يحيى أبو الفتوح – نائب رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري
ساهم البنك الأهلي المصري بشكل متميز في مساعدة وتأهيل اللاعبين الحاصلين على الميداليات الأولمبية، وكذلك الذين كانوا قريبين من تحقيق الحلم ولم يكتب لهم التوفيق، وذلك بالرعاية المناسبة ماديًا ومعنويًا، وبتواصل دائم مع الأطراف المعنية بمنظومة يمكن التحدث عنها لاحقا.
ولكن حتى لا نفرح ونصعد برؤوسنا إلى السماء ، أو نحزن فنهيل التراب على أنفسنا، وعلى بلادنا وعلى اللاعبين الذين بذلوا الجهد الكبير، وحرموا أنفسهم من أشياء كثيرة وسواء أنجزوا أو لم يحققوا ما تمنوه وما تمنيناه.
أولا: تمثيل بلادنا بحوالي 150 لاعب في الدورة الأولمبية بباريس في عدد كبير من الألعاب المتنوعة، فإن هؤلاء اللاعبين لم يتم اختيارهم من الرعاة أو الاتحادات الرياضية أو الوزير المختص، وإنما كان نتيجة جهد وعرق متواصل أدي بهم إلى تحقيق نتائج وأرقام ممتازة على المستوى القاري، وأحيانًا العالمي للتأهل لتلك الدورة، دون التدخل أو محاباة من أي طرف.
ثانيا: هناك بالفعل دول كبرى لها استراتيجيات وإمكانيات وخبرات متراكمة تساعدهم على تحقيق ذلك العدد من الميداليات بشكل شبه دائم، وتلهث ورائهم باقي الدول لتحقيق العدد المتبقي من الميزانيات في لعبة هنا أو هناك.
ثالثا: البكاء على قيامنا بصرف حوالي 25 مليون دولار على هذا العدد الضخم من اللاعبين والألعاب حتى استطاعوا تحقيق أرقام ونتائج مؤهلة إلى الأولمبياد، ومن ثم تحقيق ثلاث ميداليات فقط، وكنا قريبين جدا من مثلهم ( وإن كنا نطمع بالفعل بأكثر من ذلك) فإن المبلغ يعتبر متواضع بعرف الإنفاق العالمي على صناعة الرياضة.
رابعا: المركز الرابع في بعض الألعاب على العالم في تلك الدورات والمنافسات الشرسة ليس بالشيء السيء فلا داعي أن نقتل الطموح المستقبلي لهؤلاء اللاعبين، الذين بذلوا الجهد ولم يحققوا وأن كنا بالطبع تمنينا لهم تحقيق مراكز أفضل حاليًا ونتمني تشجيعهم لما هو قادم.
ما تقدم لا يعني أننا في القمة، ولكنها دروس يتعين أن نتعلم منها لمزيد من الإهتمام العلمي والعملي للنشء وتكوين الخبرات المتراكمة من مدربين مؤهلين وبيئة تدريب وتأهيل وفقا للمنظومة العالمية التي تساعد على تحقيق المزيد من الميداليات مستقبلا بإذن الله.
وفق الله بلادنا لما فيه كل خير.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=319875