جريدة الاستثمار العربى الان السوق يأتى اليك اقتصادية متخصصة
رئيس التحرير وليد عبد العظيم

من الصعب توقع أسعار النفط

بقلم ..المهندس مدحت يوسف
نائب رئيس هيئة البترول السابق
توقعات اسعار النفط يمثل صعوبة كبيرة لدي كبار الخبراء ولكونها بورصة تعتمد علي متغيرات عديدة لذلك فإن من يملك القدرة علي التوقع الصحيح يستطيع تحقيق مكاسب خيالية وهذا غير متاح الا لمن يملك مقادير حركة الاسواق،،،
ولكن هناك حقائق مؤكدة تعطي تصور الي اين تتجه اسعار النفط في المستقبل القريب والبعيد.
فمن المؤكد ان انتاج النفط بالمعدلات الطبيعية يفوق حجم الاستهلاك عالميا…وبالتالي قامت كبار الدول المصدرةمتمثلة في منظمة اوبك وروسيا وحلفاءها بخفض انتاجها ليتوافق مع الطلب العالمي للنفط للوصول الي سعر مناسب يحقق اهداف دول المنظمة..
لكن لم تأتي الرياح بما تشتهي دول اوبك حيث اجبر الانخفاض المتتالي للطلب العالمي الي المزيد من خفض سقف انتاج دول اوبك وكان لازمأ الاتفاق مع حلفاءها روسيا وغيرها… وعندما وصلت الامور الي فقد دول اوبك وعلي رأسهم السعودية وروسيا لاسواقهم التاريخية وهذا يمثل الخطر الاكبر لاي منتج سواء نفط او سلعة اي كانت…
لذلك جاء قرار تملص روسيا والسعودية للعودة الي فتح الكميات المصدرة لعودة الاسواق المستهلكة الي طبيعتها حتي وان كان سيعقب ذلك خفض الاسعار ولذلك اعقب القرار نزول الاسعار لمستوي ٦٨ دولار الي ٥٥ دولار للبرميل لخام القياس برنت ..حتي جاءت الكورونا لتتوقف حركة الطيران وتنخفض التجارة العالمية لينخفض تلقائيا معدل الطلب علي الطاقة والنفط لتنهار اسعار خام القياس برنت ليترنح مابين ٢٥- ٢٨ دولار للبرميل خلال الايام الثلاث الاخيرة. .
نأتي للتوقع فاذا استمرت الحالة الاقتصادية طبقا لاحداث الكورونا فالمزيد من الخفض قادم لا محالة…وعند عودة الحالة الاقتصادية لوتيرتها الطبيعية فالارتفاع قادم تدريجيا ولكن لاي مستوي سعري فهذا يصعب توقعه في ظل المنافسة التسويقية مع زيادة حجم المعروض عن الطلب العالمي..
وبالقطع هناك المخزونات المكتظة حاليا بالنفط لدي كبري الدول المستهلكة والتي لجأت اليها بعد الاحداث التي تلت حرب اكتوبر ٧٣ وتوقفت الحياة تماما في معظم دول اوربا وامريكا ..وبالتالي ستساهم بشكل كبير في تباطؤ عودة ارتفاع الاسعار لوتيرتها الغير متوقعة.
ولكي تعود الاسعار لحالتها في اواخر ٢٠١٩ فهذا يتطلب عودة اتفاق خفض سقف الانتاج لدول منظمة اوبك وحلفاؤها الي ما دون ما سبق التعامل به في اواخر ٢٠١٩…فهل يتحقق ذلك ، سنري
ومن يطالب الدولة بالتخزين سواء للنفط او المنتجات البترولية فلقد تناسي الكثير …فانت الخاسر في ظل تباطؤ ارتفاع الاسعار المتوقع . الا لو انتظرت طويلا لارتفاع الاسعار ولا تدري الي اي مدي سترتفع الاسعار بالتخزين ….الموقف غامض …والتخزين ومن يطالب به يجب عليه اللجوء الي التحوط او تأمين مخاطر التخزبن وتلك ذات تكلفة عالية جدا خلاف تكاليف التخزين لدي الغير ( مثلا: مستودعات سوميد السخنه ) وطبعا يجب عليك تدبير تمويل اضافي وعليك طبعا بالاقتراض والاقتراض سيفرض عليك اجراء التحوط ولا ننسي فوائد الاقتراض ذو المخاطرة العالية..

اترك تعليقا

اشترك الآن في نشرة تلسكات

أول نشرة إخبارية مسائية فى مصر تطلقها جريدة الاستثمار العربى تأتيكم قبل العاشرة يوميا من الأحد إلى الخميس