تتسابق الشركات العقارية خلال الفترة الأخيرة لبناء مشروعات تراعي معايير الاستدامة، بهدف التوافق في بناء مشروعاتهم مع نظام التشييد الحديث.
حيث تستهدف أغلب المنشآت العمرانية الجديدة، تبني معايير الاستدامة للحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات الضارة.
وذك بعدما أثبتت الدراسات أن القطاع العقاري يساهم بنسبة 38% من الانبعاثات الكربونية عالميا، وبالتالي يستهلك 40% من الطاقة.
إلا أن تكاليف البناء الأخضر تقف عائقا أمام الشركات، بسبب ارتفاعها، فلماذا لم تتبنى الدولة مبادرة لتحفيز الشركات على اتباع معايير الاستدامة؟.
قال فتح الله فوزي، رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن مبادرة الدولة لتحفيز القطاع العقاري لم تنص على بنود للبناء الأخضر.
موضحا لـ”الاستثمار العربي” أن القطاع العقاري يعيش فترة غير مستقرة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج.
كما أشار إلى أن تكلفة البناء الأخضر أو المباني التي تراعي معايير الاستدامة ترتفع بأكثر من 15% عن البناء العادي.
فيما تتحدد النسبة وفقا لتطبيق أي درجة من معايير الاستدامة.
وكذلك نوه إلى أن الشركات ستلتزم بالبناء وفقا لمعايير الاستدامة دون غيرها عندما تكون القوانين ملزمة بذلك .
وأيضا عندما يشتمل مطابقات أعمال التنفيذ لبنود البناء الأخضر كأحد الشروط.
قال محمود العدل، رئيس مجلس إدارة شركة إم بي جي للتطوير العقاري، إن تكاليف البناء الأخضر ترتفع مقارنة بالمباني العادية بأكثر من 30%.
وأوضح لـ “الاستثمار العربي” إلى أن معايير الاستدامة تتطلب إعادة دوران لمياه الشرب والصرف الصحي.
وكذلك طرق أخرى لتوليد الطاقة حتى لا يعتمد المشروع كليا على الطاقة الكهربائية.
مساحات خضراء
فيما أشاد باتجاه الدولة للتوسع نحو المدن الخضراء والاتجاه إلى تخصيص ما لايقل عن 15 متر لكل فرد كمساحات خضراء.
مما يعني أن تقوم الشركات بالبناء على مساحات أقل.
وأكد أن كل المشروعات يمكن أن تتبع قواعد البناء الأخضر والتي تحافظ على البيئة وتراعي معايير الحد من التغييرات السلبية المناخية.
وقال محمد البستاني، رئيس جمعية مطورى القاهرة الجديدة والعاصمة الادارية، إن مشروعات البناء الأخضر ترتفع بحوالي 10% مقارنة بالبناء العادي.
المدن الذكية
موضحا لـ”الاستثمار العربي” أن التوجه الحالي للمدن الخضراء والذكية، كما في العاصمة الإدارية الجديدة.
والتي تمتلك نسبة كبيرة من المباني التي تراعي الاستدامة.
حيث تتراوح نسبة المباني الخضراء في العاصمة الإدارية بين 30 إلى 40% .
كما أشار إلى وجود منظمات تعطي منح غير مستردة للمطورين الذين يقومون بتشييد مشروعاتهم وفقا لمعايير البناء الأخضر .
مشروعات تراعي الاستدامة
يعتبر مشروع «المونت جلالة» واحدًا من أبرز مشروعات «تطوير مصر» التي تعمل على ملف الاستدامة.
وتهتم بعدم إهدار أي موارد طبيعية، في كل الصخور التي يتم استخراجها من الموقع.
والتي تُستخدم بكل الأشكال المُمكنة، ويتم استخدام الصخور الكبيرة في الحوائط السد، والأخرى الصغيرة في خلطات الخرسانة، وغير ذلك.
جولدن جيت
وكذلك تملك شركة ريدكون مشروع “جولدن جيت” على مساحة 160 ألف متر مربع في قلب القاهرة الجديدة.
والذي يتمتع بأكبر واجهة تطل على شارع التسعين الجنوبي بطول كيلو متر أمام الجامعة الأمريكية.
فيما يضم مباني إدارية وتجارية وترفيهية وأماكن مفتوحة وممرات مشاة داخلية كبيرة ويقدم تجربة متكاملة للمستخدمين.
ويطبق المشروع نهج الاستدامة ابتداءً من مرحلة التصميم وصولاً إلى الإنشاء والتشييد.
وتساهم الشركة من خلال مشروع جولدن جيت في تحقيق 8 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=181750