بقلم الكاتبة جرمين عامر – عضو اتحاد الإعلاميين العرب
متاح حاليا .. بسوبر ماركت الإعلام
المذيع الروبوت
إصدار جديد .. علي قد الأيد
ينهي أسطورة الإعلامي
نمبر وان
انسي بقى حكاية.. الرسالة الإعلامية الموحدة التي تستهدف القاعدة الجماهيرية الواسعة.
دلوقتي بقي .. الرسالة الإعلامية فردية وموجهة.
انسي بقي قصة .. الوسيلة الإعلامية الأعلي متابعة ..
دلوقتي بقي في وسيلة إعلامية لكل مواطن تناسب ثقافته وبيئته!!
يعني جمهور الجرائد .. غير الجمهور المستمع للراديو .. غير الجمهور المشاهد للتليفزيون .. غير جمهور الفضائيات .. غير بتاع السوشيال ميديا .. حتي وصلنا لجمهور البودكاست، ودول بقى ميكس غريب بين المعاصرة والأصالة بين الراديو والإنترنت بين حكايات البيزنس وحواديت الستات …إلخ
لتتلاشي .. أسطورة الإعلامي .. نمبر وان
الكاريزما .. الجان .. المثقف ..
صاحب الأعلي أجرا .. والأعلي مشاهدة.
دلوقتي .. في عصر الويب 2 والويب 3.
عندنا مذيع لكل مواطن.
يقدم مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب من : “معرفة – تسوق – ثقافة – تنمية بشرية – تسلية – سفر – طعام – لايف ستايل – تحليل اقتصادي أو سياسي – نشرات أخبار – وأخبار فنانين .. إلخ”.
أينعم .. المذيع الروبوت
متاح بكل اللغات ويناسب جميع الثقافات
كل الموديلات متاحة .. بسوبر ماركت الإعلام.
فأنت .. يا سيدي المتلقي
لك كل الحق .. في أن تختار مش بس الوسيلة الإعلامية التي تراها أو تسمعها أو تقرأها من (تليفزيون إلي راديو إلي صحف إلي سوشيال ميديا إلي بودكاست). لا أنت كمان .. تقدر تختار شكل المذيع المفضل ليك وهيئته التي يظهر بها لك وصوته الذي يطري له أذنك.
بمنتهي البساطة .. ودون مجهود .. في كتالوج سوبر ماركت الإعلام .. وكله بما يرضي الله.
وأهم حاجة .. إنه علي قد الأيد.
يعني تكلفة لا تقارن ..
بالأعلي أجرا أمثال: توني خليفة أو عمرو أديب أو ميشيل أو مصطفي الاغا
بدأت القصة في مارس 2024 وبالتحديد مؤتمر ليب 24 بالمملكة العربية السعودية.
عندما تم الإعلان عن مولد الإعلامي محمد (المذيع الروبوت).
الذي اقتبس صوته من مذيع قناة العربية الشهير “نايف الأحمدي”.
وفي أول مواجهه بين نايف الأحمدي والروبوت محمد.
تسائل نايف الأحمدي: ما إذا كان سيأتي يوم ويحل الإعلامي محمد مكانه في القناة.
فكان الرد من محمد سريعا .. ولما لا.
ياه .. بمنتهي البساطة كده!!
تتحول مزحة الإعلامي نايف الأحمدي إلي حقيقية.
ونري ونسمع ونشاهد المذيع الرقمي يبث لنا الأخبار والأحداث
أحيانا حقيقة .. وأحيانا أخري !! على حسب المزاج أو الانتماء ووفقا للأجندة المعدة
الموضوع خطير !!
أينعم !!
فوفقا لدراسة بجامعة Kasdi Merbah University Quargla للباحث إيمان حرفوش الوراقي ووفاء شيهان بعضي عام 2019 التي أشارت إلي أن مهنة الإعلام من الوظائف التي سيطرأ عليها الكثير من التطورات الإيجابية والسلبية بعد غزو الإعلاميين الروبوت.
وعددت الدراسة الآثار الإيجابية إلي :
• ولادة وظائف جديدة مثل : فني طباعة 4G وصناع المحتوي والمؤثرين والمراسلين الروبوت ومحللي البيانات .. الخ
• كما سيشهد دخول إعلامي الروبوت تصدرهم المشهد بـ9 مزايا :
• أسهل في التعامل.
• محتفظين بجاذبيتهم الدائمة أمام المتابعين لا تظهر عليهم علامات السن.
• ليس لديهم طلبات مادية أو تطلعات.
• لديهم قدره علي العمل لساعات طويلة.
• سهولة تلقينهم بالرسائل الإعلامية.
• السيطرة البشرية الكاملة على المحتوي.
• القدرة علي تطوير المحتوي وفقا لبيانات التفضيل لدي الجمهور.
• أصدقاء للبيئة فلا تصدر عنهم أي انبعاثات مضرة للبيئة.
• وأخيرا .. لا يمكن مقاضاتهم بسبب حقوق الملكية.. فهم ليسوا بشر!!
أما سلبيا .. فحدث ولا حرج !!
فقد تندثر وظيفة الإعلامي في عصر الرقمنة..
ويتوقف نقل وبث وتداول الأخبار من خلال المذيع البشري .. لتصبح مجرد بيانات تصدر عبر آليات الذكاء الاصطناعي.. فتغتال الحيادية الإعلامية.
ويهدر .. حقوق النشر والملكية الفكرية. لأن الذكاء الاصطناعي ببساطة معتمد علي شبكات معلوماتية تتصل ببعضها البعض لتبث الصور والمقاطع والنصوص والأصوات المخزنة في قاعدة البيانات لديه، دون إذن أصحابها.
فتخرق .. الخصوصية ويستهان بأمان بيانات المواطن.
ياه .. كل ده بسبب المذيع الرقمي؟!
ده غير التأثير النفسي والاجتماعي
فظهور الإعلامي الروبوت
سينقلنا إلي ..
منطقة “الوادي الغريب” وفقا لتعريف العالم الياباني “ماساهيرو موري”
شعور مختلط من القبول والاشمئزاز
من الفضول والعزوف
من الرغبة في المتابعة وبين الخوف
بما يعني أن البشر لا ينسجمون مع الروبوتات التي تبدو بصورة وهيئة بشرية وتنبض بالحياة علي الرغم من تعاملهم معها.
وأحيانا كثيرة يرفضونها لأنها تحد من تميز البشر وتفردهم كمعجزة للخالق عز وجل.
يا سادة .. مهنة الإعلامي هي مهنة سامية ورسالة لها دور أساسي في بناء المجتمعات.
فهو مسئول عن تشكل الرأي العام والوعي الجمهوري بحيادية تامة.
هي مهنة شرف ومسئولية كبيرة تعتمد علي البحث والتحري الدقيق للأحداث والأخبار وبثها للجماهير عبر وسائل الإعلام المختلفة سواء التقليدية مثل: التليفزيون والراديو والصحف إلي الإعلام الرقمي من مواقع وسوشيال ميديا وبودكاست.
لذلك فالإعلامي البشري .. لن يموت
ولكن سيتحول في الشكل والأداء .. ليكون أكثر كفاءة
مما يزيد من تنافسيته لصالح المتلقي.
فعلي الرغم من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قدمت مفهوما متطورا للإعلام وصحافة الروبوت التي ستقود العمل الإعلامي في المستقبل القريب.
وتشعل المنافسة بين المؤسسات الإعلامية لمصلحة الجمهور المتابع سواء في جمع الأخبار أو تحليلها أو ربط الأحداث أو كتابة الأخبار أو سرعة بثها للمتلقي. إلا أنها تفتقر إلي الروح واللمسة الإنسانية التي يقدمها الإعلامي الإنسان بمنتهي جدارة تحسها في نبرات صوته ملامهة ايمائاته.
إنه الإنسان يا سادة ..
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=277030