زاوية نسائية … عالم الفتونة المعلوماتية لجوجل
بقلم : چرمين عامر رئيس الاتصال المؤسسي المصرف المتحد
أهلاً بك .. في مصيدة جوجل للمعرفة الرقمية
مبروك .. أصبحت أسير العلم الموجه
في زمن التيك اواي السريع
دخلت .. مع سبق الإصرار والترصد .. مملكة جوجل المعلوماتية
سوق مفتوح يا باشا 24 ساعة للمعلومة
سوق .. أنت .. الباشا الكبير .. سيد الكون ..
أصبحت سلعة رئيسية فيه
أصبحت يا سيد الكون .. موجه لنمط من السلوك المعرفي الرقمي
برغبة وشغف .. يسري في دمك ببطء للمعلومة
الجادة – الهزلية – الساخرة – وكثيرًا للتريند ..
فقط .. فعّل جرس الاشتراك .. وحتشوف وتتعلم اللي عمرك ما شفته ولا اتعلمته
وفق أوامر الفتوة جوجل
فأنت من الآن .. أسير لمزاج جوجل المعلوماتي وخوارزمياته المستبدة
عايز طبخ تلاقي .. موضة تلاقي .. علم نفس تلاقي .. أخبار وحرب وأسلحة تلاقي .. نميمة تلاقي .. مخلوقات فضائية وسفلية تلاقي .. تنمية بشرية تلاقي .. فنون وثقافة تلاقي .. عربيات تلاقي .. حكايات بنات وفنون السعادة مع الشريك تلاقي .. كله متاح
سوق افتراضي مفتوح يا باشا .. وسماء لا حدود لها
بس فعّل أنت الجرس.
وفي ثواني معدودة .. أغلى كنوز العلم والتعليم بين يديك
المهم اللايك والاشتراك علشان يبقي سهل “تنميطك”
وكله بما يرضيك
جوجل الفتوة
جوجل يقوم بعملية “تنميط” البشر
أي تحديد ميولهم المعرفية
بأساليبه وخوارزمياته المعقدة
فأنظمة جوجل المستبدة وذكاؤه الاصطناعي
استطاع فك الشفرة الشخصية للبشر
ليقوم بمنتهى القوة والذكاء بتوجيههم .. وبكامل إرادتهم
ليأخذ مكانك .. يا سيد الكون .. ويصبح جوجل القوي المستبد
والفتوة الذي يملك زمام معرفة البشر
فيغزي عقولهم ووجدانهم وفكرهم وقتما يشاء
بما يحلو له ووفق سيناريوهاته وأجندته الخاصة.
جوجل المستبد
جوجل المستبد .. اكتشف من سلوك البشر البسيط في محركات البحث عن المعلومة
المجالات التي يفضلونها. والشخصيات والأدوات التي تكون لها تأثير مباشر وغير مباشر عليهم.
مش بس كده !!
قام جوجل المستبد بوضع البشر داخل فقاعات معرفية مربوطة بسلاسل عنقودية هلامية لا متناهية. اسمها Ideological Block فقاعات الأنماط المعرفية.
وفقاً لما قمت أنت وبيدك .. بإدخاله, يا سيد الكون, على محركات البحث
وتحول جوجل من مفعول به لتنفيذ أوامر سيد الكون
إلى فاعل ومسيطر وفتوة يفرض عليك ما يحلو له.
وخد عندك الحكاية الملهمة دي علشان تعرف استبداد جوجل :
بطلة الحكاية, لوجين – طالبة – كل يوم تطلب من على هاتفها الخاص بها خدمة أوبر عن طريق الابليكيشن. وكل يوم تيجي العربية وتاخذها للجامعة في تمام الساعة 8 صباحًا.
في الأول, كان تكلفة الرحلة بسيطة. وكان يومياً لوجين بتلاقي عروض على سعر الرحلة. لغاية ما اتعودت لوجين علي الابلكيشن وباتت أسيرة له.
وتحول الابليكيشن إلى فتوة يمارس الاستبداد بكافة أشكاله.
فالابليكيشن مزودة بذكاء الاصطناعي “نمط” سلوك لوجين فهي تتوجه يومياً الساعة 8 إلى الجامعة.
وكشر الابليكيشن عن أنيابه.
باتت يظهر لها الخدمة بتكلفة مرتفعة مستغلاً حاجة لوجين إلى الحفاظ على مواعيد الجامعة حتى ولو بأعلى تكلفة.
ها أنت, يا سيد الكون .. قد أصبحت أسير لجوجل الفتوة في مملكة المعلومات الرقمية
فتونة جوجل .. ليست قوة فريد شوقي ولا محمود المليجي بعضلاتهم ومظهرهم وهيبتهم التي ترعب كل من يسول له نفسه أن يتعدى حدوده
ولكن ..
فتونة جوجل واستبداده بالذكاء والإبداع والخوارزميات
جوجل استغل 3 عوامل
الشغف الفطري للبشر بتسوق المعلومة والعلم والتعلم – وضحالة وسطحية المعلومة التي يمتلكها جزء من سكان الكوكب – فضلاً عن رغبة بعض البشر في الحصول على المعلومة السريعة والسهلة دون معاناة.
ليبث بداخلهم نوعية من المعرفة الموجه
المعلومة التي بإمكانها السيطرة على البشر وعقولهم على فكر وثقافة وسلوك جيل جديد وباختيارهم.
وأصبحت, يا سيد الكون .. أسير وبكامل إرادتك داخل فقاعات جوجل المعلوماتية
عدم المساواة المعلوماتية في زمن جوجل الرقمي
السؤال هنا .. هل استطاع جوجل “تنميط” السلوك المعرفي لكل البشر وغرز نوعية من المعرفة المسطحة لديهم وإملاء توجهاته عليهم.
تصور .. سؤال مهم !! وخارج المنهج
ولكن الإجابة ستكون عار على جوجل وفتونته
فهناك نحو 3 مليار إنسان .. خارج نطاق الزمن
خارج حدود الفتونة المعلوماتية لجوجل
لأنهم ببساطة لا يمتلكون الانترنت.
62% من سكان الكوكب يعانون من عدم المساواة الرقمية
3 مليار إنسان .. كتبوا نتيجة الفصل الدراسي الأول لجوجل المستبد
فقد أعلنت النتيجة أن جوجل بفتونته حصل على نسبة 38% فقط في بث معرفته وفرض توجهاته على سكان الكوكب.
ولكن .. هل ستصبح هذه النسبة, النتيجة النهائية لسيطرة جوجل؟!
جوجل المجتهد
جوجل مجتهد
ويعاونه كتائب من العقول الاصطناعية التي تتعلم وتتفوق بذكائها وبابتكاراتها
تعمل دون تهاون أو تعب أو كسل أو استسهال
تضع العقل البشري أمامها
لديهم تحدي كبير وثأر دفين
هدفهم يثبتوا وبالدليل أنهم الأفضل
طب إزاي .. وأنتم في الأصل الذكاء الاصطناعي نتاج عقل الإنسان
ولكن في غفلة .. منك يا سيد الكون
وفي ظل اختفاء عنصر الرقابة على المعرفة وعدم وجود قواعد مجتمعية للحماية الأخلاقية وقوانين للممارسات القانونية
قد ينجح جوجل !!
ويكتب بنفسه شهادة إتمام مهمة “تنميط” البشر بنسبة 100%
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=117992