تبحث الدولة المصرية عن بدائل لغذائها الرئيسي وهو القمح، في ظل زيادة تداعيات العمليات العسكرية الروسية الأوكرانية والتي تهدد الأمن الغذائي المحلي والعالمي، نظرًا لارتفاع الأسعار وتوقف واردات الأقماح منذ هذه الدول، وتستورد مصر كمية كبيرة من القمح من الخارج، ولذلك يعتبر الكينوا أهم بدائل القمح خلال الفترة القادمة، ويعد الكينوا هو “حبوب المستقبل”، كما قالت عنه منظمة الفاو مشيرة إلى أن الكينوا هو غذاء القرن 21.
تسجيل أول صنف لمحصول “الكينوا”
وكانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أعلنت في وقت سابق، عن تسجيل أول صنف لمحصول “الكينوا” تحت اسم “مصر 1” بمركز البحوث الزراعية، والذي تم إنتاجه في معهد بحوث المحاصيل الحقلية قسم بحوث التكثيف المحصولي والمحاصيل الجديدة، مشيرة إلى أن الصنف الجديد من الأصناف الأعلى إنتاجية بمعدل 1.2 طن للفدان، والأقل استهلاكا للمياه، ويتحمل معظم أنواع التربة.
وقال رضا محمد علي مدير معهد بحوث القمح بمركز البحوث الزراعية، إن المساحة المنزرعة فى مصر من الكينوا حوالى 100 الى 120 فدان فى المناطق جنوب سيناء ، الإسماعيلية، الشرقية ، الفيوم ، مدينة السادات والوادى الجديد و منطقة وادى الملاك (طريق الضبعة) و المنيا وبنى سويف).
مزايا نبات الكينوا
وأشار إلى أهم مزايا نبات الكينوا تشمل احتوائه على نسبه عاليه من الفيتامينات مثل فيتامين هـ، ب، ج وكذلك المعادن مثل الكالسيوم، الفسفور، المغنسيوم، الحديد، النحاس، المنجنيز، الزنك، وتجود زراعته فى معظم الأراضى بما فيها الاراضى الصحراوية والهامشية بجميع أنحاء الجمهورية، وتطحن حبوب الكينوا إلى دقيقي خلط مع دقيق القمح بنسبة 10-20% لرفع القيمه الغذائية لرغيف الخبز ، كما يدخل فى صناعة أغذية الأطفال، لذا يرشح بقوة فى تغذية طلاب المدارس لإرتفاع محتواه من الليسين والكالسيوم والحديد على وجه الخصوص، ويدخل فى صناعة الأغذية الخاصة للمرضى الذين يعانون من الحساسية لجلوتين القمح كما يصنع منه العديد من المخبوزات والكيك والرقائق والبسكويت والحلويات وتستخدم حبوبه في الإفطار مثل البليلة أوكرقائق.
وطرح حسين عبدالرحمن ابوصدام ، نقيب عام الفلاحين ، عدة بدائل أمامل الدولة المصرية للقمح حال استمرار المناوشات العسكرية بين روسيا واوكرانيا ،وتوقف استيراد القمح من الدولتين موضحا عدم وجود أزمة في توفير القمح حني نهاية العام الجاري ، ومن هذه البدائل التوسع في زراعة محاصيل الحبوب التي يمكن خلط دقيقها مع دقيق القمح لزيادة قيمة المخبوزات الغذائية وتوفير ما يمكن من الاقماح مثل محصول الكينوا والذي يتطلع اليه العالم ليكون البديل الاساسي للاقماح ، كما يمكننا التوسع في زراعة الشعير وخلط دقيق الشعير مع دقيق الاقماح وكذلك الذرة الشاميه والذرة الرفيعه والبطاطا .
اقرأ المزيد : «التجارة»: مد المهلة الاستثنائية لقرار تحديد نسبة المحتوى الرطوبى للقمح لمدة عام
أسعار الكينو
وأشار إلى تطلع العالم بأكمله لزراعة الكينوا، ليكون الغذاء الرئيسي للعالم ، نظرا لاحتوائها على كمية كبيرة من البروتينات بشكل أكبر من الأقماح إلى جانب تحمله لملوحة التربة الزراعية وانخفاض استهاكها للمياه ، ويوجد نحو 80 فدان يتم زراعتهم بالكينو ، وقد تصل الانتاجيه إلي 2 طن حسب جودة وخدمة الارض لذا يعتبر من المحاصيل المربحه للمزارع ويمكث في الارض فتره قصيره من 100يوم إلي 160 يوم حسب صنف النبات متاخر النضج أو مبكر، ولكن تبرز أهم مشكلاته في ارتفاع أسعاره فيصل الكيلو لـ170 جنيها للكيلو.
ويحتاج السوق المحلي لاستيراد 12مليون طن من القمح سنويا لتأمين المخزون الاستراتيجي، ويتم استيراد نحو 80 % من روسيا وأوكرانيا فقط ، ويمكن مثل أمريكا وفرنسا وكندا ورومانيا واستراليا بالإضافة إلى 14دولة معتمدة لدى الحكومة.
مزايا الكينو
وقالت سحر عزمي، رئيس قسم بحوث التكثيف المحصولي، وأشارت أن نبات الكينو يسهم بنسبة عالية في تحقيق الأمن الغذائي لاحتوائه على جميع المكونات الأساسية من الأحماض الأمينية والمعادن والفيتامينات، وتتميز البذرة بجودتها الغذائية وتنوعها الجيني وقدرتها على التكيف مع مختلف المناخات وجميع أنواع الأراضي، بالإضافة إلى انخفاض تكلفة إنتاجها، وهى سمات رئيسية تجعل من الكينوا محصولا متنوعا يمكن زراعته في مختلف أنحاء العالم، وتصلح زراعته في المناطق الهامشية (الأراضي الجديدة)، ويتحمل الملوحة والإجهاد البيئي واحتياجاته المائية قليلة.
أهم مميزات الصنف “كينوا مصر1”
ومن أهم مميزات الصنف “كينوا مصر1” هو أن فترة النمو تصل لـ130 يوما، واحتياجاته المائية قليلة، ونسبة البروتين بالحبوب تصل لـ13%، ويحتوى على العديد من الأحماض الأمينية الأساسية، موضحة أن هذا الصنف يتميز بنسبة عالية من الليسين (5.1%)، كما يحتوى على نسبة عالية من الفيتامينات مثل فيتامين هـ، ب، ج، وكذلك المعادن مثل الكالسيوم، الفسفور، المغنسيوم، الحديد، النحاس ، المنجنيز.
شكل نبات الكينو
وعن شكل نبات الكينو فهو من المحاصيل الشبيهة بنبات السبانخ والسلق، والبذرة صغيرة الحجم ولها أشكال وألوان متعددة حسب الصنف، والبذرة عالية القيمة الغذائية خاصة في محتواها من البروتين، ويمكن استخدامها كدقيق أو استخدام الحبة الكاملة.
