أزمة الدواجن تتكرر كل عام مع اقتراب شهر رمضان، والذي يتزايد إقبال المواطنين فيه على شراء السلع واللحوم والدواجن، وفي الوقت الذي تسجل فيه الدواجن أسعارًا تجاوزت الـ100 جنيها للكيلو للمستهلك، فبدأ الكل يتساءل ماذا سيحل في الأسعار بحلول شهر رمضان، حيث يرتفع الطلب في ظل نقص المعروض، مما يضاعف الأسعار.
وسجلت أسعار الدواجن مستويات قياسية لتتجاوز مستوى الـ100جنيه للكيلو للمستهلك، وبالتالي تشهد السوق المحلية أزمة في الدواجن.
إنتاج الدواجن
قال دكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إن هناك تراجعًا في الإنتاج الداجني بنسبة 40% خلال الفترة الحالية، منذ الأزمة الماضية.
وذلك نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير في ظل ارتفاع مستلزمات الإنتاج من الذرة والصويا.
منوها إلى أنه كان من المستهدف دخول نحو 20% من المربين خلال الفترة الحالية مع الاستعداد لشهر رمضان، ولكن نظرا لارتفاع أسعار الأعلاف، لم يدخل أحد في دورات جديدة.
استيراد الدواجن
وطالب الدولة باستيراد نحو 150 ألف طن من الدواجن قبل حلول شهر رمضان لسد النقص في الفجوة، خاصة مع زيادة الاستهلاك في رمضان بنحو 20%.
أسعار الدواجن
وقال السيد إن أسعار الدواجن تسجل حاليا نحو 85 و87 جنيها للكيلو بالمزرعة، في حين تصل إلى المستهلك بنحو 90 و93 جنيها للكيلو.
منوها إلى أن سعر الأعلاف يسجل حاليا نحو 29 و31 ألف جنيه للطن.
ويصل حجم إنتاج مصر من الدواجن إلى 900 مليون طائر يوميا، في حين يبلغ معدل الاستهلاك 180 ألف طن شهريا.
ومع تراجع حجم الإنتاج بنحو 40%، يصل معدل الاستهلاك إلى 110 ألف طن شهريا، ونحو 8.5 إلى 9 مليار بيضة بدلا من 14 مليار بيضة.
البرلمان
وقال النائب محمد زين عضو مجلس النواب إن صناعة تربية الدواجن من أهم الصناعات التي توليها الدولة اهتمامها وتعتبر أمن قومي للبلد ولابد من تدخل الدوله لحمايتها .
وذلك عن طريق تخفيض تكلفة الأعلاف والأدوية اللازمة مع ضرورة توفير العملة اللازمة لاستيراد الأعلاف والأدوية بأسعار البنك المركزي.
حيث ينبغي ألا نتركهم فريسة للسوق السوداء وذلك للحفاظ علي تلك الصناعة، منوها أن الاستيراد ليس الحل الأمثل ولكن من الممكن أن يكون في حدود ضيقة لسد الفجوة بين الانتاج والطلب .
لافتا إلى أن التوسع في الاستيراد يفقدنا صناعة محليه في غاية الأهمية وخاصة أن تلك الصناعة يعمل فيها أعداد كبيرة من أبناء المجتمع.
حيث أن زيادة حجم الاستيراد يفقدنا الصناعة نفسها، بجانب زيادة نسبة البطالة.
وأضاف “إذا تم التوسع في الاستيراد سيتم القضاء علي الصناعة، ولذلك لابد أن يكون الاستيراد مقننا، كما أن تدخل الدولة ودعم الصناعة أفضل من الاستيراد”.
خاصة أنه يكلفنا عملة صعبة في ظل الظروف الاقتصادية، منوها إلى ضرورة تشديد وزارة التموين على أداءها الرقابي على التجار الجشعين.
انفراجة مرتقبة
وقال ثروت الزيني نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، أنه لدينا اكتفاء ذاتي من الدواجن والبيض، مؤكدا أنه لا يوجد تخزين أو احتكار لها.
منوها أن 75% من الأعلاف مرتبطة بالنقد الأجنبي، مؤكدا أن هناك توقعات بحدوث انخفاض تدريجي للأسعار.
وأشار ثروت الزيني إلى أن أسعار الأعلاف تراجعت وهذا ما سينعكس على أسعار الدواجن، مؤكدا أن 95% من الدواجن في مصر تباع حية.
وتستهلك مصر نحو 700 ألف طن شهريا من مستلزمات الإنتاج حيث تستهلك 500 ألف طن من الذرة و200 ألف من الصويا.
الإفراج عن الأعلاف
ويذكر أن وزارة الزراعة لم تعلن عن أي كمية للإفراجات عن مستلزمات الأعلاف منذ اكتوبر الماضي .
وقد أعلن السيد القصير وزير الزراعة، في أكتوبر الماضي أن الإفراج شمل 175 ألف طن من الذرة بحوالي 63 مليون دولار وحوالي 85 ألف طن من فول الصويا بقيمة حوالي 64 مليون دولار.
وأيضا إضافات أعلاف بحوالي 6 ملايين دولار، ليكون إجمالي ما تم الإفراج عنه خلال الفترة من (16 أكتوبر 2022 حتى 21 سبتمبر 2023) 7.8 مليون طن بإجمالي مبلغ 3.7 مليار دولار .
أزمة مشابهة
جدير بالذكر أن شهدت مصر أزمة في الدواجن خلال نفس الفترة من العام الماضي، حيث سجلت أسعار مرتفعة وصلت لـ96 جنيها للكيلو للمستهلك خلال فبراير الماضي.
وبالفعل نجحت الدولة في خفض الأسعار حتى وصلت لـ61 جنيها للمستهلك.
وذلك من خلال الإفراج عن الأعلاف والسماح باستيراد الدواجن في بعض الأحيان لتغطية الطلب على المحلي.
وفي فبراير 2023، استوردت الدولة 50 ألف طن من الدواجن البرازيلي، لسد العجز في السوق المحلي من الدواجن.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=256267