وصف الخبير الاقتصادي محمد العريان، قرارات الفيدرالي الأمريكي الأولية، بأنها مناورات خادعة لسياساته القادمة خلال 2023 مما يشكل خطرًا على استقرار الاقتصاد.
الفيدرالي الأمريكي 2023
وقال الخبير الاقتصادي محمد العريان أن قرارات الفيدرالي الأمريكي الأولية هي قرارات “خاطئة” تصعب مهمة الاستقرار الاقتصادي.
كما أنه يرى أن الفيدرالي الأمريكي سيواجه خيارات غير سارة خلال عام 2023.
ولفت العريان، أنه بتلك القرارات الأولية قد يضطر الفيدرالي إلى التفكير في مناورة خادعة خلال عام 2023.
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
واستعرض العريان رحلة أزمات تضخم الفيدرالي الأمريكي، وذلك منذ عام 2014 عندما كتب العريان بصحيفة فايننشال تايمز بشأن الاحتياطي الفيدرالي.
وأوضح أن بداية التضخم حينها كان 2% ونشأ في نيوزييلاندا عام 1990 وانتشر بعد ذلك في البلدان المتقدمة.
وأكد العريان أن الهدف كان مرتفعًا بما يكفي للسماح بتعديلات الأسعار اللازمة لإعادة تخصيص الموارد المرغوبة للاقتصاد.
هذا بالإضافة إلى تجنب فخ الحد الأدنى الصفري.
ولفت العريان، إلي أنه لم يعد من الممكن الآن خفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد.
فيما أكد العريان أن التضخم ظل حتى ذلك الوقت يتخطى هدف الاحتياطي الفيدرالي بشكل ملحوظ.
وذلك في حين يعد مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) هو مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي.
أما عن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، فقد انخفض في الأشهر الأخيرة من 2022، إلا أنه ظل أعلى 3 أضعاف الهدف.
وقال العريان في أحدث توقعاته الاقتصادية “ما يثير القلق أيضًا نحو تحول عملية التضخم، حيث لم تعد أسعار الطاقة والغذاء تهيمن عليها”.
وأكد العريان بأن دوافع التضخم تأتي بشكل متزايد في قطاع الخدمات، وذلك وفقًا لما نشرته “العربية.نت”.
وفي هذا السياق، أوضح أنه من ضمن قطاع الخدمات التي تزايدت بشكل كبير هو قطاع الوظائف الأمريكية.
حيث أظهرت أحدث بيانات الوظائف الأمريكية الشهرية، ارتفاع الأجور بنسبة 0.06% في نوفمبر الماضي.
وتلك النسبة تعد ضعف توقعات خبراء الاقتصاد، كما تم رفع المتوسط المتحرك لثلاثة أشهر متزايدة باطراد إلى 6%.
التضخم الأمريكي
وفي هذا السياق، توقع العريان أنه من المحتمل أن يثبت التضخم الأساسي لنفقات الاستهلاك الشخصي في أمريكا عند حوالي 4% أو أكثر.
وذلك بدلاً من أن ينخفض التضخم إلى 2-3% بحلول نهاية 2023.
وأشار العريان، إلى احتمالية ثبات التضخم الأساسي لنفقات الاستهلاك الشخصي عندما يسمح بمرور لحظة تضخمية في النظام الاقتصادي.
تحديات الفيدرالي الأمريكي 2023
وقال العريان بأن البنك الفيدرالي الأمريكي يواجه خيارين غير سارين في 2023.
أولهما سحق النمو والوظائف للوصول لهدفه البالغ 2%، والثاني التوافق مع هدف تضخم أعلى والمخاطرة بجولة جديدة من التوقعات التضخمية غير المستقرة.
ماذا يختار الفيدرالي في 2023؟
وقال العريان، أن ملائمة هدف التضخم البالغ 2% سيمثل مشكلة لدى الفيدرالي.
وتوقع العريان بأنه ليس من الواضح على الإطلاق ما سيختاره بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وأضاف العريان أنه من المحتمل في نهاية المطاف أن يكون الهدف المتمثل نسبة 3-4% أكثر صوابًا.
واستشهد العريان بسيولة جانب العرض وتحول الطاقة وإعادة تخصيص الموارد المطلوبة.
وذلك إلى جانب التجربة مع الحد الأدنى الصفر للتضخم خلال العقد الماضي.
مصداقية بنك الاحتياطي الفيدرالي
وتابع العريان أن من المغري للفيدرالي الاستمرار في هدف تضخم بنسبة 2%.
ولكن عند النظر من الجانب العملي فلابد من متابعة هدف أعلى “يقبله الجمهور بمرور الوقت”.
وأكد العريان أن هذا الهدف بعيد كل البعد عن النهج الأمثل وذلك لأنه من الصعب الانسحاب في منتصف الطريق.
كما أكد أنه بذلك يضع الفيدرالي الأمريكي نفسه أمام قضايا أخلاقيه حساسة حول مصداقيته واستقلاله.
عدم اليقين الاقتصادي والهشاشة المالية
وواصل العريان، أنه نتيجة لحالة عدم اليقين الاقتصادي والهشاشة المالية فسيقوم الفيدرالي بأخذ نهج بعيدًا عن الكمال.
وأكد العريان، أن اتباع نهج بعيد عن الكمال قد يكون أفضل مسار للعمل.
وذكر العريان للعربية.نت، أن أحد أصدقائه أخبره بأن اتخاذ مجموعة أولوية من القرارات السيئة تجعل من الصعب جدًا العودة بسرعة إلى المكان الأمثل على الرغم من النوايا الحسنة والجهود المبذولة لذلك.
وفي هذا الإطار، أكد العريان بأن ذلك هو الفخ الذي وقع فيه “الفيدرالي” في سياسته خلال 2021-2022.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=134737