توترات باب المندب تجبر ناقلات النفط على تغيير مسارها.. وتوقعات بزيادة الأسعار 30%

«القليوبي»: 7.5 ملايين برميل يمر من باب المندب يوميًا

>> أكثر من 75% من النفط العابر لباب المندب يخص الدول العربية وتحديدًا السعودية

>> توقعات بزيادة أسعار النفط 30% بسبب التوترات الجارية

«عرفات»: ناقلات النفط مجبرة على تغيير مسارها إلى رأس الرجاء الصالح

>> ضرب ناقلة نفط واحدة تسبب أقصى درجات الدمار.. وزيادة الأسعار تعتمد على حجم الطلب

>> توقعات بأن تتخطى أسعار النفط 100 دولار للبرميل خلال أسبوعين

 

قلق شديد يخيم على الاقتصاديات العالمية، بعد توسع الصراع في البحر الأحمر وتدخل أمريكا وبريطانيا بضرب الحوثيين في اليمن، بعد الهجمات البحرية التي اعترضت السفن الإسرائيلية تنديدًا بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة.

التوترات في البحر الأحمر أجبرت ناقلات النفط على تغير مسارها لطريق أبعد وأطول يستغرق مدة زمنية أطول ويستهلك كمية أكبر من الوقود.
وهو ما دفع مختصون في قطاع البترول بتوقع ارتفاعات قوية في أسعار النفط عالميًا، ومن ثم تأثر مصر على اعتبار أنها بلد مستورد بدرجة كبيرة للمحروقات.

• خناق اقتصادي

قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول بالجامعة الأمريكية، إن ما يحدث في باب المندب يؤثر بشكل سلبي على قطاع البترول ويستهدف الخناق الاقتصادي على مصر والدول العربية.
كما أضاف أستاذ هندسة البترول، لـ”الاستثمار العربي” أن منطقة باب المندب يمر بها أكثر من 7.5 ملايين برميل نفط يوميًا.
لذلك عندما يحدث اضطرابَا في هذه المنطقة فالأكثر تأثرًا هو الجانب الأوروبي، خاصة أنه يعتمد على باب المندب.

• بترول الدول العربية

وكذلك منطقة قناة السويس في المرور لأكثر من 75% من شاحنات البترول تخص الدول العربية.

وبالتالي سوف يتأثر خاصة في الوقت الحالي وكونه وقت شفاء قارص.

كما أكد أن الاقتصاديات الأوروبية ستعاني من هذه التوترات، وهناك توقعات بأن ترتفع أسعار الوقود في أوروبا لأكثر من 30%.

بينما أوضح أن تأثير مصر بالدرجة الأولى سيكون في عائدات قناة السويس.

• السلع المستوردة

في حين نوه إلى أن هناك تأثر أيضًا على ارتفاع أسعار السلع المستوردة وخاصة الحبوب، إلا ان مصر لديها ملاحة حكومية لنقل السلع الاستراتيجية.
كما نوه إلى أن ما يحدث في باب المندب يستهدف مصر بالدرجة الأولى ثم باقي اقتصاديات الدول العربية.
في حين قال إنه وفقا لنظرية العرض والطلب قفزت أسعار النفط مباشرة عقب ضرب اليمن.
إذ أنه عندما يحدث نوعًا من عدم التأمين في الممر البحري لمرور حاويات البترول.

يرتفع الطلب مباشرة على النفط خوفُا من وقف حركة المرور وبالتالي تعطل الإمدادات.
بينما نوه إلى أن 75% من حصة الأوبك ستتوقف بنسبة 80% نتيجة لهذه التوترات، وبالتالي تتأثر أسعار النفط سلبا.
فيما توقع القليوبي أن يصل سعر برميل النفط إلى 95 دولار وقد يتخطى الـ100 دولار للبرميل خلال الأسبوعين المقبلين.

• المخزون النفطي

بينما ذكر أن ارتفاع أسعار النفط سيفيد الولايات المتحدة الأمريكية ومن لديهم مخزون نفطي كافي مثل الصين واليابان.
إذ أن أمريكا تنتج 12.5 مليون برميل يوميًا ولديها مخزون استراتيجي من النفط يصل إلى 4 سنوات.

ومن جهته، قال حسام عرفات أستاذ البترول والتعدين بكلية الهندسة جامعة القاهرة ورئيس شعبة المواد البترولية باتحاد الغرف التجارية سابقًا، إن باب المندب هو الخطر الداهم بالنسبة لناقلات البترول.

• أقصى درجات الدمار

وأضاف عرفات لـ”الاستثمار العربي” أن الدمار الناشئ عن ضرب ناقلة بترول أقصى درجات الدمار إضافة إلى التلوث البيئي.
كما أكد أن التخوفات على ناقلات النفط تجبرها لتغيير مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
من ثم أوضح أنه بالتأكيد سترتفع أسعار الشحن وبالتالي ارتفاع أسعار النفط الخام، ويتوقف على حجم الخسائر ومقدار الطلب مقارنة بالعرض.
بينما نوه إلى انه حاليًا معدلات الطلب مرتفعة في أوروبا فقط بسبب انخفاض درجات الحرارة، إذ انه معرض للتجمد بسبب تراجع درجات الحرارة.

• الصعود متواصل

فيما أكد أن أسعار النفط ارتفعت عقب ضرب اليمن مباشرة بنسبة كبيرة، وتواصل الصعود ما دام هناك توترات.
في حين نوه إلى أن مصر ستتأثر من جهه استيرادها للزيت الخام، إذ أنها تعتمد على السعر العالمي بعد خصم نسبة التكرير الذي تقوم به.
بينما أشار إلى أن ما يحدث حاليًا رغم تأثيراته الواضحة حتى الآن ما زال مناوشات، والرؤية ضبابية، إذ أنه بقرار دولي واحد قد تنقلب الموازين.
وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 4 %، الجمعة الماضية، مع شن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن.
وكان ذلك ردا على الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين على سفن بالبحر الأحمر.

• توسع الصراع

وزادت الضربات الأمريكية والبريطانية من مخاوف السوق بشأن تحول الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.
ما يؤثر على إمدادات النفط من المنطقة، وخاصة تلك التي تتحرك عبر مضيق هرمز الحيوي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.11 دولار أو 4.03 % إلى 80.52 دولار للبرميل.
فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3.01 دولار أو 4.14 % إلى 74.97 دولار.

• ناقلات تضررت

وقالت بلومبرج، إن حوالي 209 من ناقلات النفط تضررت -4% من أسطول شحن النفط العامل- من التصعيد الجاري في أزمة البحر أحمر مع استثناء ناقلات النفط التابعة لروسيا وإيران، أو تلك المتجهة إلى اليمن.