جريدة الاستثمار العربى الان السوق يأتى اليك اقتصادية متخصصة
رئيس التحرير وليد عبد العظيم

«خبراء» يتوقعون استمرار تراجع أسعار السيارات حتى نهاية 2025

يشهد سوق السيارات في مصر خلال الفترة الراهنة موجة من العروض الواسعة على أسعار العديد من الموديلات، تتضمن تسهيلات في السداد تمتد حتى عامين بدون فوائد أو مصاريف إدارية.

ويرجع خبراء سوق السيارات هذه العروض، إلى جانب الانخفاض الكبير في الأسعار منذ بداية العام الجاري، إلى مجموعة من العوامل أبرزها تدشين عدد كبير من مصانع السيارات الجديدة مما أدى إلى وفرة في المعروض، بالإضافة إلى انتهاء الموسم الصيفي، ورغبة الوكلاء وأصحاب المعارض في تصفية المخزون قبل نهاية العام.

وتوقع الخبراء تراجعًا جديدًا في أسعار السيارات بنحو 5% للسيارات الجديدة والمستعملة على حد سواء حتى نهاية العام الجاري.

أبو المجد: 25% تراجع في أسعار السيارات الجديدة منذ بداية العام

قال أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات، إن تدشين نحو 9 مصانع سيارات منذ بداية العام الجاري هو السبب الأساسي وراء وفرة العروض والخصومات الحالية، نتيجة المنافسة الشديدة بين الشركات.

وأضاف لـ”الاستثمار العربي” أن السيارات التي تتراوح أسعارها بين 700 ألف جنيه و1.5 مليون جنيه تشهد منافسة قوية أدت إلى انخفاض الأسعار، مشيرًا إلى أن استقرار سعر الدولار ساهم بدوره في تراجع الأسعار.

وأوضح أن أسعار السيارات الجديدة تراجعت منذ بداية العام بنسبة تتراوح بين 20% و25%، فيما انخفضت أسعار السيارات المستعملة بنحو 15%، معتبرًا أن هذه النسب تمثل تراجعًا كبيرًا في السوق.

وأشار أبو المجد إلى أن أبرز الموديلات التي شهدت انخفاضًا حادًا في أسعارها هي سيارات نيسان، حيث تراجع سعرها من نحو 1.2 مليون جنيه العام الماضي إلى حوالي 600 ألف جنيه حاليًا، أي بنسبة انخفاض تصل إلى 50%.

وتوقع أن تشهد السيارات التي تتراوح أسعارها بين 1.5 و3 ملايين جنيه تراجعًا إضافيًا بنحو 5% حتى نهاية العام، كما يُتوقع أن تنخفض أسعار السيارات المستعملة بنفس النسبة.

Ads

زيتون: نسبة الخصم حاليًا تتراوح بين 2% و3%

قال منتصر زيتون، عضو مجلس إدارة شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر تمثل عادة موسم ركود في سوق السيارات سنويًا، بسبب انتهاء موسم المصايف، وعودة الطلاب إلى الجامعات، وانتهاء الإجازات السنوية للعاملين بالخارج، مما يؤدي إلى تراجع الطلب على الشراء.

وأضاف لـ”الاستثمار العربي” أن هذا الركود يتزامن مع رغبة الوكلاء والمعارض في تصفية المخزون بنهاية العام، وهو ما يدفع إلى تقديم عروض تخفيض الأسعار.

وأوضح زيتون أن التخفيضات كانت أمرًا معتادًا قبل الأزمة التي شهدها السوق بين عامي 2022 و2024 بسبب تحجيم الاستيراد ونقص المعروض، حيث توقفت الخصومات حينها.

ومع تحسن الأوضاع هذا العام وعودة حركة الاستيراد، ودخول وكلاء جدد بعلامات تجارية جديدة، إلى جانب تشغيل نحو 8 خطوط إنتاج إضافية وفتح باب الاقتراض للوكلاء، عادت العروض بقوة مع تراجع سعر الدولار وزيادة المعروض في السوق.

وأشار إلى أن بعض الموديلات لا تزال تشهد نقصًا في الكميات المتاحة وتُباع بنظام “أوفر برايس”، بينما تُعرض سيارات أخرى مثل سكودا وفيات وبيجو بتخفيضات كبيرة.

وبيّن أن نسبة الخصم في العروض الحالية تتراوح بين 2% و3%، وهي نسبة يتحملها الوكيل، بينما يعوضها الموزع من خلال العمولات البنكية، مؤكدًا أن هذه العروض نجحت في تنشيط حركة المبيعات.

صناعة التجميع في مصر

تعتمد صناعة السيارات في مصر على نظام التجميع بدلاً من التصنيع الكامل، ضمن استراتيجية حكومية تستهدف توطين الصناعة وجذب الاستثمارات العالمية. وتشمل هذه الاستراتيجية حوافز مالية للمصنعين، ودعمًا للمكونات المحلية، وتطوير قدرات التصنيع بهدف زيادة الصادرات وتقليل الاعتماد على الواردات.

كما تسعى مصر إلى مضاعفة إنتاجها من السيارات المجمعة محليًا بحلول عام 2026، مع التركيز على تطوير المركبات الكهربائية ودعم تحول الصناعة نحو التكنولوجيا النظيفة.