انعكست التوترات الجيوسياسية على حجم صادرات مصر من الذهب، حيث شهدت تراجعا خلال الفترة الماضية، مقابل قوة الطلب محليا على المعدن الأصفر، باعتباره الملاذ الآمن للاستثمار.
وأرجع عدد من الخبراء انخفاض الصادرات لارتفاع الأسعار عالميا مع انخفاض الطلب خلال فصل الصيف.
وتعتزم العديد من الشركات، التوسع في الأسواق الخارجية، وتغطية طلبات التصدير المطلوبة من الذهب المصري خلال الفترة المقبلة.
أرجع ممدوح عبدالله، رئيس شركة “كيرمينا للذهب”، انخفاض الطلب على المعدن الأصفر عالميا، لارتفاع سعر الأونصة وقوة الطلب على المشغولات الذهبية محليا، بجانب ترقب السوق العالمي لانخفاض الأسعار لمعاودة حركة الصادرات.
وأشار إلى أن تصدير الذهب لدول الخليج يتوقف خلال فصل الصيف ببسب انخفاض الطلب، والذي يرتفع خلال الشتاء.
ونوه إلى أن الطلب العالمي يختلف عن المحلي بسبب نوعية المشغولات نفسها حيث يطلب عملاء الدول الأخرى أنواع معينة من النقوش والأحجار.
فيما أوضح أن الشركة صدرت خلال يوليو الماضي 30 كيلو مشغولات ذهبية للولايات المتحدة على دفعتين.
وأكد اعتزام الشركة التواصل مع الأسواق الخارجية، لبحث الطلبات الخاصة بالدول العربية، لاستئناف التصدير.
الذهب ” زينة وخزينه”
وقال لطفي منيب، نائب رئيس الشعبة العامة لـ”الذهب والمصوغات” بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن شراء الذهب يعتبر “زينة وخزينة”، وينظر أي فرد للذهب وفقا لدخله، فإذا ارتفع الذهب مقابل استقرار دخله، فلن يتخذ قرارًا برفع مشترياته من المعدن الأصفر.
وبالتالي فارتفاع سعر الذهب يعني انخفاضًا في عدد الجرامات التي يشتريها الفرد ومنه إلى انخفاض الطلب من الشركات نفسها ومن ثم ينخفض إجمالي الجرامات أو الكميات التي تصدرها الشركة .
وعن توقعاته حول عودة الصادرات لمعدلها الطبيعي خلال الفترة القادمة، أكد منيب أنها ترتبط بسعر الذهب المحلي والعالمي والذي يتأثر بالتواترت في المنطقة.
السعر العالمي للذهب
وسجلت أسعار الذهب ارتفاعا عالميا بسبب التوتر في الشرق الأوسط والتفاؤل إزاء خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
فيما يترقب المتعاملون بيانات اقتصادية بحثا عن مؤشرات حول المسار الذي سينتهجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.8 بالمئة إلى 2399.50 دولار للأونصة بحلول الساعة 0704 بتوقيت جرينتش، وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة إلى 2437.80 دولار.
صادرات الذهب
وسجلت صادّرت مصر من الذهب والحلى والأحجار الكريمة 1.3 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الحالي.
وتسيطر 6 دول وهي الإمارات وسويسرا والأردن وكندا وتركيا والسعودية على نحو 99.7% من إجمالي صادرات مصر من الذهب والحلي والأحجار الكريمة خلال النصف الأول من العام الحالي.
وأظهرت بيانات أصدرها البنك المركزي المصري، تحقيق صادرات الذهب المصري قفزة ملحوظة خلال الربع الأول من العام المالي 2023/2024، حيث سجلت نموًا بنسبة 32.35% مقارنة بالفترة المقابلة من العام السابق له.
وبحسب هذه البيانات، فقد بلغت صادرات الذهب المصري خلال الربع الأول من العام المالي 2023/2024 ما قيمته 619.8 مليون دولار، بينما سجلت 468.3 مليون دولار خلال الربع الأول من العام المالي 2022/2023.
وفي وقت سابق صرحت شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية ، إن صادرات السبائك الغير مصنعة تصل لـ70% من صادرات الذهب ككل، وأن الدولة تهتم بصادرات القطاع ككل لتكون أهم مصادر العملة الأجنبية.
البنوك المركزية
وأظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي، ارتفاع صافي مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب إلى 33 طنا في أبريل الماضي، مقابل صافي شراء 3 أطنان في مارس.
وذلك وسط عمليات شراء واسعة النطاق من العديد من بنوك الأسواق الناشئة، في إشارة على استمرار الشهية القوية رغم ارتفاع أسعار المعدن.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=318840