في خمسينيات القرن الماضي كان غزو الفضاء حكرًا على قطبي العالم حينذاك الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، ولكن بعد انتهاء الحرب الباردة، بدأت يد العرب تحفر اسمها في الفضاء، ومنها مصر التي تعد أول دولة في إفريقيا والشرق الأوسط تدشن برنامجا للفضاء الخارجي عام 1960.
رحلة القمر الصناعي المصري
ومع إشراق شمس البحث العلمي واتساع مقدرة الصناعة الوطنية لدخول مجال صناعة الفضاء، أطلقت مصر “إيجيبت سات-1” أول قمر صناعي مصري للاستشعار عن بعد، وتم تصنيع القمر بالتعاون بين الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء في مصر ومكتب تصميم يجنوى الأوكراني وتم إطلاقه من على متن صاروخ دنيبر-1 في 17 إبريل 2007 من قاعدة باكينور لإطلاق الصواريخ بكازاخستان.
كلف القمر الدولة لانشائه 21 مليون دولار، من بينها 6 ملايين دولار تكلفة الإنشاء، و11 مليون دولار أبحاثا ورواتب وإقامة للخبراء والمهندسين، و3 ملايين دولار تأمينا.
وكأي محاولة أولى قابلة للفشل، فُقِد الاتصال بالقمر الصناعي في 22 أكتوبر 2010 وتم استبداله ب إيجيبت سات – 2. وأطلق القمر ضمن برنامج الفضاء المصري والذي يهدف إلى تطوير استخدامات تكنولوجيا الفضاء في مصر.
إلا أن القمر الصناعي المصري “إيجبت سات-2” الذي أطلق في أبريل 2014 من قاعدة بايكونور الروسية في كازاخستان، فقد الاتصال به أيضا بعد عام في أبريل 2015.
القمر الصناعي “طيبة-1”
ولم تقف مصر مكتوفة الأيدي بل ظلت تشجع البحث العلمي لمزيد من معالجة أخطاء الماضي، وبالفعل في نهاية 2019 تم إطلاق القمر الصناعي “طيبة-1” الذي يعد الأول الذي تطلقه البلاد في مجال الاتصالات، من قاعدة في جزيرة غويانا الفرنسية.
وانطلق الصاروخ التابع لشركة آريان سبيس الأوروبية حاملا القمر الصناعي المصري صوب الموقع المدارى 35.5 درجة شرقا.
ومن المفترض أن يظل “طيبة-1″، الذي أنتجته شركتا إيرباص وتاليس ألينا سبيس، في مداره مدة 15 عاما، وسيعمل بكامل طاقته خلال النصف الثاني من 2021، وسيسهم في دعم جهود التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة على كل شبر من أرض مصر باستخدام الأساليب العلمية الدقيقة ذات التكنولوجيا المتقدمة، وسيقدم القمر الصناعي “طيبة 1” مستوى عال من تكنولوجيا الاتصالات، حيث سيعمل هذا القمر على توفير تغطية قوية لشبكة الإنترنت في مصر.
