نرصد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد المصري «ملف»

شارك فى الملف : محمود زكى- سارة أحمد – أمل نبيل

تتصاعد تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا بشكل متسارع، وذلك بعد أن شن الجيش الروسي هجومًا قويا بالصواريخ على عدد من المناطق في أوكرانيا وصلت إلى العاصمة كييف، وهزت تلك الضربات الاقتصاد العالمي ومن المتوقع أن يشهد الاقتصاد المصري تأثرا واضحا جراء تلك الهجمات.
ويرصد موقع “الاستثمار العربي” تداعيات الأزمة والحرب الروسية الأوكرانية على عدد من القطاعات الهامة بداية من البورصة إلى أسعار الحديد والنزين والعقارات؛ وذلك في ظل الأحداث المتسارعة بين الدولتين.

البورصة المصرية أول ضحايا الحرب الروسية على أوكرانيا محليا

تأتي البورصة المصرية في صدارة ضحايا الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث تكبدت خسائر تجاوزت 24 مليار جنيه في ختام تعاملات جلسة اليوم الخميس، وسط حالة من التراجعات الحادة، سيطرت على الأسواق العربية والعالمية بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ويرى محمد سعيد خبير أسواق المال، أن الحرب الروسية الأوكرانية عمقت من خسائر البورصة المصرية التي تتحرك في مسار هابط من قبل اندلاع الحرب بين البلدين.
وأضاف سعيد، أن الهجوم الروسي على أوكرانيا دفع أسهم البورصة المصرية إلى انهيار شديد، حيث وصلت أسعار الأسهم لمستويات سعرية متدنية تعادل مستويات الأسهم في ظل أزمة كورونا .
وقررت إدارة البورصة المصرية وقف 73 سهما عن التداول لمدة عشر دقائق خلال جلسة اليوم الخميس التي شهدت هبوطا عنيفا لكافة المؤشرات.

مزيد من الخسائر في انتظار البورصة المصرية

وأكد أن استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا سيساهم في تكبد البورصة المصرية مزيد من الخسائر، خاصة للأهمية التي تتمتع بها تلك الدولتين بالنسبة للاقتصاد المصري كونهم من أكبر مصدري القمح للبلاد، فضلا عن اعتماد السياحة المصرية بشكل أساسي على السياحة الروسية وتليها السياحة الأوكرانية.
ونصح سعيد المستثمرين، بأن الوقت الحالي يعد من أفضل الأوقات للاستثمار في البورصة المصرية حيث تتداول أسهم كثيرة بأقل من قيمتها العادلة رغم نتائج الأعمال الجيدة لتلك الشركات وتسابق الشركات للاستحواذ عليها.
وخلال تعاملات اليوم، تراجع مؤشر البورصة الرئيسي “ايجي اكس 30” بنسبة 3.63% ليصل إلى مستوى 10.890.88 نقطة، وانخفض مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة “ايجي اكس 70″ بنسبة 9.02% ليصل إلى مستوى 1774.66 نقطة، وتراجع مؤشر”ايجي اكس 100” الأوسع نطاقا بنسبة 7.28% ليصل إلى مستوى 2720.93 نقطة

ارتفاع أسعار النفط.. وزيادة مرتقبة تصيب البنزين محليا

ودفعت الحرب الروسية على أوكرانيا، أسعار النفط لأعلى مستوياتها منذ 7 سنوات، حيث تجاوز سعر خام برنت حاجز 105 دولارات للبرميل للمرة الأولى منذ 2014، وإذا واصلت أسعار النفط ارتفاعاتها القياسية خلال الفترة المقبلة، فمن المتوقع أن ترفع لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية، أسعار البنزين في مصر خلال اجتماعها في شهر أبريل المقبل.
ويؤثر ارتفاع أسعار النفط عالميا على الموازنة العامة لمصر والتي قدرت سعر برميل النفط عند 61 دولارا للبرميل، بينما تتخطى أسعاره حاليا حاجز 100 دولار.
ووفقا لتقديرات البنك الدولي فإن كل زيادة بمقدار 10 دولارات في سعر النفط العالمي عن السعر المقدر له في الموازنة العامة لمصر خلال العام المالي الجاري، سيترتب عليها ارتفاع نسبة العجز في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 0.2% إلى 0.3%.
وقال حسام عرفات رئيس شعبة المواد البترولية باتحاد الغرف التجارية سابقًا، إن الحكومة المصرية لم ترفع أسعار المنتجات البترولية بنفس الزيادة التي وصلت اليها عالميا، وفضلت رفع الأسعار 25 قرشًا فقط كل 3 شهور ، مع استمرار استقرار سعر السولار، حتى لا تؤثر على أسعار السلع محليا.
ورفعت الحكومة المصرية، أسعار البنزين بقيمة 25 قرشًا للتر الواحد، 4 مرات في أقل من عام فيما ثبت سعر السولار دون تغيير عند 6.75 جنيهًا للتر.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط -تسليم شهر أبريل- بنحو 8.6%، لتصل إلى 100.01 دولارًا للبرميل، بينما صعدت أسعار العقود الآجلة لخام برنت -تسليم أبريل2022- بنحو 8.7% مسجلة 105.23 دولارًا للبرميل.

 

ثاني أكبر منتج للنفط في العالم

 

وتُعَد روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم؛ حيث تبيع الخام بشكل أساسي إلى المصافي الأوروبية، وهي أكبر مورد للغاز الطبيعي إلى أوروبا؛ حيث توفر نحو 35% من إمدادات الأخيرة.
وتوقّعت شركة كابيتال إيكونوميكس للاستشارات الاقتصادية، تراوح أسعار النفط بين 120 إلى 140 دولارًا للبرميل.
وتوقّع جيه بي مورغان بلوغ أسعار النفط مستويات 125 دولارًا للبرميل خلال العام الجاري، وارتفاعها إلى 150 دولارًا للبرميل العام المقبل.

الذهب الرابح الأكبر من الحرب الروسية على أوكرانيا

أما عن الرابح الأكبر من الحرب الروسية على أوكرانيا، فيحضر الذهب، حيث يواصل سعر الذهب ارتفاعًا ليؤكد استمرار سيطرته في الاتجاه إلى الصعود، وذلك عقب الأزمة الأوكرانية الروسية التى تلقى بظلالها على الأسواق سواء الأسهم أو العملات أو أسواق الذهب، وتشهد جميع الأسواق تغيرات لحظية نتيجة التطورات الحادثة على الحدود بين روسيا وأوكرانيا.

الذهب الرابح والأكبر فى هذه الحرب

وبذلك كان الذهب الرابح والأكبر فى هذه الحرب، الأمر الذي أدى إلى قفز أسعار الذهب مع منتصف تعالملات اليوم الخميس، بقيمة 10 جنيهات للمرة الثالثة على التوالي بعد صعود 17 جنيها خلال الساعات القليلة الماضية، ليصبح إجمالي الصعود 27 جنيها، جراء تداعيات الأحداث في اوكرانيا حيث ارتفع الطلب على الملاذات الآمنة لتسجل الأسعار العالمية للذهب أعلي مستوى في عام عند 1966 دولار مقابل 1908 دولار قبل بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

ارتفاع الملاذات الآمنة لأعلى مستوياتها

وقال نادي نجيب، عضو شعبة الذهب بالغرفة التجارية في القاهرة سابقًا إن الذهب لا يزال متأثر بتطورات الوضع على الحدود الأوكرانية الروسية، مع استمرار الاضطرابات المستمرة باستخدام القوى، وهذا دفع الملاذات الآمنة للارتفاع بصورة مستمرة خلال الساعات الماضية.
وأضاف نجيب إن الذهب دائما في وقت الأزمات السياسية يصبح الملاذ الآمن للمستثمرين، وحاليا يتم شراء كميات من الذهب كبيرة للادخار مما نتج عن ذلك صعود كبير في سعر أوقية الذهب في البورصات متوقعا عدم عودة سعر الذهب للانخفاض في البورصات العالمية خلال الفترة المقبلة في ظل التوقعات اشتداد التوترات السياسية بين روسيا وأوكرانيا.
وقال المهندس ابراهيم العربي رئيس اتحاد الغرف التجارية إنه من الطبيعي ان تتأثر الأسواق المحلية بذلك النوع من الصراعات الدولية الا أن تطور اداء ونمو الاقتصاد القومي الذي اعتمد علي خطة إصلاح اقتصادي اطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية جعل الاقتصاد المصري اكثر قوة واستقرارا أمام كافة المتغيرات التي يواجهها الاقتصاد العالمي.
وأوضح العربى أن الشعبة العامة للذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية رصدت في بداية معاملات الأسواق اليوم ارتفاع بلغ حوالي 41 دولار في سعر الاوقية في الاسواق العالمية عن أسعار امس اما الاسواق المحلية فارتفع سعر جرام الذهب بحوالي 16 جنيه عن سعر اغلاق الأمس، بينما صعدت أسعار سبائك الذهب إلى أعلى مستوى في 8 أشهر، بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعترافه بالجمهوريتين الانفصاليتين «دونيتسك ولوجانسك» في شرق أوكرانيا، ليصبح إجمالي ارتفاع سبائك الذهب منذ مطلع فبراير الجاري 5.8% حتى اليوم، في وقت يتزايد فيه الطلب على الذهب كونه ملاذا آمنا ضد تقلبات العملة، على خلفية الصراع بين الغرب وروسيا بسبب أوكرانيا.
وقال «ساكسو بنك»، في مذكرة بحثية، إنه من المتوقع أن يتوقف الذهب مؤقتا عن الارتفاع عند مستوى 1917 دولارا للأوقية، بعدما سجل، أمس، أعلى مستوى له منذ 1 يونيو 2021، ليبلغ سعر أوقية الذهب 1914 دولارا، قبل أن يتراجع سعر الذهب اليوم إلى 1900 دولار للأوقية.

أسعار الذهب عالمياً

أما عن أسعار الذهب عالميًا فقد قفزت اليوم الخميس، أكثر من 2٪ إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عام ، مع تدفق المستثمرين إلى الملاذات الآمنة مع غزو القوات الروسية لأوكرانيا بعد أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين بما وصفه بعملية عسكرية خاصة، وفقا لوكلة “رويترز”.
وزادت أسعار الذهب فى التعاملات الفورية بنسبة 1.7٪ إلى 1939.97 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 0611 بتوقيت جرينتش ، بعد أن وصل إلى أفضل مستوى له منذ يناير 2021 عند 1948.77 دولارًا وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.8 بالمئة إلى 1943.90 دولار.

العقارات تشهد زيادة متوقعة في التكلفة

ويأتي قطاع العقارات ضمن أبرز القطاعات التي قد تتأثر بتداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، قتوقع طارق عيد نائب رئيس مجلس إدارة شركة جميرا ايجيبت للتطوير العقاري زيادة متوقعة في تكلفة تنفيذ المشروعات العقارية نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا، وذلك في ظل ارتفاع اسعار النفط ونقص الطاقة على المصانع.
وقال عيد، “إن الحرب الروسية على أوكرانيا وكذلك قرار المركزي بشأن الاستيراد سيؤثر بشكل واضح على تكلفة تنفيذ المشروعات”.
وأضاف نائب رئيس الشركة أنه فور اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا ارتفعت أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل مما يعني أنه سيؤثر بشكل واضح على تكلفة النقل والتي بدورها تعد عامل اساسي من عوامل تكلفة التنفيذ.
وأوضح أن بخلاف ذلك فإن أسعار الخامات المستوردة ستشهد ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة القادمة وبالتالي فإن ذلك ينعكس على تنفيذ أعمال الإنشاءات التي تعتمد على خامات مستوردة مشيرا إلى أن التكلفة في التنفيذ سترتفع بنسبة تتراوح من 25% إلى 30%.
وأنهى نائب رئيس مجلس إدارة الشركة كلامه بضرورة دراسة الشركات العقارية الارتفاعات المتوقعة في أسعار الخامات وتأثيرها ع التكلفة.

الترقب يسيطر على أسواق الحديد

وسيطرت حالة من الترقب بالأسواق المحلية للحديد وذلك عقب اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا والتى أدت إلى تحريك الأسعار وتغيرها بشكل لحظى منذ بدء الحرب.

توقعات بزيادات مفاجئة جديدة

وتوقع كثير من المتعاملين بسوق الحديد فى مصر زيادة الأسعار خلال الفترة القادمة وهذا الأمر الذي بدء بالفعل من بعض شركات الحديد بداية الأسبوع الحالى نتيجة الأزمة الأوكرانيه الروسية وتحرك أسعار المعادن عالميا.
وأكد المهندس محمد سيد حنفى رئيس غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية أن أسعار الحديد شهدت خلال الفترة الماضية تثبيت فى أسعار حديد التسليح محليا وذلك جاء نتيجة عدة اسباب اهمها أن المصانع لم تستورد شحنات جديدة بعد، ما يعنى أنها تنتج بالخامات القديمة التى تم شراؤها بأسعار مرتفعة.
ولفت حنفى أن الفترة القادمة سوف تشهد تحريك فى كثير من أسعار المعادن وليس الحديد فقط نتيجة اندلاع الحرب الروسية وسوف تلقى بظلالها على الأسواق المحلية فى مصر مشيرا الى ان هناك حالة من الترقب تسود السوق المصرى لمعرفة حالة الأسعار خلال الفترة القادمة.
واوضح حنفى أن المصانع فى الآونة الحالية تعمل بما يتراوح بين 50 و60% فقط من طاقتها الإنتاجية، مشيرا إلى أن إجمالى الطاقة التشغيلية للصناعة المحلية للحديد والصلب تقدر بنحو 12.5 مليون طن سنويا، فيما يبلغ حجم الإنتاج المحلى الحالى 7.5 مليون طن، بينما يتم إنتاج نحو ٤.٥ مليون طن بليت من خلال المصانع المتكاملة.

الحرب الروسية على أوكرانيا

وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الساعات الأولى اليوم الخميس، عملية عسكرية خاصة في منطقة دونباس الواقعة شرقي أوكرانيا، صباح الخميس، وبعد أن صرح مسؤولون أوكرانيون تعرض العاصمة كييف لضربات صاروخية وسُمع دوي انفجارات عدة في وسطها.