«أكثر من تريليون دولار».. ماذا تستفيد مصر من استعادة إدراجها في جي بي مورجان؟

صرح الدكتور محمد معيط وزير المالية، أن هناك نية لاستعادة إدراج مصر ضمن مؤشر سندات الأسواق الناشئة جي بي مورجان، بعد توفير حصية دولارية كافية بعد الاتفاق على مشروع تطوير رأس الحكمة..

والذي أعقبه تحرير سعر الصرف، والقضاء على السوق السوداء، إذ أن مصر خرجت من المؤشر نتيجة لشح السيولة الدولارية التي استمرت حوالي سنتين، إذن فكيف تستفيد مصر من العودة لإدراجها في المؤشر؟

• تحويلات الأرباح

يقول الدكتور هاني جنية، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، إن مصر دخلت مؤشر جي بي موجان في أوائل 2023، وتم وضعه تحت المراقبة بسبب تحويلات الارباح خارج مصر.

وأضاف جنينة إن عودة مصر لهذا المؤشر تعني اطمئنان المستثمرين، وكونهم يستطيعون البيع والشراء بسهولة.

بينما ذكر جنينة، انه كلما زاد الطلب في السندات الدولية، كلما قلت الفوائد.

• ضعف السيولة

وتابع: عند شراء المستثمر لأي أصل، إذا شعر أن السيولة ضعيفة، يمكن أن يبيعه بخسارة، مما يرفع قيمة العائد على السند حتى يستطيع تعويض هذه الخسائر.

لذلك فكون السيولة مرتفعة نتيجة أن يكون هناك سوقا نشطا على مستوى العالم، يجعل العائد على السندات أقل، بالتالي يقلل من تكلفة الاقتراض الحكومي.

ويقول الدكتور عمرو صالح استاذ الاقتصاد، ومستشار البنك الدولي السابق، إن مؤشر جي بي مورجان، أحد المؤشرات المالية العالمية، التي تديره شركة جي بي مورجان، وهي من الشركات التي تمتلك بنوك ومؤسسات تمويل واستثمارات كبيرة حول العالم.

• مؤشر ذا مصداقية

وأكد أستاذ الاقتصاد أن هذا المؤشر أصبح له مصداقية ويتبعه الكثير من المستثمرين خاصة أنه خاص بالأسواق الناشئة.

بينما أشار إلى أهمية المؤشر أنه مراقب من قبل الكثير من المستثمرين المهتمين بالاستثمار في الأسواق الناشئة ومنها مصر.

وبالتالي دخول مصر في المؤشر يعني أن هناك سوق سندات حكومية قادر على استيعاب المستثمرين، أما عدم وجود مصر في المؤشر فيعني عدم وجودها على ساحة المستثمرين.

• سوق واعدة

وأكد أن وجود مصر في هذا المؤشر يعني أنها سوق واعدة ولديها سندات حكومية، وبالتالي المستثمرين ستتبع حجم ومستوى مصر في المؤشر.

إذ أنه كلما ارتفع ترتيب مصر كلما ارتفعت جاذبيته لدى المستثمرين الأجانب لشراء السندات الحكومية.

بينما ذكر أن وزن المؤشر أكثر من تريليون دولار، سندات حكومية، لذلك فهو يقيس حجم كبير من الأموال والاستثمارات حول العالم.

• تجذب استثمارات

وقالت عالية المهدي، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، الأسبق، إن إدارج مصر مجددا في مؤشر جيه بي مورجان يضعها ضمن الإطار الدولي للاستثمار حيث أنه موسسة عالمية يرجع إليها المستثمرين قبل الاستثمار في أي دولة .

وأوضحت أنها مؤسسة دولية لها سمعة كبير في السوق العالمي وإدارج الدول بها يؤثر إيجابيا على معدلات النمو الاقتصادي بها .

وأشارت إلى أن قدوم المستثمرين للاستثمار في الدول عقب إدارجها يتوقف على إجراءات مكملة متعددة من قبل الدولة نفسها .

• سوق موازي

قال الدكتور محمد انيس، الخبير الاقتصادي، إن خروج مصر من جي بي مورجان، بسبب قلة تحويلات عملات النقد الأجنبي، وبسبب وجود سوق موازي في مصر.

وبالتالي تعتبر أسباب مباشرة لخروج مصر من مؤشر الأسواق الناشئة، خاصة وأنها استمرت على هذا الوضع ما يقرب من سنتين، وارتفعت شكاوي المستثمرين.

وأضاف أنيس ان مفاوضات دخول مصر لهذا المؤشر استمرت أكثر من عام ونصف، وبالتالي عودة مصر من هذا المؤشر من غير المتوقع أن تكون سريعة.

• صناديق التحوط

بينما ذكر أن وجود مصر ضمن هذا المؤشر مفيد، لأن هناك صناديق تحوط واستثمار دولية مرهونة بمؤشرات جي بي مورجان.

وأشار إلى أن خروج سندات دولة معينة من هذا المؤشر يترتب عليه أن هذه الصناديق والبنوك الاستثمارية لا ينظرون إلى سندات هذه الدولة.

لذلك فعودة مصر لهذا المؤشر ينتج عنه أن يكون هناك فرصة أكبر للتمويل وصناديق تحوط كبيرة وبنوك استثمار كبيرة تتابع السندات المصرية.

إضافة إلى أن مصر ستستفيد من انخفاض تكلفة التمويل ونسبة العائد على السند التي تسددها مصر في مقابل بيعها لهذه السندات.