جريدة الاستثمار العربى الان السوق يأتى اليك اقتصادية متخصصة
رئيس التحرير وليد عبد العظيم

مضاعفاته خطيرة.. فقدان حاستي الشم والتذوق عرض «غير عادي» لعدوى «كورونا»

 

فقدان حاستي الشم والتذوق العرض الأكثر موثوقية من الحمى والسعال 

متلازمة الشق والشلل أخطر مضاعفات فقدان الحواس

السلالة المتحورة جعلت العدوى اكثر انتشارًا وأقل فتكًا

فقدان الحواس يسببه انسداد الأنف في الزكام عكس كورونا

مع دخول الموجة الثالثة لفيروس كورونا والتى شملت سلالات متحورة، أصبحت أعراض العدوى أقل فتكًا ولكنها أوسع انتشارًا لدرجة ان البعض يصاب بالفيروس ويشفى دون أن يشعر بالعدوى.

وبعد ان كان الفيروس معروف بأعراض كالحمي والسعال الجاف والرشح، أصبح يشيع فقدان حاسة الشمّ لدى الأشخاص المصابين بالمرض، حتى إن بعض الباحثين أوصوا باستخدام هذا العرَض بوصفه اختبارًا تشخيصيًّا؛ لأنه قد يكون دليلًا أكثر موثوقيةً.

وأظهرت التقديرات أن 80% من المصابين بمرض كوفيد-19 يعانون اضطرابات في حاسة الشمّ، كما يعاني كثيرٌ منهم خللًا أو فقدانًا لحاسة التذوق أو تغييرات في القدرة على الإحساس بالمهيّجات الكيميائية مثل منتجات الفلفل الحار.

أحد الألغاز التي لا تزال تحير العلماء هو كيف يحرم فيروس كورونا المستجد ضحاياه من تلك الحواس؟ في وقت مبكر من تفشِّي الجائحة، ساور الأطباءَ والباحثين القلقُ من أن فقدان حاسة الشمّ المرتبط بكوفيد-19 قد يكون علامةً على أن الفيروس يسلك سبيله إلى الدماغ عن طريق الأنف، حيث يمكنه أن يُحدث ضررًا شديدًا أو دائما.

كيف نفقد حاسة التذوق جراء الإصابة بكورونا؟ 

اكتشف علماء المعهد الوطني الأمريكي للشيخوخة، أن مستقبلات التذوق الموجودة على اللسان تحتوي على هرمون الأنجيوتنسين الذي يحول ACE2 ليسهّل دخول فيروس كورونا إلى الخلايا.

ويمكن أن يؤدي هذا إلى تلف خلايا التذوق. وهذا يفسر سبب فقدان أو حدوث تغيرات في حاسة التذوق عند الإصابة بالفيروس التاجي المستجد.

ودرس فريق البحث برئاسة جوزيف إيغان عدة آلاف من مستقبلات التذوق البشرية، واكتشفوا أن النوع الثاني من خلايا التذوق الموجودة في الحليمات المغزلية في قاعدة اللسان والحليمات الشبيهة بالفطر في مؤخرة اللسان تحتوي على إنزيم ACE2 الذي يعتبر نقطة دخول الفيروس التاجي المستجد إلى الخلايا.

وقد أخذ الباحثون عينات من الحليمات الشبيهة بالفطر من امرأة تأكدت إصابتها بـ “كوفيد-19″، أخبرتهم عن تغيرات في حاسة التذوق، وعند فحصها اكتشفوا تضخم لسانها واحمرار قاعدته. وقد أكدت نتائج دراسة حالتها بصورة مفصلة وجود الحمض النووي الريبوزي للفيروس التاجي المستجد في الحليمات المغزلية وفي الطبقة القاعدية من الخلايا الجذعية لمستقبلات التذوق.

لماذا نفقد حاسة الشم؟ 

كشفت دراسة حديثة، أن فقدان الرائحة الذي يمكن أن يصاحب فيروس كورونا فريد ومختلف عن ذلك الذي يعاني منه شخص مصاب بنزلة برد أو إنفلونزا. ويؤكد الباحثون أن فيروس كورونا، على عكس التهابات الجهاز التنفسي الشائعة الأخرى، يؤثر على الدماغ والجهاز العصبي.

وتقدم الدراسة المزيد من الأدلة على أن فيروس كورونا يؤثر على الجهاز العصبي. وسيعاني ما بين 34% إلى 98% من المرضى في المستشفى المصابين بـ”كوفيد-19″ من فقدان حاسة الشم.

ووفقا للدراسة، سلالة كورونا المتحورة جعلت الفيروس أكثر عدوى وأقل فتكا

Ads

وسيعاني المرضى من هذه الأعراض لأكثر من 30 يوما، وقد لا يستعيد البعض الحاسة أبدا.

الخلاصة: لا يحتوي سطح الخلايا العصبية الشمّيّة على مستقبِلات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين 2 (ACE2)، الذي يسمح للفيروس بدخول الخلايا. ولكن الخلايا المُعَلِّقة، التي تدعم الخلايا العصبية الشمّيّة بطرق مهمة، يحفل سطحُها بهذه المستقبلات. تحافظ هذه الخلايا على التوازن الدقيق لأيونات الملح في المادة المخاطية التي تعتمد عليها الخلايا العصبية لإرسال الإشارات إلى الدماغ. فإذا اختلّ هذا التوازن، يمكن أن يؤدي إلى توقُّف كامل للتأشير العصبوني، وبالتالي، توقُّف لحاسة الشمّ.

 كيف يختلف فقدان الشم والتذوق عن نزلات البرد الشائعة؟

وعندما يعاني مرضى “كوفيد-19” من فقدان الرائحة، فإنهم يميلون إلى أن يكون العارض مفاجئا وشديدا، وعادة ما لا يكون لديهم انسداد في الأنف أو سيلان أنفي، وما يزال بإمكان معظم المصابين بفيروس كورونا التنفس بحرية.

وجد الباحثون أن فقدان الرائحة كان “أكثر عمقا” بين المصابين بفيروس كورونا، حيث كانوا أقل قدرة على التعرف على الروائح من مرضى الزكام.

كما تراجعت حاسة التذوق لدى مرضى “كوفيد-19” بشكل خطير، حيث لم يتمكنوا من التعرف على النكهات الحلوة أو المرة باستخدام “شرائط التذوق” التي تتفاعل مع مناطق اللسان المختلفة.

ولم يكن هذا هو الحال بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد.

وعندما تصاب بنزلة برد، يكون الشم والتذوق صعبا في الغالب لأن أنفك محشو والمسالك الهوائية مسدودة. لكن مع “كوفيد-19″، يبدو أن الأعراض تنبع من الطريقة التي يغزو بها المرض الدماغ والجهاز العصبي لأن الفيروس لا يميل إلى التسبب في انسداد الأنف، كما يعتقد الباحثون.

ما الآثار السلبية لفقدان الحواس؟ 

أظهرت أبحاث أن الفيروس التاجي يمكن أن يكون له عواقب عصبية وخيمة تتجاوز نظام حاسة الشم.

ووجدت إحدى الدراسات أن فقدان حاسة الشم لفترة قصيرة قد ينجم عن “متلازمة الشق”، وهي حالة يمنع فيها الأنسجة الرخوة والمخاط الروائح من الوصول إلى الخلايا العصبية الشمية.

ووجد الباحثون أن بعض مرضى الفيروس التاجي أصيبوا بتورم في الدماغ وهذيان، بينما أصيب آخرون باضطرابات في الجهاز العصبي مثل متلازمة غيلان باريه التي يمكن أن تسبب الشلل. كما لوحظت السكتات الدماغية كنتيجة لـ”كوفيد-19”.

وفي المجمل، يعانى الكثيرون من المتعافين من اضطرابات في حاسة الشم على فترات متباعدة، كما يؤدى تضخم اللسان إلى صعوبات في الكلام، وفقدان الحواس يتسبب في تناول الطعام بكميات أكبر نظرا لعدم وجود حاسة تذوق، وكذلك ضعف التركيز.

 

اترك تعليقا