أسعار الذهب تعاود الصعود عالميًا في ظل التقلبات الاقتصادية المتزايدة، مع ترقب تحركات المستثمرين في الأسواق العالمية.
وأشار رجل الأعمال نجيب ساويرس إلى إمكانية استمرار ارتفاع أسعار الذهب العالمية، متوقعًا أن يصل سعر الأوقية إلى 6 آلاف دولار بنهاية عام 2026. كما قام بنك الاستثمار الأمريكي مورجان ستانلي بمراجعة توقعاته لأسعار الذهب، رافعًا تقديره لسعر الأونصة في 2026 من 4 آلاف و500 دولار إلى 4 آلاف و800 دولار، بينما يتوقع بنك ANZ تجاوز سعر الذهب 5 آلاف دولار للأونصة خلال نفس العام.
ويعزى ارتفاع الذهب جزئيًا إلى انخفاض قيمة الدولار الأمريكي، ما يدفع المستثمرين للخروج من الاستثمارات المقومة بالدولار وتحويلها إلى الذهب. وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 9.5% عام 2025، مسجلاً أقوى انخفاض سنوي له منذ 2017.
وبحسب بيانات اليوم الأربعاء، استقر الدولار قرب أدنى مستوياته منذ بداية أكتوبر، بعد أن أظهرت البيانات استمرار ضعف سوق العمل الأمريكي، ما أبقى المستثمرين في حالة ترقب لاحتمالات خفض أسعار الفائدة، وهو ما يعزز الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
منيب: التوقعات الحالية للذهب هي آراء شخصية ويمكن أن تختلف بين المحللين
توقعات الذهب تتأثر بعدة عوامل عالمية، وأبرزها سعر الدولار والسياسات الاقتصادية الأمريكية، بحسب تصريحات لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية.
أوضح منيب في تصريحات لـ«الاستثمار العربي» أن تراجع سعر الدولار عالميًا يمثل السبب الرئيس وراء ارتفاع أسعار الذهب، إلى جانب اتجاه البنوك المركزية لزيادة مقتنياتها من المعدن النفيس تجنبًا للمخاطر التي واجهتها روسيا والولايات المتحدة بسبب العقوبات ومصادرات الحسابات.
وأضاف أن تخفيض الولايات المتحدة المرتقب في سعر الفائدة يضعف الدولار ويزيد من جاذبية الذهب، مشيرًا إلى خطط واشنطن لإصدار «الدولار الرقمي» الذي قد يؤدي إلى انخفاض كبير في قيمة الدولار الورقي المستخدم حاليًا في تسعير الذهب، وبالتالي رفع أسعاره.
وأشار منيب إلى أن سعر الذهب ارتفع منذ بداية العام بنسبة 65%، أي بما يعادل نحو 1,700 دولار للأونصة، حيث بدأ العام عند 2,628 دولار وسجل حاليًا نحو 4,321 دولار، متأثرًا بعوامل اقتصادية وسياسية مثل القرارات الأمريكية تجاه الصين ودول الاتحاد الأوروبي.
وأكد منيب أن معظم التوقعات الحالية لأسعار الذهب هي آراء شخصية ويمكن أن تختلف بين محللين آخرين، ولا ينبغي الاعتماد عليها وحدها لتوجيه مدخرات أو استثمارات الأفراد، حيث تبقى في إطار الرأي والتوقعات وليس التنبؤات القطعية.
أكد خبراء الذهب أن الأسعار لا تخضع لسقف محدد، بل تتأثر بالأحداث السياسية والاقتصادية والجيوسياسية، ما يجعل توقعها بدقة أمرًا صعبًا.
ميلاد: الذهب يعتمد على عوامل غير ثابتة ويجب التحفظ نظرًا لحساسية المعدن
قال هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية للقاهرة، في تصريحات لـ«الاستثمار العربي»، إن الذهب قد يتخطى 6 آلاف دولار للأونصة إذا توافرت المؤشرات والأحداث المؤثرة، مشيرًا إلى أن تحديد موعد وصول السعر يعتمد على عوامل غير ثابتة ومتغيرة، ودعا إلى التحفظ عند توقع الأسعار نظرًا لحساسية المعدن وتقلبه بحسب المؤثرات المحيطة وزيادة أو انخفاض الطلب.
يوسف: مؤشرات الارتفاع خلال 2026 بدأت تتلاشى مع استقرار الأحداث والصعود مرهون بها
وأشار عيد يوسف، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية للمنوفية، إلى أن الذهب حقق قبل نهاية 2025 أسعارًا كانت متوقعة للعام المقبل، حيث سجل سعر الأونصة نحو 4,320 دولارًا، مضيفًا أن مؤشرات ارتفاع الأسعار خلال 2026 بدأت تتلاشى مع استقرار بعض الأحداث مثل مفاوضات الصراع الروسي الأوكراني، وأن الوصول إلى 4,800 أو 5,000 دولار للأونصة مرهون بأحداث اقتصادية وسياسية جديدة قد تحدث في الولايات المتحدة أو دول أخرى.
أوضح يوسف أن الطلب الاستثماري على الذهب ارتفع في مصر خلال الفترة الأخيرة نتيجة ارتفاع الأسعار، مما يعزز زيادة الإقبال محليًا، إلى جانب التأثيرات العالمية على السعر
وأشار الخبراء إلى أن الفضة شهدت ارتفاعًا أكبر من الذهب خلال 2025، بنسبة نحو 120% منذ بداية العام، حيث سجلت الأونصة 66 دولارًا، فيما ارتفع سعر الكيلو في أقل من شهر نحو 25 ألف جنيه، وسجل سعر الجرام المحلي نحو 105 جنيهات للجرام الخام، مدفوعة بزيادة الطلب العالمي على الفضة لاستخدامها في الأغراض الصناعية.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=466547
