تعد قناة السويس، الممر الملاحي الأهم عالمياً لمرور الصادرات والواردات، وهي بمثابة بوابة للتجارة العالمية، إذ تحتضن ٧ من أهم الممرات الملاحة، ويتوقف عليها كثير من إيرادات الاقتصاد المصري، واقتصادات لدول كثيرة تعتمد عليها بشكل كبير.
وعكست أزمة السفينة البنمية الجانحة مؤخرا، مدى أهمية هذه القناة ليس للاقتصاد مصر فحسب، بل للاقتصاد العالمي، وبمجرد عودة الحركة فيها، دبت الحياة من جديد في خطوط سير التجارة العالمية، وقد اكتسبت قناة السويس أهميتها من موقعها الجغرافي الفريد الذي يجعلها أفضل نقطة ربط تجاري.
جغرافية قناة السويس
تعتبر قناة السويس أقصر طريق يربط بين الشرق والغرب وذلك بسبب موقعها الجغرافي الفريد وهي قناة ملاحية عالمية هامة تصل بين البحر المتوسط عند بورسعيد والبحر الأحمر عند السويس ويصبغ عليها هذا الموقع الفريد طابعا من الأهمية الخاصة للعالم ولمصر كذلك، ويبلغ طولها 200 متر ، كما يصل عرضها 193 متر ، ويمر منها 12 % من التجارة العالمية .
ويوفر العبور من قناة السويس الوقت والمسافة مما وفر فى تكاليف تشغيل السفن العابرة لها يؤكد ما لهذه القناة من أهمية ، نظرا للموقع الجغرافي لقناة السويس يجعلها أقصر طريق بين الشرق والغرب بالمقارنة مع رأس الرجاء الصالح طريق القناة يحقق وفورات في المسافة بين موانئ الشمال والجنوب من القناة.
تعدد القنوات البحرية
وارتفعت أهمية القناة بعد تطور وتزايد النقل البحري والتجارة العالمية؛ فأصبح النقل البحري أرخص وسائل النقل ولذلك يتم نقل ما يزيد عن 80% من حجم التجارة العالمية عبر الطرق والقنوات البحرية .
مضيق هرمز
مضيق هرمز هو ممر مائي يفصل بين إيران وسلطنة عمان، ويربط الخليج من جهة وخليج عُمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى ، ويبلغ عرض 50 كيلومترا (33 كيلومترا عند أضيق جزء منه)، لكن الممر الملاحي لا يتجاوز عرضه ثلاثة كيلومترات في كلا الاتجاهين.
ينتج خمس إنتاج العالم من النفط من المضيق، وقدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن 18.5 مليون برميل من النفط المنقول بحرا يوميا مرت عبر المضيق في 2016.
وشكل ذلك نحو 30 بالمئة من الخام وغيره من السوائل النفطية التي جرى شحنها بحرا، وفي2016 قالت شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية إن ما يقدر بنحو 17.2 مليون برميل يوميا من الخام والمكثفات جرى نقلها عبر المضيق في 2017، ونحو 17.4 مليون برميل يوميا في النصف الأول من 2018.
مضيق ملقا
يعتبر من أطول مضائق العالم إذ يصل طولة الى مسافة ثمان مئة وخمسة كيلومترا، ويبلغ عرضة في الجهة الشمالية الغربية إلى ثلاث مائة وعشرين كيلومتر، بينما يصل عرضة في الجهة الجنوبية الشرقية إلى خمسين كيلومتر، وفي بعض الأماكن الأخرى يبلغ عرضة إلى خمس وعشرين مترا فقط، كما يصل عمقة إلى مسافة تقدر بحوالي مائة متر، و يتميز مناخ تلك المنطقة بالإعتدال طوال العام مما ساعد على كثرة الحركة الملاحية فيها ، ويمر منه 16 مليون برميل بترول سنويا .
تتراوح نسبة الملاحة البحرية العالمية داخله من 20 إلى 25 % كما تزيد أهميتة يوميا كلما زاد النمو الإقتصادي الصيني، وجدير بالذكر أيضا أن خمسين في المائة من التجارة النفطية العالمية تمر من خلاله حيث تم رصد مرور مايقرب من إحدى عشر مليون برميل يوميا في عام 2003 ميلاديا بما يعادل مليون وسبع مائة ألف متر مكعب.
مضيق باب المندب
يربط مضيق باب المندب بين الجزيرة العربية وأفريقيا، حيث تقع الجزيرة شمال شرق المضيق وإلى الجنوب الغربي من قارة أفريقيا حيث يربط المضيق البحر الأحمر من الجزء الشمالي الغربي مع خليج عدن والمحيط الهندي من الجزء الجنوبي الشرقي.
يصل عرض المضيق لنحو 30 كيلومترا وتقسمه جزيرة بريم، التي توجد في شرقه ومساحتها كيلومتران مربعان، إلى قناتين الأولى وهي القناة الشرقية وتعرف باسم “باب اسكندر” وعرضها ثلاثة كيلومترات وعمقها 30 مترا، والثانية هي القناة الغربية واسمها “دقة المايون” وعرضها نحو 25 كيلومترا وعمقها 310 أمتار.
مضيق باب المندب
هو رابع أكبر الممرات من حيث عدد براميل النفط التي تمر فيه يومياً ، وقد مر عبر المضيق نحو 3.8 ملايين برميل في اليوم عام 2013، أي نحو 6.7 في المائة من تجارة النفط العالمية ، وتدفق نحو 4.8 ملايين برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة عبر باب المندب عام 2016 في اتجاه أوروبا والولايات المتحدة وآسيا وفقا للإدارة الأميركية لمعلومات الطاقة.
يمثل مضيق باب المندب أهمية بالغة لمصر، لأن نحو 98 % من البضائع والسفن الداخلة التي تمر عبر السويس تمر من خلال المضيق.
البسفور والدردنيل
يقع مضيق البسفور في الجهة الجنوبية من قارة أفريقيا وقارة آسيا وهو يصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة، ويبلغ طول المضيق حوالي 30 كم بينما يتراوح عرضاه ما بين 550 متراً كأقلّ عرض و3000 متر كأكبر عرض .
يصل الدردنيل بين بحر الإيجة وبحر مرمرة، ويعتبر الحدود الجنوبية لقارتي آسيا وأفريقيا حيث يفصل بين شاطىء آسيا الصغرى وشاطىء شبه جزيرة جاليبولي، ويصل طول مضيق الدردنيل إلى 61 كم، وأقلّ عرض يصل إلى 1.2 كم، وأكبر عرض 6 كم، ويتراوح عمقه بين 50 م إلى 60 م.
قناة بنما
تعد قناة بنما واحدة من أهم القنوات في العالم حيث تربط طرق التجارة بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادي عبر ممر مائي طويل ، ويبلغ طولها من الخط الساحلي إلى الخط الساحلي حوالي 65 كيلومتر، ومن المياه العميقة في المحيط الأطلنطي، وتحديداً البحر الكاريبي إلى المياه العميقة في المحيط الهادئ حوالي 82 كيلومتر.
لا شك في أهمية قناة بنما الملاحية بين غيرها من قنوات الملاحة الرئيسة في العالم، غير أن القنوات الملاحية تختلف عن بعضها في بعض النواحي، ويمكن توضيح أهم الاختلافات بين قناة بنما وقناة السويس وهي أن :
– قناة السويس هي قناة ترتبط بمستوى البحر وتمتد بطولها بين دولتي مصر والمملكة العربية السعودية، أما قناة بنما فهي منطقة جبلية استوائية عند مضيق بنما.
– تحد سدود قناة بنما من حجم السفن التي يمكنها استخدام القناة على خلاف قناة السويس.
– قناة بنما ضيقة في السابق وتم تطوير عددًا من التوسعات لتسمح بمرور أكبر قدر من السفن، وكذلك شهدت قناة السويس توسعات كبيرة في السنوات الأخيرة بما يفوق توسعات قناة بنما التي لا يمكنها نقل حاملات الطائرات الفائقة الوزن بالإضافة إلى الأثقال المُفرطة.
مضيق جبل طارق
يقع مضيق جبل طارق بين الجهة الشمالية الغربية للقارة الإفريقية وأقصى الجهة الجنوبية لإسبانيا، ويمتد على شكل قناة بطول يصل إلى 58 كم، ويضيق حتى يصل إلى 13 كم بين كل من المغرب وإسبانيا، أما أقصى الجهة الغربية من المضيق فيبلغ عرضها 43 كم وتمتد بين سبارتل في الجهة االجنوبية ورأسي الطلاف الأغر في الجهة الشمالية، ويمتد أقصى الجهة الشرقية بعرض 23 كم بين صخرة جبل طارق في الجهة الشمالية وجبل موسى وجبل هاكو في الجهة الجنوبية.
تكمن أهمية مضيق جبل طارق في أنه المعبر الرئيسي للسلع والخدمات القادمة من أوروبا ودول شمال أفريقيا عبر البحر الأبيض المتوسط نحو الأمريكيتين أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والعكس ويمر منه نحو 5 % من تجارة النفط العالمية .
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=36894