لماذا يلجأ البنك المركزي لطرح أذون خزانة بالعملات الأجنبية؟

بشكل دوري، أحيانًا ما يلجأء البنك المركزي المصري لطرح أذون خزانة بالعملات الأجنبية سواء يورو أو دولار، وذلك بخلاف إصداراته من الأذون بالعملة المحلية أو بالجنيه المصري، والمعروف أنه يمول من خلالها عجز الموازنة، في السطور التالية يرصد الاستثمار العربي، أسباب لجوء البنك المركزي لطرح أذون خزانة بالعملة الأجنبية في الداخل، وهل يمكن أن تكون بديلا لطرح السندات في الأسواق الخارجية؟

طرح أذون خزانة

الخبير المصرفي، عز الدين حسانين، يقول إن البنك المركزي يطرح أذون خزانة بشكل دوري سواء كانت بالعملة المحلية أو العملات الأجنبية.

وأضاف الخبير المصرفي لجريدة الاستثمار العربي، أن البنك المركزي يمكن أن يتجه لطرح أذون خزانة بالعملات الأجنبية سواء دولار أو يورو وذلك لتمويل عجز الموازنة نيابة عن وزارة المالية.

كما نوه إلى أن البنك المركزي، دائما ما يتجنب المساس بالاحتياطي الأجنبي، لسك احتياجاته التمويلية.

وأشار الخبير المصري إلى أن البنك المركزي يمكن أن يطرح أذون خزانة وذلك في حال احتياجه لسداد مستحقات قصيرة الأجل، وحات موعد استحقاقها.

فيما ذكر أن هناك احتمالية لتوجيه عوائد طرح أذون الخزانة لدعم مستثمرين في الداخل وغالبًا ما تكون مؤسسات.

الاحتياطي الأجنبي 

بينما ذكر أنه قد يدعم بها الاحتياطي من النقد الأجنبي، أو يحافظ عليه مع تلبية احتياجاته الدولارية بعيدًا عنه بقدر الامكان.

كما رجح أن تستخدم الحكومة حصيلة طرح اذون الخزانة في استيراد بعض السلع كالحبوب والقمح والبترول وغيرها، أو قد تستثمر بها الحكومة بإصدارها بسعر محدد، وإقراض حصيلة الإصدار لشركات لها عائد دولاري بأسعار فائدة أعلى.

قال الدكتور محمد كمال، الخبير الاقتصادي، إن طرح أذون الخزانة يختلف عن طرح السندات، الأذون تكون على فترات زمنية محددة وقصيرة الأجل من 3 شهور أو 6 شهور أو سنة على الأكثر، بخلاف السندات التي قد تمتد آجالها لـ 3 سنوات و5 سنوات وغيرها.

وأضاف الخبير الاقتصادي لجريدة الاستثمار العربي، أن آلية عمل الأذون تختلف عن آلية عمل السندات التي تطرحها الحكومة في الأسواق الخارجية.

ونوه كمال إلى أن الحكومة قد تطرح أذون خزانة بالعملة الأجنبية في السوق المحلي تشجيعا للعملة الأجنبية والاستثمار الأجنبي، وخاصة للمستثمر الذي لا يفضل مدد طويلة.

وقد تستخدم الحكومة عوائد السندات أو أذون الخزانة في تمويل خطط تنموية محددة، أو سد عجز الموازنة.

سعر العائد على أذون الخزانة 

ويوم الأحد الماضي، قفز سعر العائد على أذون الخزانة الحكومية في مصر لأجل 3 أشهر بنحو 68 نقطة أساس، لتصل إلى 28.336% مقابل 27.756% في العطاء الحكومي الأخير، وفقا لبيانات البنك المركزي المصري.

تعد هذه الزيادة في فائدة العطاءات الحكومية الأعلى منذ تحرير سعر الصرف في مارس الماضي، بعد تداولها في المتوسط بين 26.75 و27% خلال الشهور الأخيرة.

وطلب البنك المركزي نيابة عن وزارة المالية اكتتابات في أذون الخزانة لأجل 3 أشهر بنحو 40 مليار جنيه في مزاد أمس، تلقت علية طلبات اكتتاب من البنوك بقيمة 71.45 مليار جنيه.

أذون مقومة باليورو

ومنذ أسبوع، أعلن البنك المركزي المصري، عن قيامه بطرح أذون خزانة مقومة باليورو للبيع نيابة عن وزارة المالية.

وأكد أنه تم طرح أذون خزانة بقيمة 600 مليون يورو لأجل 364 يوم – عام واحد فقط، على أن يتم الاستحقاق في 12-8-2025

وتستدين الحكومة من خلال سندات وأذون الخزانة على آجال زمنية مختلفة، وتعد البنوك الحكومية أكبر المشترين لها.

أذون مقومة بالدولار 

وفي يونيو الماضي، قال البنك المركزي المصري، إنه باع أذون خزانة مقومة بالدولار لأجل عام بقيمة 500.6 مليون دولار في عطاء بمتوسط ​​عائد 5.149%.

كان “المركزي” المصري طرح خلال أبريل الماضي، أذون خزانة مقومة بالدولار لأجل عام بقيمة 980 مليون دولار.

وجاءت الخطوة حينها ضمن هيكلة الديون في ظل استحقاق أذون خزانة دولارية مدة عام بقيمة مليار دولار يوم 30 أبريل الماضي، وبلغ العائد عليها 4.9%.

وأصدر البنك المركزي المصري أذون خزانة دولارية منذ بداية العام بقيمة 1.85مليار دولار من خلال مزادين في شهر يناير وفبراير الماضيين.

الاحتياطي الأجنبي 

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن صافي الاحتياطيات الأجنبية لمصر ارتفع بنحو 105 ملايين دولار خلال يوليو الماضي.

وقال المركزي، إن الاحتياطيات الأجنبية ارتفعت إلى 46.489 مليار دولار في يوليو من 46.384 مليار دولار في يونيو الماضي.

وتراجع الدين الخارجي لمصر 7.4 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من 2024، ليسجل أكبر تراجع تاريخي بـ14 مليار دولار منذ ديسمبر 2023.

وأظهرت بيانات المركزي أن إجمالي الدين الخارجي لمصر انخفض إلى 160.6 مليار دولار بنهاية مارس من 168 مليار دولار في نهاية ديسمبر و164.5 مليار دولار في نهاية سبتمبر.