جريدة الاستثمار العربى الان السوق يأتى اليك اقتصادية متخصصة
رئيس التحرير وليد عبد العظيم

هل تسحب الفضة البساط من أسفل الذهب كملاذ استثماري آمن؟

شهدت الأسواق العالمية مستويات قياسية جديدة في أسعار الفضة خلال الأسبوع الماضي، بعدما تجاوز سعر الأونصة حاجز 50 دولارًا، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات، وسط توقعات باستمرار الصعود خلال السنوات المقبلة مع استقرار التداول فوق هذا المستوى التاريخي.

وتتداول الفضة حاليًا قرب مستوى 52 دولارًا للأونصة، مدعومة بارتفاع الطلب الصناعي، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا والطاقة الشمسية، إلى جانب زيادة الإقبال الاستثماري عليها كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، وتحركات أسعار الدولار والمعادن الأخرى.

Ads

وبحسب البيانات، تكون الفضة قد سجلت ارتفاعًا بنسبة تتجاوز 78% منذ بداية العام الجاري، مقابل صعود الذهب بنحو 50% ليصل حاليًا إلى مستوى 4,140 دولارًا للأونصة.

إمبابي: الفضة تنافس الذهب كملاذ آمن وتوقعات بوصولها لـ100 دولار في 2026

قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” لتجارة الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن تسعير المعادن النفيسة يتم وفقًا لتحركات البورصات العالمية، ومن ثم فإن أي تغير في سعر الذهب أو الفضة عالميًا ينعكس مباشرة على الأسعار المحلية.

وأوضح لـ”الاستثمار العربي” أن تحديد سعر الذهب محليًا يتم من خلال معادلة تشمل ضرب سعر الأوقية في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، ثم قسمة الناتج على عدد الجرامات، مشيرًا إلى أن الأسعار الحالية تتماشى مع السوق العالمي بعد استقرار سعر الدولار وغياب السوق الموازية.

وأكد أن سعر صرف الجنيه أمام الدولار يمثل العامل الأكثر تأثيرًا في تسعير الذهب والفضة محليًا، فكلما تراجعت قيمة الجنيه ارتفعت أسعار المعادن النفيسة، والعكس صحيح.

وأشار إلى أن الفضة تُسعّر حاليًا بأعلى من قيمتها الحقيقية نتيجة انخفاض المعروض وارتفاع الطلب الصناعي عليها، لاسيما في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، إلى جانب تزايد الإقبال الاستثماري عليها كملاذ آمن منافس للذهب.

وتوقع إمبابي استمرار الطلب المتزايد على الذهب والفضة بسبب التوترات الجيوسياسية العالمية، مشيرًا إلى أن كسر الفضة مستوى 52 دولارًا للأوقية خلال الأسبوع الماضي عزز موجة شراء مكثفة، ما يدعم احتمالية ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة.

وأضاف أن أسعار الفضة في مصر تتجاوز 53 دولارًا للأوقية نتيجة الطلب القوي، بينما يظل الذهب في نطاق متوازن، لافتًا إلى أنه في حال تراجع المعروض فقد تشهد السوق ارتفاعات إضافية تفوق المستويات العالمية.

ورجّح إمبابي وصول سعر الذهب العالمي إلى 4,200 دولار للأوقية على المدى القصير، و5,000 دولار على المدى المتوسط خلال الربع الأول من 2026، في حين توقع استمرار صعود الفضة إلى 55 دولارًا على المدى القصير، وبلوغ 100 دولار للأوقية بحلول 2026، داعيًا المستثمرين إلى اقتناص فرص الشراء في المعدن الأبيض خلال العام الجاري.

يوسف: الفضة أصبحت حاليًا استثمارًا جيدًا على المدى البعيد وسترتفع أسعارها مع زيادة الطلب 

أكد عيد يوسف، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالمنوفية، أن الفضة أصبحت حاليًا استثمارًا جيدًا على المدى البعيد، نظرًا لكونها المعدن الوحيد المطلوب في جميع الصناعات مثل السيارات الكهربائية والطائرات والأجهزة الإلكترونية، مشيرًا إلى أن كمية المخزون المتاح من الفضة تُعد محدودة نسبيًا، وهو ما يضمن استمرار ارتفاع الأسعار مع تواصل الطلب.

وأوضح لـ”الاستثمار العربي” أن المستقبل الاستثماري للفضة يبدو أكثر جاذبية من الذهب في المرحلة الحالية، خاصة في ظل تزايد استخدامها الصناعي. وأضاف أن السوق المحلي يشهد زيادة ملحوظة في الطلب على سبائك الفضة خلال الفترة الأخيرة، نتيجة تأثر المستثمرين بالأحداث العالمية والتوترات الجيوسياسية.

شوقي: انخفاض قيمة الفضة مقارنة بالذهب يجعلها خيارًا استثماريًا أسهل

قال أحمد شوقي، الخبير الاقتصادي، إن ابتعاد المستثمرين عن التداول في العملات خلال الفترة الماضية، نتيجة عدم تحقيق سعر الدولار الحالي ربحية جيدة وسط حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق، أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب والفضة.

وتوقع شوقي أن يتجه الاستثمار خلال عام 2026 بشكل أكبر نحو الذهب والعملات، مع تراجع في الطلب على العقارات، وهو ما بدأ ينعكس بالفعل على تحركات السوق. وأوضح أن الذهب يظل الملاذ الآمن للمستثمرين للتحوط من التضخم والحفاظ على الأصول، نظرًا لكونه من أقل الأصول الاستثمارية مخاطرة حتى في ظل تقلبات الأسعار.

وأضاف لـ”الاستثمار العربي” أنه في حال استمرار الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وانتهاء الحروب، فمن المرجح أن تتباطأ وتيرة ارتفاع أسعار الذهب مع استئناف حركة التجارة والملاحة في قناة السويس، بالتزامن مع تراجع مؤشر الدولار عالميًا.

وأشار شوقي إلى أنه مع زيادة الموارد من العملات الأجنبية الناتجة عن نشاط قناة السويس وقطاع السياحة، من المتوقع أن تتحسن قيمة الجنيه، ما قد يؤدي إلى تراجع أسعار الذهب إلى مستوياتها الطبيعية.

وعن الفضة، أوضح الخبير أن انخفاض قيمتها مقارنة بالذهب يجعلها خيارًا استثماريًا أسهل للمتعاملين الراغبين في توسيع نطاق استثماراتهم، إلى جانب دخولها في الصناعات الإلكترونية، وهو ما يعزز الطلب عليها خلال الفترة المقبلة.

سيمز: ارتفاع الذهب دفع المستثمرين إلى تنويع استثماراتهم نحو المعادن الأخرى وفي مقدمتها الفضة

قال بول سيمز، رئيس إدارة منتجات السلع والدخل الثابت في شركة إنفيسكو، إن الارتفاع القياسي للذهب خلال العام الجاري دفع المستثمرين إلى تنويع محافظهم الاستثمارية نحو المعادن النفيسة الأخرى، وفي مقدمتها الفضة.

وأشار إلى أن الصعود الحاد للذهب بدأ بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة، إلى جانب قيود جديدة على صادرات البرمجيات الحيوية اعتبارًا من مطلع نوفمبر المقبل، وهي خطوة ردّت عليها الصين بتبرير قيودها على صادرات العناصر النادرة والمعدات دون فرض رسوم إضافية على المنتجات الأمريكية.

وفي سياق متصل، ذكر بنك جولدمان ساكس في تقرير حديث أن أسعار الفضة مرشحة للارتفاع على المدى المتوسط بدعم من تدفقات الاستثمار الخاص، لكنه حذر من احتمالات تقلبات مرتفعة ومخاطر هبوطية على المدى القصير مقارنة بالذهب.