تسبب الانتشار االسريع لتطبيق “ديب سيك” (DeepSeek) في انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا العالمية، حيث تصدر التطبيق قائمة التنزيلات بين تطبيقات هاتف “أيفون” الذي تنتجه شركة “أبل”، إذ جرى تحميله 1.6 مليون مرة بحلول 25 يناير.
تطبيق “DeepSeek”
ووفقاً لبيانات نقلتها “بلومبرج” عن “آب فيغرز” (App Figures) المعنية بتتبع السوق، احتل تطبيق “DeepSeek” قائمة التنزيلات بين تطبيقات هاتف “أيفون” الذي تنتجه شركة “أبل”، إذ جرى تحميله 1.6 مليون مرة بحلول 25 يناير، واحتل المرتبة الأولى في متاجر تطبيقات “أيفون” في كل من أستراليا، وكندا، والصين، وسنغافورة، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة.
ديب سيك
وارتفعت أسهم الشركات التكنولوجية المرتبطة بـ”ديب سيك” يوم أمس الإثنين مثل “إيفليتك” (Iflytek Co) بينما تراجعت أسهم شركات تصنيع معدات إنتاج الرقائق مثل “أدفانتيست” (Advantest Corp) بسبب التهديد المحتمل لمسرعات الذكاء الاصطناعي التي تنتجها “إنفيديا”.
ويثير النموذج ضجة حول فعاليته من حيث التكلفة بينما يعمل على رقائق أقل تطوراً، مما يلقي بظلال من الشك على صحة التقييمات المرتفعة للغاية لشركات مثل “إنفيديا” التي تقود طفرة في أسهم الذكاء الاصطناعي، حيث تُعتبر شرائحها على أنها ضرورية للتقنية.
ويتنافس التطبيق الجديد مع أحدث إصدارات من “أوبن إيه آي” و”ميتا”، وأدى الإعلان عن أن تكاليف تدريبه وتطويره المنخفضة كثيراً إلى تحركات في الأسهم بشتى أنحاء سلسلة التوريد العالمية.
مؤشرات الأسهم الأميركية
في حين تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية في ظل مخاوف من أن نماذج “ديب سيك” للذكاء الاصطناعي ربما تعرقل الريادة التكنولوجية الأمريكية.
مؤشر “ناسداك 100”
كما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر “ناسداك 100” الأمريكي 3.2% بينما تراجعت عقود المؤشر “إس آند بي 500” في الساعة 3:23 بتوقيت نيويورك.
وتصدرت أسهم التكنولوجيا في أوروبا خسائر السوق، حيث انخفضت أسهم شركة صناعة معدات الرقائق “إيه إس إم إل” (ASML) ما يزيد عن 8%.
الشركات التكنولوجية الأميركية
وفيما يخص الشركات التكنولوجية الأميركية وخاصة تلك العاملة في الذكاء الاصطناعي، قال ريان ليمند الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة “نيوفيجن لإدارة الثروات” إن “ديب سيك” سيضع تلك الشركات في وضع صعب، مع اكتساب الصين لقدرة تنافسية جديدة.
أضاف ريان ليمند أن تعزز التنافسية الصينية في قطاع الذكاء الاصطناعي على نحو مشابه للمنافسة القوية التي تشكلها بكين عالمياً في قطاعي الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية، سيؤثر على الشركات التكنولوجية في الولايات المتحدة.
وأوضح أن “ديب سيك” سيغير المعادلة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة على صعيد استخدام الطاقة، إذ تحتاج مراكز البيانات التي تخدم نماذج الذكاء الاصطناعي إلى طاقة كبيرة، وهنا تتميز الصين، إذ من خلال تنوع مزيج الطاقة لديها، الذي يضم الطاقة الشمسية والكهرومائية والنووية، فإن بمقدورها تشغيل تلك النماذج وبتكلفة تقل كثيراً عن مثيلتها في الولايات المتحدة.
التعريف بـ DeepSeek
“ديب سيك” هو نموذج للذكاء الاصطناعي طورته شركة ناشئة صينية تحمل نفس الاسم تأسست في 2023 على يد ليانغ وينفنغ رئيس صندوق التحوط الكمي المدفوع بالذكاء الاصطناعي “هاي-فلاير” (High-Flyer). وتطور الشركة نماذج ذكاء مفتوحة المصدر.
ويتميز برنامج “ديب سيك” عن برامج الدردشة الآلية الأخرى المستندة إلى الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي” المطور من جانب “أوبن إيه آي” في أنه يعبر عن منطقه قبل تقديم استجابة للطلبات.
وتقول الشركة إن إصدار “آر 1” من هذا النموذج يقدم أداءً يتساوى مع أحدث إصدارات من جانب “أوبن إيه آي” وقدمت ترخيصاً للأفراد المهتمين بتطوير برامج الدردشة الآلية فيما يخص التكنولوجيا للبناء عليها.
ويتفوق “ديب سيك آر 1” على نماذج منافسة في العديد من المؤشرات القياسية الرائدة التي تقيس قدرات الذكاء الاصطناعي مثل “إيه آي إم إي 2024″ (AIME 2024) في المهام الحسابية، و”إم إم إل يو” (MMLU) في المعرفة العامة، و”ألباكا إيفال 2.0″ (AlpacaEval 2.0) لأداء الأسئلة والأجوبة.
كما يحتل مرتبة بين الأفضل أداء على قائمة الصدارة التابعة لجامعة كاليفورنيا في بيركلي، المسماة “تشات بوت أرينا” (Chatbot Arena).
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=372064
