تحرص الدولة على توسيع المجال للقطاع الخاص ضمن خطة وضعتها للتخارج وإفساح الطريق للشركات الخاصة على جميع الأصعدة .
وفى خطوة تسير على هذا النهج، قامت وزارة الإسكان بتوقيع شراكات مع كبرى الشركات العقارية لتدشين مشروعات سكنية وتجارية فى مناطق مختلفه على مستوي الجمهورية.
ولعل أبرزها مشروعين مع شركة طلعت مصطفي وهما نور بالقاهرة وساوث ميد بالساحل الشمالي .
وحقق مشروع نور مبيعات بلغت 18.5 مليار جنيه خلال عام 2021، ووصل حجم استثماراته 500 مليار جنيه، ويقام على مساحة 5000 فدان.
فى حين حقق مشروع ساوث ميد مبيعات وصلت إلى 60 مليار جنيه فى 12 ساعة فقط، ومن المتوقع أن تصل مبيعاته 1.6 تريليون جنيه، ويقام المشروع على حوالي ٢٣ مليون متر مربع .
كما دخلت الدولة مؤخرا في شراكة جديدة في واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ مصر وهي مشروع رأس الحكمة بشراكة إمارتية لصفقة بقيمة 35 مليار دولار.
وتعمل الدولة على توفير كافة سبل الدعم للقطاع الخاص، ولذلك فدائما ما تعلن عن تقديم تيسيرات وحوافز لزيادة التدفقات الاستثمارية في كافة القطاعات وخاصة العقاري.
بدورهم، طالب الخبراء في القطاع العقاري، بتوسيع هذه الشراكات مع تذليل التحديات أمامها مؤكدين على أهميتها للمطور، حيث تساعده على توفير سيولة تمكنه من تنفيذ المشروع وتسليم الوحدات في مواعيدها المحددة، علاوة على أنها تساعد على جذب سيولة دولارية من الخارج للدولة.
الفرص الاستثمارية
مبيعات الأراضي بالدولار للمصريين والأجانب
وذكرت وزارة الإسكان في تصريحات سابقة، إن حصيلة مبيعات الأراضي بالدولار للمصريين والأجانب في الربع الأول من العام الجاري سجلت 2.1 مليار دولار، بزيادة نحو 200 مليون دولار عن الفترة المماثلة من العام الماضي.
أشكال الشراكة
من جانبه، قال هادي فتحي، الرئيس التنفيذي لشركة انفينيتي تاورز، إن الشراكة بين القطاعين العام والخاص لها أشكال متعددة كالتعاون في مشروع نور وساوث ميد ورأس الحكمة.
وأشار في تصريحات خاصة إلى أن الشراكة تكون بحق الانتفاع بمعني أن المطور يحصل على أرباح المشروع لفترة معينة حتى يغطي تكاليف التشغيل ويحقق أرباح ثم يعود المشروع للدولة.
وطالب فتحي بأهمية إزالة التحديات أمام الشراكة بين القطاعين حتى تؤتي ثمارها.
ونوه إلى أنه من أبرز هذه التحديات تسعير الأراضي بسعر مرتفع من قبل لجنة التسعير، حيث يتخوف المنوط بالتسعير، من وضع سعر للأراضي منخفض فيقع تحت طائلة المحاسبة فيقوم بوضع سعر مرتفع.
تسويق مشروعات الشراكة
قال فتح الله فوزي، رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال، إن التوسع في الشراكة بين المطور والدولة يعمل على توفير السيولة مما يدفعه إلى إنجاز المشروع بشكل أسرع.
فيما أشار لـ”الاستثمار العربي” إلى أن وجود شراكة بين المطور والدولة لا يتسبب في تسويق المشروع بشكل أسرع حيث يعتمد ذلك على تجارب المطور السابقة في التسليم والخطة الترويجية التي يضعها.
ونوه إلى أن أهم المدن التي يجب أن تشهد مشروعات شراكة بين القطاعين هي المدن الجديدة بجميع المحافظات.
تصدير العقار
وفي سياق متصل، أكد فوزي أن الشراكة بين المطور والدولة تجذب سيولة دولارية إذا قامت الدولة بحل مشكلات تصدير العقار ومنها تسجيل الوحدات والحصول على الإقامة.
واوضح أنه ليس من المؤكد أن تجذب مشروعات الشراكة بيع للأجانب، فمشروع “مراسي” حقق معدل بيع كبير للخارج على الرغم من إنه ليس شراكة مع الدولة.
فوائد الشراكة
قال محمد البستاني، رئيس جميعة مطوري القاهرة الجديدة، إن الشراكة بين القطاع الخاص والعام تحقق فوائد متعددة للطرفين وهي من الأمور التي أشار وزير الإسكان خلال اجتماعه مع المطورين إلى التوسع فيها خلال الفترة القادمة.
وكذلك أشار إلى اجتماع المطورين مع وزير الإسكان والذي أسفر عن تفهم الوزير لطلبات المطورين.
فيما نوه إلى أن أهم متطلبات المطورين العقاريين تمثلت في تقليل الفوائد على الأقساط وعدم سحب الأراضي عند تعثر المطور عن السداد.
فضلا عن التوسع في تخصيص الأراضي بصورة مباشرة لصغار لمطورين وكذلك التعاون في توفير الإسكان الاجتماعي.
الإسكان الفاخر
وقال علاء الشيخ، رئيس شركة أسيت تاب للتسويق العقاري، إن مشروعات الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص مفيدة للطرفين حيث تحصل الدولة على حصة عينية وأخرى نقدية.
ونوه إلى أن الحصة العينية عبارة عن وحدات تقوم ببيعها بسعر مرتفع وهو الإسكان الفاخر، وحصة نقدية من قيمة بيع الوحدات التي يبيعها القطاع الخاص.
ومن ثم فتحقق الشراكة إفادة للقطاع الخاص في توفير سعر الأرض مما يجعله ينجز الإنشاءت بالمشروع ويسلم الوحدات في مواعيدها ومن ثم فيحقق مبيعات أعلى من المشروعات التي يطلقها المطور بمفرده.
جذب سيولة دولارية
وقال رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن مشروعات الشراكة بين هئية المجتمعات العمرانية والقطاع الخاص تعمل على جذب سيولة دولارية، محققة فوائد للطرفين.
موضحا لـ “الاستثمار العربي” أن الدولة تمتلك إمكانيات متعددة من الأراضي بأسعار مناسية، بينما يملك القطاع الخاص الإدارة سريعة الخطوات التي لها القدرة على طرح وسائل ترويجية تصل إلى جميع أسواق العالم.
ساوث ميد
وفي هذا الصدد أشار عبده إلى مشروع ساوث ميد الخاص بشركة طلعت مصطفي والذي وصل إلى جميع أسواق العالم، وبالتالي فتباع الوحدة بسعر لا يوجد مثله في السوق العقاري ومن ثم فحقق المشروع مبيعات هائلة بوقت قصير .
ولذلك فيعتبر أن مشروعات الشراكة تحقق عوائد دولارية من الخارج بشكل أكبر من مشروعات أي من الطرفين منفردا.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=313188