ماذا يحدث في «كابيتر»؟.. أزمة «تعثر» أم هروب بـ33 مليون دولار (القصة الكاملة)
وهل تتأثر الشركات الجديدة الناشئة؟
قرر مجلس إدارة شركة كابيتر، العاملة في مجال التجارة الإلكترونية، الأسبوع الماضي عزل محمود نوح وأحمد نوح من مناصبهم التنفيذية كرئيس تنفيذي للشركة ورئيس تنفيذي للعمليات بقرار يسري مفعوله اعتبارًا من 6 سبتمبر الجاري، وذلك بعد هروبهم بجزء من أموال الجولة التمويلية التي تم جمعها من عدة صناديق رأسمال مخاطر عالمية علي رأسهم صندوق “كونا كابيتال”، وصافولا، ودراية فينشرز، وشروق بارتنرز وفاونديشن فينتشرز وأكسيون فينتشر لاب بقيمة 33 مليون دولار.
وتعد جولتها التمويلية من أكبر الجولات التمويلية في منطقة الشرق الأوسط في 2020 بعد جولتي “حالا الناشئة” و”مكسب” في ذلك العام، وهي من أكبر الجولات التمويلية في مرحلة التأسيس على الإطلاق، وفقًا لبيانات “ماجنت”.
تعيين ماجد الغزولي
كما قرر مجلس إدارة كابيتر تعيين ماجد الغزولي كرئيس تنفيذي للشركة لحين مثول محمود نوح وأحمد نوح فعليا للاجتماع مع مجلس الإدارة والمساهمين، خاصة بعد مخاوف بعض الموردين والدائنين وأصحاب المصلحة على أموالهم.
وأوضح المجلس أن القرار يأتي بعد امتناع الأخوان عن المثول أمام مجلس الإدارة بعد اضطرابات داخلية، وخلافات بين أعضاء المجلس على طريقة الإدارة، وعدم حضورهم الاجتماعات التي تم عقدها لتواجدهم خارج مصر بدون مبرر واضح.
فقاعة تقييمات الشركات الناشئة
وحذر عدد من المستثمرين والخبراء في مجال التكنولوجيا المالية من فقاعة تقييمات الشركات الناشئة والتقييمات التي باتت مبالغ فيها على حسب وصفهم.
ويقول المهندس عبدالرحمن البوشي الرئيس التنفيذي لشركة فورتي كلاود، وكيل أمازون ويب سيرفيسز (AWS) في مصر، إن ما حدث من مؤسسي شركة كابيتر الأسبوع الماضي سيكون له تأثير سلبي علي كافة الشركات.
وأوضح أن الجولات التمويلية التي تقوم بها الشركات تأثرت خلال الفترات الماضية نتيجة عدة أسباب كالأتي؛ الأوضاع الاقتصادية والحرب بين روسيا وأوكرانيا وزيادة سعر الدولار.
وذكر أن أن الجولات التمويلية ستتراجع بنسبة كبيرة خلال الفترة المقبلة نتيجة تلك الأسباب، مؤكدًا أن الدولة المصرية تمتلك مواهب تعمل في العديد من القطاعات.
حالة فردية
ومن جانبه قال دكتور محمود عبد الحكيم مؤسس منصة دكتور أون لاين، إن هروب الأخوان محمود نوح وأحمد نوح مؤسسين شركة كابيتر، العاملة في مجال التجارة الإلكترونية لن يؤثر علي القطاع نهائيًا خلال الفترات المقبلة، لأنها حالة فردية.
وأضاف عبد الحكيم، أن يوجد شركات كثيرة في السوق المصرية نجحت بشكل كبير خلال الفترات الماضية بعدة قطاعات، أبرزها شركة سويفل التي طرحت في بورصة ناسدك بداية العام الجاري.
وأوضح أن الشباب في مصر أصبح لديهم خبرة كبيرة في التكنولوجيا بالعديد من القطاعات الهامة التي تحتاجها كافة دول العالم خلال الفترة الحالية.
جولة تمويلية جديدة
وقال محمود نوح، الرئيس التنفيذي للشركة، في نهاية مارس الماضي، أن الشركة تقوم بترتيب جولة تمويلية جديدة خلال الربع الثاني من 2022 بقيمة تتجاوز 40 مليون دولار، إلا أن الجولة لم تخرج للنور.
وفي اتصال هاتفي، مع برنامج الحكاية على قناة MBC مصر مساء أمس، قال محمود نوح، الرئيس التنفيذي السابق في شركة كابيتر، إنه على تواصل دائم مع أعضاء في مجلس إدارة كابيتر، وأن الأخبار المتداولة عن الشركة في معظمها هي أخبار مغلوطة.
اقرا المزيد : مؤشرات البورصة تختتم تعاملات اليوم على تراجع جماعي بضغط من مبيعات الأجانب والعرب
لم نهرب بـ33 مليون دولار
وأكد نوح عدم صحة الأخبار المتداولة بشأن هروبه وشقيقه بمبلغ 33 مليون دولار، وهي قيمة التمويل الذي حصلت عليه كابيتر من عدة شركات وصناديق استثمارية في سبتمبر من العام الماضي.
وبحسب نوح، فقد تم ضخ الـ 33 مليون دولار في كابيتر منذ ما يقرب من عام ونصف، مؤكدا على أن كابيتر مملوكة للشركة الأم في الإمارات، وتضم أكثر من 18 مستثمرا، ويملك هو وأخوه الحصة الأكبر بها.
ولم ينف نوح أن التزامات كابيتر الحالية أكبر من أصولها، ما يعني أنها مديونة بشكل فعلي، مؤكدا أنه لم يتم إخطارهم بشكل رسمي بقرار عزلهم.
وأشار نوح أن الأزمة المالية العالمية مؤخرا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية صادفت ضائقة مالية تمر بها كابيتر، وحدث خلاف في وجهات النظر بين المسؤولين التنفيذيين في كابيتر، ما أدى إلى انفجار الوضع.
وحول عدم حضور الأخوين نوح لاجتماعات مجلس الإدارة، قال محمود: “كان عندنا اجتماع مجلس إدارة يوم الأحد اللي فات، وكل الاجتماعات أونلاين، وعشان كده محضرناش، لأن الشركة ليس لها مقر ثابت، وإحنا كمان في دبي، ومهربناش من الاجتماعات كما قيل”.
وأكد نوح، في مداخلته الهاتفية، أن كابيتر دفعت 70% تقريبا من مرتبات موظفيها، والذي يصل عددهم إلى 2000 شخص، بينما لم تستطع الشركة توفير باقي المرتبات بسبب حالة الهرج والمرج التي تعرضت لها.
وتابع نوح: “أكتر حاجة مزعلاني ومضايقاني إن العمالة مش فاهمين حاجة، ومنهم اللي استقال.. وده اللي مش مخلينا عارفين نتصرف.. إحنا بنحاول إن الشركة تكمل عشان ننقذ العمالة”.
وحول حقيقة هروبه وأخيه من مصر، نفى نوح ذلك، وأكد سفره للتعامل مع المستثمرين، كما أكد على عدم إدانته في أي قضايا حتى الآن، ولفت إلى أنه وشقيقه قد يعودان إلى مصر في أي وقت، حيث لا يوجد مانع من عودتهم مرة أخرى.
تفاصيل الأزمة
وكشف رائد الأعمال المصري وليد راشد تفاصيل أزمة شركة كابيتر، على لسان مؤسسي الشركة، التي أدت إلى هروب الأخوين نوح.
وقال راشد إن البداية كانت في أزمة مالية كبيرة واجهتها الشركة مؤخرًا، وبناءً على ذلك قرر المسؤولون عن الشركة أخذ قرض بأسمائهم الشخصية من بنوك مصرية وجهات تمويلية، كحل مؤقت لسداد مرتبات الموظفين ومصاريف الشركة، ووصلت القروض إلى 3 ملايين دولار أمريكي.
وأشار رائد الأعمال إلى أن هذا الحل كان حلًا مؤقتًا لحين الحصول على استثمار مناسب، ففي هذه الفترة كانت الشركة بالفعل تتلقى عروضًا بالبيع من شركتين الأولى سعودية، والثانية أردنية، ولكن لم تغطِ هذه العروض القروض والمصروفات، لذا تم رفضها.
وأكمل راشد حديثه قائلًا إن الشركة تلقت عرض استثمار جيد نوعًا ما، ولكنه كان أقل من طموحات المستثمرين، لذا رُفض العرض، ومع تزايد ضغوط القروض وعدم الوصول إلى اتفاق مع المستثمرين سواء بالبيع أو عرض استثماري جديد تزايدت ديون الشركة.
واستطرد راشد كلامه أن مؤسسي الشركة تعرضوا لمضايقات وهجوم من المستحقين في بيوتهم، وهجوم على أهاليهم في محل سكنهم خارج القاهرة.
وأفاد راشد أن مؤسسي الشركة قررا الهروب خارج مصر قبل اتخاذ الجهات المعنية إجراءات قانونية ضدهم ومنعهم من السفر، وذلك لحين الوصول إلى حل بدلًا من تعرضهم للحبس.
وأكد راشد أن المستثمرين يطالبون المؤسسين الرجوع إلى مصر للتفاوض والوصول إلى حل، وإلا سيتم التشهير بهم واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، ووفقًا لحديثه أنهما لن يتمكنا من العودة خوفًا من القبض عليهما في المطار.
واستكمل رجل الأعمال وليد راشد حديثه قائلًا إنه بحسب المسؤولين فإن كل المراسلات الأخيرة بينهم وبين المستثمرين للوصول إلى عرض استثمار جديد موثقة في إيميلات، وسيخرج المؤسسين لتوضيح كل شيء للرأي العام، ولكن في انتظار الوقت المناسب والقدرة النفسية.
وكانت كشفت مصادر مصرفية أن البنك المركزي المصري يتابع كافة التطورات الخاصة بشركة كابيتر بعد توارد أنباء عن هروب الأخوين أحمد نوح الرئيس التنفيذي للشركة، ومحمود نوح الرئيس التنفيذي للعمليات بعد حصولهم على جولة تمويلية بلغت 33 مليون دولار .
وتأسست منصة كابيتر المتخصصة في مجال السلع الإستهلاكية سريعة الدوران في عام 2020، وتسمح لتجار التجزئة من الشركات الصغيرة والمتوسطة بطلب المخزون وترتيب التسليم والوصول إلى التمويل لدفع ثمن البضائع.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=106994