بدأت البورصة المصرية منذ فترة مسار التراجع، والخسائر شبه اليومية، بعدما حققت ارتفاعات قياسية خلال العام الماضي، ولاسيما بعد انتهاء أزمة الدولار وهدوء السوق نسبيًا وهو ما يفرض تساؤلا هل ما زالت البورصة وجهة استثمارية رغم الخسائر التي تتكبدها؟
-
ارتفاعات لم نراها من قبل
يقول هشام حسن مدير إدارة الاستثمار بشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية، إن البورصة حققت مالم يحققه الكثير من مصادر الاستثمار خلال العام الماضي والعامين الماضيين.
وأضاف هشام حسن لـ«الاستثمار العربي» أن البورصة كانت ترتفع منذ نهاية 2021 وأنهت 2023 بارتفاع أكثر من 33 ألف نقطة، لم تراها من قبل وكان ذلك بفعل التحوط مع وجود الازمة الدولارية.
وأوضح أن المستثمرين كانت تتجه لأوجه متعددة للتحوط، من ضمنها البورصة، وارتفع خلالها المؤشر من مستويات الـ 9000 نقطة لمستويات تاريخية لم نصل إليها من قبل.
-
الأحداث الجوهرية
وأكد أنه لا يوجد سوق على وجه الأرض مستمر في الصعود أو في الهبوط دائما، لكنها فترات تنعكس فيها آداء المؤشرات حسب الأحداث الجوهرية الموجودة في تلك الفترة.
فيما أوضح أن أعلى نقطة وصلت لها البورصة المصرية كانت مصاحبة لصفقة رأس الحكمة، وحسب القاعدة المعروفة «اشترى على إشاعة وبع على خبر».
وهو ما حدث بالفعل، بدأت البورصة في التراجع مع انتهاء صفقة رأس الحكمة وتراجع السوق السوداء للدولار.
إذن ما يحدث الآن هو جني أرباح، خاصة وأن بعض الاسهم حققت ارتفاعات فاقت الـ500% من الطبيعي أن تواجه عمليات جني أرباح.
-
مستوى المؤشر
وتراجعت البورصة لأدنى الـ30 ألف نقطة، ثم الـ28 ألف نقطة، والآن بعد أن كون المؤشر الاتجاه الهابط، فحاليًا عند مستويات الـ25 ألف نقطة وهو مستوى جيد.
وأكد أن ما تراجعات البورصة حاليًا طبيعي، ومنطقي، وهو حدوث عمليات تصحيح يواكب فيها المؤشر بعض التراجعات للبحث عن منطقة قاع، أو منطقة يظهر عندها مستويات جيدة للطلب.
تدفع مرة أخرى في اتجاهات جديدة، إضافة إلى ظهور أخبار اقتصادية جيدة، وهذا ما يحدث حاليًا.
-
انعكاس الآداء الاقتصادي
لذلك فالبورصة الآن من المفترض أن تعكس آداء اقتصادي، والاقتصاد حاليًا في مرحلة تحولية ما بين التحوط إلى النمو الاقتصادي مرة أخرى.
وذكر أن الفترة التحولية هذه تستغرق من 3 إلى 6 أشهر، لذلك المؤشرات تدخل شهرها الثالث ما بين التراجع والارتفاع ومستمرة حتى شهر 7 و8، تعتبر منطقة هدوء.
وذلك إلى أن يبدأ الاقتصاد المصري في التحسن وتظهر أرقام ومؤشرات تدعم هذا التحسن، سترتفع البورصة في موجة جديدة.
قال إن البورصة اخترقت مستوى الـ18 ألف كقمة تاريخية عام 2018، وارتفعت حتى منطقة الـ 33 ألف بنهاية 2023.
-
موجة ارتفاعات جديدة
ومنطقة التراجعات تكشف عن مستقبل البورصة، أي أن البورصة إذا استطاعت البقاء أعلى مستوى الـ18 ألف من المدى المتوسط إلى الطويل.
هذا يعني أنه خلال الفترة من 3 سنوات حتى 5 سنوات القادمة سيكون لديها موجة ارتفاعات جديدة قد تفوق الـ33 ألف نقطة.
خاصة إذا استقرت أعلى مستويات الـ18 ألف نقطة، مع هدوء الأوضاع الجيوسياسية التي نحن بصددها الآن.
أما زيادة توترات الاوضاع الجيوسياسية سوف تدفع الذهب والنفط للزيادة والعكس على البورصات، إذ أن الأخيرة ترتفع في ظل استقرار الأوضاع وليس توترها.
-
آداة تحوط
ويقول هشام حمدي، محلل مالي ببنك الاستثمار النعيم، إن البورصة خلال العامين الماضيين كانت تستخدم كآداء تحوط، لدرجة أن الشراء بها كان «شراء أعمى» تحديدا أسهم التصدير.
وأضاف لـ«الاستثمار العربي» أن توقعات الدولار كانت مرتفعة الفترة الماضية، وهي التي كانت تدعم ارتفاع مؤشرات البورصة.
وأكد ان الوقت الحالي بالنسبة للمستثمرين، لا داعي فيه للتحوط، خاصة بعدما اختفت السوق السوداء.
-
تصحيح عنيف
بينما ذكر أن الربع الثاني في البورصة سيستكمل آداء الربع الاول بتصحيح، وقد يكون تصحيحًا عنيقًا نسبيًا.
أكد حمدي، أن البورصة كالستمار طويل الأجل جيدة جدًا، خاصة وأن هناك أسهم رخيصة جدًا بالنسبة لحجم أعمالها، ولكن ما يحدث هو تصحيح فقط.
فيما أوضح أن البورصة ما زالت جاذبة للاستثمار، ويدعمها خطوة بسيطة من البنك المركزي بتخفيض الفائدة وتقديم بعض الحوافز للمستثمرين.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=289640