جريدة الاستثمار العربى الان السوق يأتى اليك اقتصادية متخصصة
رئيس التحرير وليد عبد العظيم

هل يحافظ الذهب على مساره الصعودي في 2026؟

سجّلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، وسط ترقب واسع لقرارات السياسة النقدية الأمريكية، حيث تعقد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة اجتماعها هذا الأسبوع لتحديد مسار أسعار الفائدة. ووفق تقرير منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات، جاءت هذه التحركات وسط حالة حذر تسيطر على المستثمرين قبيل إعلان التوجه الجديد للسياسة النقدية.

أسعار الذهب المحلية

أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن جرام الذهب عيار 21 ارتفع بنحو 15 جنيهًا ليصل إلى 5620 جنيهًا، فيما بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 6423 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4817 جنيهًا، بينما استقر الجنيه الذهب عند 44,960 جنيهًا. كما ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بنحو 12 دولارًا لتصل إلى 4203 دولارات.

وأشار التقرير إلى أن أسعار الذهب شهدت أمس الاثنين تراجعًا طفيفًا بنحو 10 جنيهات للجرام، وسجلت الأوقية عالميًا انخفاضًا قدره 8 دولارات، في ظل انتظار الأسواق لنتائج اجتماع الفيدرالي الأمريكي، حيث تزداد التوقعات على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

الطلب على الذهب

وتدعم توقعات خفض الفائدة هذا الأسبوع، إلى جانب احتمالات المزيد من التخفيضات في 2026، الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر، فيما يستمر عدم اليقين الجيوسياسي الناتج عن الحرب الروسية–الأوكرانية في تعزيز جاذبية المعدن.

وأظهر التقرير أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي الصادر مؤخرًا لم يُحدث تأثيرًا كبيرًا على توقعات التيسير النقدي، فيما تتجاوز احتمالات خفض الفائدة 85% وفق تقديرات المتداولين. ويتابع المستثمرون بيانات اقتصادية مهمة مثل تقرير ADP للتغير في التوظيف وبيانات الوظائف الشاغرة JOLTS، لما لها من أثر مباشر على توقعات الفيدرالي.

Ads

الأداء السنوي والآفاق المستقبلية

وعلى الصعيد السنوي، ارتفع الذهب بأكثر من 60% في 2025، مدفوعًا بالمخاطر الجيوسياسية وخفض أسعار الفائدة وعمليات الشراء من البنوك المركزية، ويستمر المستثمرون في متابعة قدرته على المحافظة على هذا الزخم خلال 2026. ووفق تقرير مجلس الذهب العالمي، ساهمت العوامل المختلفة بنسب متفاوتة في الأداء السنوي، مثل التوترات الجيوسياسية (12 نقطة مئوية)، وضعف الدولار وانخفاض الفائدة (10 نقاط)، والزخم الاستثماري (9 نقاط)، والتوسع الاقتصادي (10 نقاط)، إلى جانب مشتريات البنوك المركزية التي حافظت على الطلب الرسمي فوق مستويات ما قبل الجائحة.

ويتوقع المجلس أن تظل معظم العوامل الداعمة لارتفاع الذهب قائمة في 2026، مع احتمال تداول الأسعار ضمن نطاق ضيق بين -5% و+5%. وقد حدد ثلاثة سيناريوهات بديلة: ارتفاع بين 5% و15% في حال انزلاق اقتصادي سطحي، ارتفاع بين 15% و30% في حال تيسير نقدي قوي وانهيار اقتصادي أعمق، وتراجع بين 5% و20% في حال تعافي اقتصادي قوي يقوده ارتفاع الدولار.

توقعات بنوك الاستثمار

أما بنوك الاستثمار العالمية فتظهر تفاؤلًا أكبر لعام 2026، حيث يتوقع جي بي مورجان تداول الذهب بين 5200 و5300 دولار للأوقية، وجولدمان ساكس وصوله إلى 4900 دولار، ودويتشه بنك بين 3950 و4950 دولارًا، بينما يُرجّح مورجان ستانلي اقتراب الأسعار من 4500 دولار رغم تقلبات قصيرة المدى.

وخلاصة الخبراء، أن الذهب يدخل عام 2026 من موقع قوة، مدعومًا بعدم اليقين الاقتصادي، وتنويع احتياطيات البنوك المركزية، ودوره التحوطي ضد التقلبات، مع استمرار مشتريات البنوك المركزية، وارتفاع الطلب على المعدن كأداة للحفاظ على الاستقرار المالي، في ظل بيئة عالمية متقلبة.