يستعد منتجو الدواجن للشتاء بشكل خاص للحفاظ على الثروة الداجنة تجنبًا للخسائر، وغالبًا ما يشهد الشتاء زيادة النافق من الدواجن أو انتشار الأمراض بسبب طبيعة الجو، مما يتطلب فحص طبي دوري وتحقيق التدفئة المنضبطة التي تمثل تكلفة إضافية، وهو ما يسهم في ارتفاع أسعار الدواجن.
وتوقع خبراء لـ”الاستثمار العربي” زيادة أسعار الدواجن لتصل إلى 75 – 78 جنيهًا للكيلو للمستهلك على أقصى تقدير، مؤكدين أن هذا هو السعر العادل الذي يضمن للمنتج مرور الموسم دون خسائر، موضحين أن الحلقات الوسيطة هي التي تتسبب في ارتفاع السعر للمستهلك بمعدلات أكبر من المفترض.
وقدم الخبراء روشتة للمربين والمنتجين من أجل تحقيق الوقاية بدلًا من العلاج، مطالبين بضرورة تسعير الغاز من رسميًا حتى لا يتم التلاعب بأسعاره في السوق السوداء.
“شعبة الدواجن”: 68 جنيهًا السعر العادل لكيلو الدجاج من المزرعة
قال عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، إن الهيئة العامة للخدمات البيطرية تقوم بعمل تقصٍ نشط استعدادًا لفصل الشتاء، وتقدم المساعدة لأي مربي يواجه أية مشكلة، مضيفًا أنها ترسل أطباء بيطريين لمساعدة المزارعين للحفاظ على الثروة الداجنة.
ونوه لـ”الاستثمار العربي” إلى قرار قطاع الإنتاج الحيواني بإلزام كل مربي بالتعاقد مع طبيب بيطري، بالإضافة إلى معهد صحة الحيوان الذي يتعامل مع مشكلات المزارعين، مبينًا أن هذا هو الروتين الدوري السنوي.
وأوضح السيد أن جميع العاملين في قطاع الثروة الداجنة لديهم من الخبرات التراكمية ما يمكنهم من تحقيق الأمن الحيوي والدقة المتناهية في فصل الشتاء، ومن أهمها عدم دخول أي شخص للمزرعة دون تعقيم.
وعن الاستعداد للتدفئة، أكد أن 70% من المزارع تعتمد نظامًا تقليديًا في التدفئة وهو النظام المفتوح الذي يُستخدم فيه الستائر دون خلايا أو شفاطات أو هيترات أو خطوط مياه، وتتم التدفئة العادية من خلال الشعلات، لكنه بين أن كلا النظامين المفتوح والمغلق يعتمدان على الغاز.
وشدد على أهمية عقد لقاءات توعية للمزارعين حول كيفية تحقيق درجة الحرارة المنضبطة داخل العنبر، وإجراء التحصينات في وقتها من خلال الطبيب البيطري المشرف، لأن الجو الرطب في الشتاء يساهم في انتقال الأمراض الوبائية، مشددًا على أن الوقاية خير من العلاج من أجل الحفاظ على القطيع ومرور الدورة الإنتاجية بسلام.
وطالب رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية بتوفير الغاز تجنبًا لحدوث أزمة سوق سوداء وارتفاع في الأسعار يتحملها المنتج والمستهلك، منوهًا إلى ضرورة توفير أنابيب الغاز بأسعار رسمية للمزارع التي تقوم بالتدفئة من خلالها.
وكشف أن استهلاك الأعلاف لا يزيد في الشتاء، وأن متوسط استهلاك الدجاجة نحو 3.5 كيلو علف لإنتاج 2 كيلو لحم صيفًا وشتاءً، لكنه أشار إلى إمكانية سرعة الاستهلاك في الشتاء ليكون معامل التحويل أسرع مقارنةً بالصيف الذي تطول فيه المدة اللازمة لاستهلاك الكمية ذاتها.
وعن الأمصال، أكد أن الأمراض الوبائية موجودة بصفة عامة، ولا وجود لأمصال خاصة بفصل الشتاء.
ولفت إلى أن فصل الشتاء يمثل تكلفة إضافية على المزارعين في التدفئة فقط، مبينًا أن الأمر يختلف باختلاف المكان من الصعيد إلى الوجه البحري، مطالبًا بضرورة تحري الدقة عند الإعلان عن النافق من الدجاج لأن هذا الأمر من الممكن أن يتسبب في مشكلات للعاملين بالقطاع والدولة، مشيرًا إلى أنه عندما تم تداول أنباء حول نفوق نحو 30% من الدجاج في مايو الماضي، تسبب ذلك في عدول الأردن عن استيراد كميات كبيرة من الدواجن بسبب تردد أنباء لا تعبر عن متوسط النافق الحقيقي على مستوى الجمهورية.
وتابع: “صناعة الدواجن هي صناعة خاصة وليست صناعة دولة، فيجب على المزارعين المحافظة عليها.”
وعن الأسعار الحالية للدواجن، أفاد السيد أنه من المفترض أن ترتفع الأسعار خلال فصل الشتاء لأن السعر الحالي غير مجدٍ للمزارعين، حتى بعد ارتفاعه اليوم من 58 جنيهًا للكيلو في المزرعة إلى 63 جنيهًا، مضيفًا أن السعر العادل لكيلو الدجاج من المزرعة هو 68 جنيهًا حتى يربح المربي.
السيد: نستورد 900 ألف طن سنويًا من الذرة الصفراء والصويا
من جانبه، قال سامح السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالجيزة، إن معظم مزارع الدواجن تعمل بالسولار وليس بالغاز الطبيعي، مشيرًا إلى أنه طالما أن سعر المحروقات وخاصة السولار لن يزيد، فلن يتأثر القطاع أو الصناعة.
وتابع: “هناك من يمهد لارتفاع الأسعار عن طريق ربط أسعار البنزين بالدواجن من خلال إثارة بلبلة حول الأمر، لكن جميع طرق النقل الخاصة بالدواجن سواء سيارات النقل أو التدفئة في المزارع تعتمد على السولار ذي السعر الثابت، لذلك فمن المفترض ألا تتأثر صناعة الدواجن بزيادة أسعار البنزين.”
وكشف السيد أن معدل استهلاك الأعلاف يتمثل في استيراد 900 ألف طن سنويًا من الذرة الصفراء والصويا، مؤكدًا أن المعدل ثابت لا يتأثر بالموسم الصيفي أو الشتوي.
وأشار لـ”الاستثمار العربي” إلى أن أسعار الدواجن ثابتة ولكنها غير عادلة، منوهًا إلى أن الزيادة المرتقبة في فصل الشتاء طفيفة، لكن الحلقات الوسيطة الكثيرة يدفع ثمنها المستهلك المصري.
تفاوت الأسعار
هذا بالإضافة إلى تفاوت الأسعار في محلات بيع الطيور الحية من مكان لآخر، وبعض الأماكن بها الأسعار مغالى فيها، وفقًا للسيد الذي أكد أن السعر العادل الذي يجنب المنتج الخسائر يتراوح بين 62 – 65 جنيهًا للكيلو من المزرعة.
وأكد أنه من المفترض أن يصل سعر الكيلو في الشتاء للمستهلك إلى نحو 75 جنيهًا كحد أقصى دون مغالاة من الحلقات الوسيطة، معتبرًا إياه سعرًا مرضيًا للمنتج والمستهلك على حد سواء.
شعراوي: “القاهرة للدواجن” تتخذ الإجراءات اللازمة لتقليل انتشار الأمراض
وعلى صعيد الشركات، قال هيثم شعراوي، مدير علاقات المستثمرين بشركة القاهرة للدواجن، إن الشركة تستعد حاليًا لاتخاذ الإجراءات السنوية اللازمة لتقليل انتشار الأمراض بين الدواجن في ظل انتشار مرض الإنفلونزا بصورة كبيرة في فصل الشتاء.
وأوووضح لـ”الاستثمار العربي” أن القاهرة للدواجن تستهدف بعض الاستثمارات الصغيرة خلال الفترة المقبلة، متمثلة في عمليات إحلال وتجديد، بالإضافة إلى مشروع نقل جدود الدواجن إلى مناطق نائية في مطروح حفاظًا على سلامة الدواجن.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=445810
