ظهرت قوة العملة الصينية في وقت يشهد فيه الدولار الأمريكي ضغوطاً متزايدة، مدفوعة بتوقعات السياسات النقدية المقبلة في الولايات المتحدة، وتنامي المخاوف بشأن أعباء الدين العام. في المقابل، تحاول بكين أن تقدم صورة مختلفة، قائمة على متانة الأسس الاقتصادية وتوسيع نطاق شراكاتها التجارية.
مظاهر قوة اليوان
زادت قيمة العملة الصينية إلى أعلى مستوى لها مقابل الدولار منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر من العام الماضي.
فيما وارتفع اليوان الذي كان قد ضعف بشكل حاد مقابل الدولار في السنوات الأخيرة بنسبة 2.3 % هذا العام إلى 7.14 يوان مقابل الدولار.
و يرى استراتيجيون أن ارتفاع اليوان قد يكون ذا أهمية كبيرة لمفاوضات بكين مع واشنطن بشأن اتفاقية تجارية، بحسب ما نقله تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
أسباب ارتفاع اليوان
وفقا لتصريحات سعاد ياي شين هوا، الكاتبة الصحافية الصينية لـ”اقتصاد سكاي نيوز عربية” فإن عوامل ارتفاع اليوان تمثلت في:
- تضافر عدة عوامل، من أبرزها ضعف الدولار، وصلابة الأسس الاقتصادية للصين، إضافة إلى تغيّر توقعات الأسواق. ويُعَدّ تراجع الدولار هو السبب الخارجي المباشر الأبرز وراء قوة اليوان.
- على الصعيد الدولي، لعبت توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي دوراً رئيسياً في الضغط على الدولار، لا سيما بعد بيانات الوظائف الأمريكية.
- هذه الظروف عززت قناعة الأسواق بأن الفيدرالي قد يبدأ خفض الفائدة في سبتمبر، بنسبة ترجيح وصلت إلى نحو 90 %.
- مثل هذه التوقعات عادة ما تقلل من جاذبية الدولار، وهو ما انعكس فعلاً في هبوط مؤشره من مستوى 109 مطلع العام إلى حدود 97–98 نقطة، ليفسح المجال أمام صعود اليوان.
- كما أسهمت العوامل المالية والسياسية الأمريكية في تقويض الثقة بالدولار. فقد تجاوز الدين الحكومي الأمريكية حاجز 36 تريليون دولار.
- وفرت الأسس الاقتصادية الصينية قاعدة صلبة لدعم قوة اليوان؛ ففي الأشهر السبعة الأولى من العام 2025، سجلت الصادرات الصينية نمواً بنسبة 6.1 بالمئة على الرغم من تعقيدات التجارة العالمية
- تعافي أسواق رأس المال المحلية شكّل رافعة إضافية للعملة الصينية، إذ زاد إقبال رؤوس الأموال الأجنبية على الأصول المقومة باليوان.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=435960
