أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريراً جديداً بعنوان “بنوك النيو: الطريق لتعزيز الشمول المالي”، حيث أشار إلى أنه في إطار التوجه نحو إنشاء بنوك رقمية، منح البنك المركزي المصري موافقة مبدئية لشركة مصر للابتكار الرقمي، إحدى الشركات التابعة لبنك مصر، لإطلاق أول بنك رقمي في مصر، ومن المتوقع أن يتم إطلاق البنك الرقمي Onebank في الربع الأخير من عام 2024 بعد الانتهاء من المرحلة الثانية من ترخيصه.
الشمول المالي
وفي هذا الصدد؛ واستكمالاً لجهود الدولة المصرية لتعزيز الشمول المالي، وفي إطار دعم مصر للتحول الرقمي والابتكار لتعزيز الاقتصاد، أصدر البنك المركزي المصري “قواعد ترخيص وتسجيل البنوك الرقمية والرقابة والإشراف عليها” والتي دخلت حيز التنفيذ في 12 يوليو 2023. وتسمح تلك القواعد الجديدة بإنشاء وتشغيل البنوك الرقمية في مصر بشكل فعال، كما ود استعرض التقرير الخطوات التي يجب أن يقوم بها المستثمرون لإنشاء بنك رقمي في مصر.
بنوك النيو
وأوضح التقرير أنه من المتوقع يكون مستقبل بنوك النيو مشرقًا، ويعد السبب الرئيسى لتزايد شهرة هذه البنوك طبيعتها الرقمية بالكامل وبساطة خدماتها.
ورغم التحول نحو الرقمنة في البنوك التقليدية، فإنها لا تزال تستحوذ على حصة سوقية كبيرة في القطاع المصرفي.
وتشير الاتجاهات والأبحاث الحديثة إلى اتجاه العملاء نحو بنوك النيو.
ويأتي النمو المتوقع لسوق بنوك النيو مدفوعًا بعدة عوامل مثل الاستخدام المتزايد للهواتف الذكية، والطلب المتزايد على الخدمات المصرفية الرقمية، وتزايد عدد الشراكات بين البنوك التقليدية وشركات التكنولوجيا المالية
البنوك الرقمية
ويتناول التقرير نبذة تعريفية عن البنوك الرقمية، واستعراض أكثر تفصيلاً لبنوك النيو من حيث نشأتها، وأهم الإحصاءات ذات الصلة بها، وأهميتها في تعزيز الشمول المالي.
ثم تناول عدد من بنوك النيو الرائدة حول العالم في البرازيل، والولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات، وتوضيح موقف مصر من إنشاء البنوك الرقمية والآفاق المستقبلية لبنوك النيو.
وكشف التقرير، أن العالم يشهد ثورة تكنولوجية هائلة تأثرت بها جميع القطاعات الاقتصادية، ولم يكن القطاع المالي والمصرفي بمعزل عن تلك التطورات.
حيث مكنت التطورات التكنولوجية الحديثة في القطاعين المالي والمصرفي الأفراد من إدارة حساباتهم المصرفية وإجراء المعاملات المالية من خلال الأجهزة الإلكترونية والتطبيقات التقنية.
وقد أدت هذه التطورات، إلى جانب تزايد انتشار الإنترنت عبر الهاتف المحمول والهواتف الذكية، إلى ظهور لاعب جديد في القطاع المالي وهي بنوك النيو كأحد أهم أشكال البنوك الرقمية التي انتشرت مؤخرًا.
حيث تقدم تلك البنوك خدمات مالية مختلفة لعملائها، دون أن يكون لها وجود مادي في الواقع.
مؤسسات التكنولوجيا المالية
وأشار التقرير، إلى أن البنوك الرقمية، هي نوع من مؤسسات التكنولوجيا المالية التي تقدم العديد من الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك التقليدية، ولكن الفرق الرئيس هو أن البنوك الرقمية ليس لديها فروع مادية. ف
جميع المعاملات، بدءًا من فتح حساب وحتى تحويل الأموال ودفع الفواتير وغيرها، تتم عبر الإنترنت، أو من خلال تطبيقات الهاتف المحمول.
كما أشار التقرير، إلى وجود تداخل في الوظائف بين البنوك الرقمية والبنوك التقليدية، فكلاهما يعمل لجذب مدخرات الأفراد واستثمارها، ولكن توجد أيضًا بعض الاختلافات التي تؤثر في النهاية على قرار عملاء البنوك للتوجه لأي منها سواء التقليدية أو الرقمية، لما تتمتع به كل منهما من مزايا قد لا تكون متوافرة في النوع الآخر.
واستعرض التقرير هذه الاختلافات وهي كالتالي:
عملية فتح الحسابات:
يمكن من خلال البنوك الرقمية فتح حساب مصرفي رقمي عن بعد، في أي وقت، وفي أي مكان من خلال الهاتف أو الكمبيوتر دون الحاجة لزيارة أحد الفروع أو تقديم نسخ مادية معتمدة من الهوية، حيث يمكن إجراء التحقق عبر Zoom أو أي منصة عبر الإنترنت، بالنسبة للبنوك التقليدية، قد يحتفظ عدد قليل من البنوك بخيار فتح حساب عبر الإنترنت. ويعد شرط إرسال جميع المستندات الأصلية الموقعة ضروريًا. وتفضل معظم البنوك إجراء مقابلة شخصية.
التصنيف الائتماني للعملاء:
يتطلب نظام الائتمان في البنوك التقليدية من المتقدمين للحصول على القروض تقديم الكثير من الوثائق، بينما يمكن للبنوك الرقمية بفضل قدرتها على جمع البيانات مثل عادات الإنفاق باستخدام تطبيقات المحفظة الإلكترونية، إنشاء بيانات ائتمانية بديلة خاصة بها للمساعدة في إنشاء أنواع جديدة من خدمات الائتمان الصغير لمستخدميها.
سهولة الوصول:
يمكن لعملاء البنوك الرقمية الوصول إلى الخدمات وإجراء المعاملات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع دون الحاجة إلى القلق بشأن ساعات العمل، أو الإجازات الرسمية، ومع ذلك، تقدم البنوك التقليدية أيضًا خدمات مصرفية عبر الهاتف المحمول وعبر الإنترنت تؤدي نفس الوظائف التي تحتاج إلى الوصول إليها خارج ساعات العمل المصرفية العادية على غرار التعاملات عبر الهاتف المحمول.
شبكة الصراف الآلي:
من السهل التعرف على أجهزة الصراف الآلي التابعة للبنك التقليدي؛ لأنها تحمل اسم البنك وشعاره. كما يمكن الحصول على النقد من الفرع المحلي وكذلك من أجهزة الصراف الآلي. عادة ما تكون البنوك الرقمية جزءًا من شبكة الصراف الآلي أيضًا، ولكن قد يكون من الصعب العثور على ماكينة صراف آلي مجانية لاستخدامها.
التكلفة:
تتنافس البنوك الرقمية من خلال تقديم حسابات بدون رسوم أو برسوم منخفضة، وكذلك من خلال تقديم فائدة أعلى من المتوسط على حسابات التوفير.
خدمة العملاء:
مع البنوك الرقمية، يجب الاعتماد على خطوط مساعدة خدمة العملاء أو روبوتات الدردشة التي قد لا تكون سريعة الاستجابة أو مفيدة مثل التحدث مع شخص حقيقي في فرع البنك الفعلي.
اختيار المنتجات وفرص الاستثمار:
تقدم البنوك التقليدية عادةً مجموعة واسعة من المنتجات المصرفية للاختيار من بينها مقارنة بالبنوك الرقمية. فقد يكون من الأسهل الحصول على ما يحتاجه العميل بالضبط من خلال بنك تقليدي. بينما تقدم معظم البنوك الرقمية خدمات قليلة أو محدودة للاستثمار أو إدارة الثروات.
الخدمات المتخصصة:
تقدم البنوك التقليدية خدمات متخصصة لا تقدمها معظم البنوك الرقمية مثل صناديق الودائع الآمنة أو التحويلات البنكية.
أنواع البنوك الرقمية
البنوك المتحدية/البنوك الجديدة: تتمتع بتراخيص مصرفية كاملة، وهي منافس مباشر للبنوك التقليدية، حيث تقدم نفس الخدمات التي تقدمها البنوك التقليدية.
بنوك النيو: لا تمتلك هذه البنوك ترخيصًا مصرفيًا، ولكنها تتعاون مع المؤسسات المالية مثل البنوك لتقديم خدمات مرخصة. وتعد بنوك رقمية بالكامل، وتصل إلى العملاء عبر تطبيقات الهاتف المحمول ومنصات الويب.
بنوك بيتا: هي مشروعات مشتركة أو شركات تابعة لبنوك قائمة تُقدم الخدمات المالية من خلال ترخيص الشركة الأم.
البنوك غير المصرفية: لا تمتلك أي تراخيص مصرفية تقليدية. ولكنها توفر الخدمات المالية عبر وسائل أخرى. ويسمح هذا النموذج للشركة بالعمل بشكل مستقل عن البنوك الموجودة.
البنوك القائمة على التحول الرقمي: هي بنوك تسعى إلى التحول الرقمي الكامل، والتنافس مع اللاعبين الرقميين. وتقوم بتقسيم العملاء إلى عملاء رقميين وعملاء تقليديين.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=326904