حذر رئيس وزراء الصين، لي تشيانغ، من العواقب السلبية على العالم إذا انفصلت البلدان اقتصاديًا عن بعضها بعضًا، مؤكدًا أن إجراءات الانفصال الرجعية لن تسفر سوى عن جر العالم إلى دوامة مدمرة.
رئيس الوزراء الصيني
وفند رئيس الوزراء الصيني خلال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي اليوم في مدينة داليان بشمال شرق الصين، بشدة الانتقادات بأن سياسة بلاده الصناعية أسفرت عن سعة إنتاجية مفرطة.
وأوضح “لي” أن إجراءات الانفصال الرجعية لن تسفر سوى عن جر العالم إلى دوامة مدمرة، إذ تنتهي المنافسة الضارية على حصة أكبر بتضاؤل الموارد المتاحة باستمرار. هذا أمر لا نريد حدوثه”.
مزاعم مرفوضة
دافع “لي” أيضاً عن بلاده ضد مزاعم إغراقها للأسواق بسلع رخيصة، مشيداً ببراعتها في مجالي العلوم والتكنولوجيا لبناء “مجال واسع للشركات لمواصلة عمليات الابتكار وتحسين منتجاتها”.
وأضاف: “ينبغي ألا يُنظر إلى عمليات البحث والتطوير على أنها لعبة يجب أن تنتهي بانتصار طرف وخسارة الآخر”.
وجاءت هذه التصريحات عقب تحرك كندا للحد من واردات السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين، ما يواكب تدابير إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في مجال التجارة. يعتزم الاتحاد الأوروبي أيضاً زيادة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية.
وألمحت الصين إلى أن ألمانيا قد تحقق فوائد محتملة إذا تراجع الاتحاد الأوروبي عن خطته، وطرحت فكرة خفض الرسوم الجمركية الحالية على السيارات ذات المحركات الكبيرة مقابل إلغاء الرسوم المزمعة على السيارات الكهربائية، بحسب أشخاص على دراية بالمناقشات الجارية.
وجاءت تصريحات “لي” بعد يوم من دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ بلاده لتعزيز الابتكار؛ لأن دولاً أخرى تهيمن على تكنولوجيات رئيسية معينة، فيما يؤكد تصاعد المواجهة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية حول قطاع أشباه الموصلات.
وأشار “شي” في حديثه خلال مؤتمر وطني للعلوم، إلى “عقبات وقيود في مجالات مثل الدوائر الإلكترونية المتكاملة، وأدوات الماكينات الصناعية، والبرمجيات الأساسية، والمواد المتقدمة” وغيرها.
النمو الاقتصادي
وتحدث “لي” أيضًا بنبرة متفائلة إزاء اقتصاد الصين رغم تباطؤ سوق العقارات المستمر، وضعف الثقة بين المستهلكين، وارتفاع ديون الحكومات المحلية.
وقال: “واثقون وقادرون على تحقيق هدف النمو البالغ 5% تقريباً العام الحالي”، في إشارة إلى الهدف الذي أعلنه أثناء تقديمه لتقرير عمل الحكومة في مارس الماضي. أضاف أن الصين ستتخذ مجموعة تدابير، بما فيها ما يتعلق بالسياسات المالية والأدوات المالية، لدعم اقتصادها.
ويجمع المنتدى الاقتصادي العالمي، المعروف بـ”دافوس الصيفي”، قادة الأعمال العالميين وزعماء العالم، بمن فيهم الرئيس البولندي أندريه دودا، ورئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، اللذين ألقيا كذلك كلمتين خلال المنتدى.
ويأتي هذا المنتدى قبل اجتماع كبير للحزب الشيوعي الحاكم مزمع عقده خلال يوليو المقبل، الذي ربما يكشف عن إصلاحات لتحفيز الاقتصاد الذي يعاني من التباطؤ.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=303739