالي، موضحًا أنه تم استلام أكثر من 4 ملايين طن حتى الآن.
وأضاف أن التوسع في إنشاء الصوامع وتطوير طرق التخزين أسهم في توفير نسبة كبيرة من الهالك تصل إلى 25%، مشيرًا إلى أن السعر العادل الذي تشتري به الدولة القمح من الفلاح شجع على زيادة المساحات المنزرعة.
وتوقع السلاموني أن ترتفع الكميات الموردة من الفلاحين إلى ما بين 4.5 و5 ملايين طن بحلول أبريل 2026، ما قد يسهم في خفض الواردات بنحو 500 إلى 600 ألف طن.
الوليلي: تطوير منظومة التخزين أحد أهم العوامل التي خفضت واردات القمح
قال مجدي الوليلي، عضو غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، إن التوسع في استصلاح وزراعة مساحات إضافية ضمن مشروعي مستقبل مصر والدلتا الجديدة، إلى جانب تحسين السلالات ونوعية التقاوي المستخدمة، ساهم بشكل مباشر في رفع إنتاجية محصول القمح وزيادة حجم الإنتاج المحلي خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف الوليلي، في تصريحات خاصة لـ”الاستثمار العربي”، أن تطوير منظومة التخزين كان أحد أهم العوامل التي خفضت واردات مصر من القمح، موضحًا أنه بدلاً من التخزين في الشون الترابية وارتفاع نسب الفاقد، يتم حاليًا التخزين داخل الصوامع الحديثة، ما أدى إلى تقليل نسبة الهالك بنحو 25%، وبالتالي رفع كفاءة الاحتفاظ بالمحصول وتحسين جودته.
وأشار الوليلي إلى أن القدرة التخزينية للصوامع تجاوزت 4 ملايين طن، ومن المتوقع زيادتها بعد الانتهاء من عدد من الصوامع الجديدة التي أعلن عنها رئيس الوزراء، مؤكدًا أن ذلك سينعكس بشكل مباشر على خفض كميات القمح المستوردة خلال السنوات المقبلة.
وأوضح عضو غرفة صناعة الحبوب أن مصر تستهلك نحو 20 مليون طن من القمح سنويًا، يتم إنتاج 50% منها محليًا، فيما تستورد النسبة المتبقية، متوقعًا استمرار تراجع حجم الواردات مع توسع الدولة في الاستصلاح وزيادة الإنتاج المحلي.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=462449
