شهدت صناعة التعهيد أو “الفري لانسينج” في مصر نموًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، مدفوعة بالاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للقطاع، والذي تجلى في توقيع عدد من العقود مع شركات عالمية بهدف زيادة الصادرات وجذب النقد الأجنبي.
وأوضح عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن توقيع اتفاقيات مع 55 شركة تعمل في مجال التعهيد وخدمات تكنولوجيا المعلومات، يشمل شركات تدخل السوق المصرية لأول مرة، وأخرى تقوم بتوسيع نطاق أعمالها داخليًا.
وأشار الوزير إلى أن صناعة التعهيد في مصر تشهد نموًا غير مسبوق، مع توقع توفير نحو 75 ألف فرصة عمل جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة، في ظل الدعم الكبير المقدم من الدولة لهذا القطاع الحيوي.
وأضاف أن مصر أصبحت ضمن أكبر ثلاث دول على مستوى العالم من حيث جاذبية الاستثمار في صناعة التعهيد، بفضل الكوادر البشرية المؤهلة، والبنية التحتية الرقمية المتطورة، والحوافز الاستثمارية التنافسية، مؤكّدًا استمرار الوزارة في تنفيذ استراتيجيتها لتعزيز صادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات وترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي رائد.
عزام: صادرات قطاع صناعة التعهيد قد تتجاوز 5 مليارات دولار سنويًا
وأوضح محمد عزام، خبير الاتصالات والتكنولوجيا، أن متوسط صادرات الفرد في صناعة التعهيد يصل إلى نحو 50 ألف دولار سنويًا، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك أكثر من 150 ألف شخص يعملون في هذا المجال، ما يعني أن صادرات القطاع قد تتجاوز 5 مليارات دولار سنويًا.
وأكد عزام لـ”الاستثمار العربي” أن توقيع الحكومة 50 مشروعًا جديدًا لشركات مختلفة سيزيد العائد السنوي للعملة الأجنبية بنحو 40% خلال السنوات المقبلة، مؤكدًا قدرة السوق المصري على تقديم خدمات ولغات متعددة وبجودة عالية مقارنة بالدول المنافسة.
سعيد: إقبال الشركات للاستثمار في صناعة التعهيد بمصر يعود لانخفاض تكلفة العمالة
من جهته، أشار إيهاب سعيد، رئيس شعبة الاتصالات، إلى أن إقبال الشركات العالمية للاستثمار في صناعة التعهيد بمصر يعود لانخفاض تكلفة العمالة مقارنة بالدول المنافسة، مع الحفاظ على جودة عالية وإنتاجية مرتفعة.
وأوضح لـ”الاستثمار العربي” أن توقيع الحكومة للمشروعات الجديدة يمثل مصدرًا إضافيًا للعملات الأجنبية مثل الدولار والريال، كما يتيح للشركات العالمية التعاقد مع شركات محلية ذات سمعة طيبة وكفاءات مرتفعة.
بشارة: يجب إنشاء مراكز لتأهيل العمالة وفق متطلبات الشركات الأجنبية
قال ديفيد بشارة، الخبير التكنولوجي، إن التعاقدات الجديدة في صناعة الفريلانسنج ستفتح مصادر جديدة للعملات الأجنبية لنحو 30 ألف فرد، بمتوسط دخل يتراوح بين 300 و500 دولار شهريًا لحديثي التخرج، ويصل إلى 1000 دولار للخبراء، مع تقدير صافي دخل نحو 120 مليون دولار للمهندسين العاملين في القطاع.
وأأكد لـ”الاستثمار العربي” أهمية دور الحكومة في إنشاء مراكز تدريب لتأهيل هذه العمالة وفق متطلبات الشركات الأجنبية، والتي تختلف عن الوظائف التقليدية، مؤكدًا أن مصر تمتلك القدرة على المنافسة عالميًا في هذا القطاع، بما في ذلك مقارنةً بالدول ذات التصنيف العالي مثل الهند.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=455638
