تسببت الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة في تصاعد هجمات الحوثيين على البحر الأحمر، ما هدد أمن السفن المارة ودفعها إلى سلوك مسارات بديلة، وهو ما انعكس سلبًا على حركة الملاحة وعوائد قناة السويس خلال العامين الماضيين.
وفي الأمس، استضافت مصر قمة مؤتمر السلام بهدف وضع نهاية للحرب في غزة، وتم التوقيع على اتفاقية سلام بحضور عدد من القيادات الدولية، ومن هذا المنطلق، الأحوال عند مضيق باب المندب من المفترض أن تعاود الاستقرار.
وخلال العام المالي 2024/2025 تراجعت إيرادات القناة إلى 3.62 مليار دولار بانخفاض 45.5% مقارنة بالعام السابق، بعد أن سجلت 8.76 مليار دولار في العام المالي 2022/2023، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2006.
المهدي: قد تعود قناة السويس لتحقيق إيراداتها المعتادة خلال 6 أشهر
قالت عالية المهدي، الخبير الاقتصادي، إن عودة قناة السويس إلى تحقيق عوائدها المعتادة وعدد السفن الطبيعي قد تستغرق من 3 إلى 6 أشهر، حتى تعيد خطوط الملاحة العالمية مساراتها إلى القناة.
وأوضحت في تصريحات لـ”الاستثمار العربي” أن توقف الحرب سيؤدي إلى توقف هجمات الحوثيين، ومن ثم عودة الأوضاع إلى طبيعتها في البحر الأحمر وقناة السويس، مشيرة إلى أن السفن تحتاج إلى فترة من الوقت لتطمئن لاستقرار الأوضاع الأمنية.
وأضافت أن شركات التأمين العالمية ستبدأ في خفض رسوم التأمين بعد استقرار الأوضاع، ما يقلل من تكلفة الرحلات ويعيد معدل المرور اليومي إلى نحو 80 سفينة كما كان قبل الحرب.
البيومي: السفن المارة بدأت بالزيادة منذ بدء الحديث عن وقف الحرب
من جانبه، قال السفير جمال البيومي، مساعد وزير الخارجية السابق، إن عدد السفن المارة بدأ بالزيادة منذ بدء الحديث عن اتفاق للسلام ووقف الحرب، متوقعًا عودة المعدلات الطبيعية خلال 3 أشهر على أقصى تقدير.
وأشار في تصريحاته لـ”الاستثمار العربي” إلى أن استعادة القناة لنشاطها الكامل يتوقف على مدى استعداد شركات التأمين لتأمين السفن المارة فور تثبيت وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن رسوم المرور لا تزال مرتفعة نتيجة استمرار المخاطر.
وأوضح البيومي أن شركات النقل البحري لديها رغبة قوية في العودة لاستخدام قناة السويس بسبب انخفاض تكلفة الرحلات مقارنة بالمسارات البديلة، خاصة طريق رأس الرجاء الصالح الذي يزيد مدة الرحلة وتكاليفها بشكل كبير.
عبد المطلب: إعادة الإعمار والاستقرار في المنطقة قد تبدأ النصف الثاني من العام المقبل
قال عبد النبي عبد المطلب، الخبير الاقتصادي، إن عودة الخطوط الملاحية إلى قناة السويس لن تكون فورية، بل تدريجية خلال فترة تتراوح بين 3 أشهر وسنة كاملة، نظرًا لإعادة ترتيب المسارات البديلة التي اتخذتها السفن أثناء الحرب.
وأضاف أن انتظام الملاحة في القناة يعتمد على تشكيل تحالف عربي أو دولي لضمان حرية الملاحة، مشيرًا إلى أن الحوثيين لم يعلنوا حتى الآن التوقف عن استهداف السفن في البحر الأحمر.
وأكد عبد المطلب أن نجاح اتفاق القمة في شرم الشيخ وفعالية وقف إطلاق النار سيكونان عاملين حاسمين في استعادة الاستقرار البحري، محذرًا من احتمالية عودة التوتر إذا اندلعت أعمال انتقامية جديدة في المنطقة.
وأشار إلى أن بداية مرحلة إعادة الإعمار والاستقرار الاقتصادي في المنطقة قد تبدأ خلال النصف الثاني من العام المقبل، موضحًا أن استضافة مصر لقمة السلام في شرم الشيخ سيكون لها أثر إيجابي على الموقف الاقتصادي المصري، لا سيما في تحسين العلاقات مع صندوق النقد الدولي وتيسير المراجعات المقبلة.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=447127
