جريدة الاستثمار العربى الان السوق يأتى اليك اقتصادية متخصصة
رئيس التحرير وليد عبد العظيم

البورصة المصرية تطلق فعالية «قرع الجرس من أجل الثقافة المالية»

افتتح إسلام عزام رئيس البورصة المصرية جلسة التداول ضمن فعالية “قرع الجرس من أجل الثقافة المالية” (EGX-WFE Ring the Bell for Financial Literacy)، التي نظمتها البورصة بالتعاون مع الاتحاد العالمي للبورصات (WFE) والمنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية (IOSCO)، وبمشاركة ممثلين عن الهيئة العامة للرقابة المالية، وعدد من الجامعات والمؤسسات المالية المصرية، في إطار فعاليات أسبوع المستثمر العالمي الذي يهدف إلى نشر الثقافة المالية على مستوى العالم.

تعزيز الثقافة المالية بين فئات المجتمع

أكد عزام أن هذه المشاركة تأتي في إطار التزام البورصة المصرية بدورها في تعزيز الثقافة المالية ونشر الوعي الاستثماري بين فئات المجتمع كافة، وبصفة خاصة الشباب، مشيرًا إلى أن الثقافة المالية تمثل أحد الأسس الجوهرية لبناء مجتمع اقتصادي مستدام قائم على المعرفة والتمكين، وأن الاستثمار الواعي هو أحد مفاتيح النمو الاقتصادي طويل الأمد.

وأوضح أن البورصة المصرية وضعت استراتيجية متكاملة لرفع مستويات الوعي المالي، تتضمن برامج تدريبية وتثقيفية في مختلف المحافظات، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والجامعات المصرية والهيئة العامة للرقابة المالية، وقد تم من خلالها تدريب آلاف الشباب على أساسيات الاستثمار وآليات الادخار السليم.

كما نُفذت عدة ورش عمل في الجامعات، واستفاد من برامج التوعية أيضًا خريجو بروتوكول التعاون بين البورصة ونقابة التجاريين بالقاهرة، الذي استهدف المتفوقين من خريجي الكليات والمعاهد.

برامج تدريبية ومبادرات جامعية موسعة

أشار عزام إلى أنه تم تدريب أكثر من 1500 طالب جامعي من تخصصات مختلفة على أسس الاستثمار في سوق الأوراق المالية، سواء من خلال ورش داخل الجامعات أو عبر زيارات ميدانية لمقر البورصة المصرية، بجانب تقديم محاضرات تثقيفية عبر الإنترنت شارك فيها أكثر من 1200 شخص من رواد وسائل التواصل الاجتماعي. كما نظمت البورصة ورش تفاعلية مخصصة لطلاب المرحلة الثانوية استفاد منها أكثر من 250 طالبًا، باستخدام ألعاب تعليمية مبتكرة لتبسيط مفاهيم الادخار والاستثمار.

وأضاف أن مبادرة “جناح البورصة في الجامعات” كانت إحدى أبرز الأنشطة الميدانية، حيث تم تنفيذها داخل سبع جامعات مصرية، واستمرت كل فعالية من أسبوع إلى أسبوعين، وشهدت زيارة نحو 4500 طالب وطالبة منذ بداية العام. كما شاركت شركات الوساطة المالية كشريك فاعل في هذه المبادرة من خلال تعريف الطلاب بآليات التداول والفرص المتاحة في السوق.

برنامج سفراء البورصة المصرية

تابع عزام أن برنامج “سفراء البورصة المصرية” توسّع هذا العام ليشمل 13 سفيرًا جديدًا بعد تدريبهم المكثف، ليصل إجمالي عدد السفراء إلى نحو 90 شابًا وشابة في مختلف المحافظات، تم اختيارهم من طلاب تخصصات الاستثمار والتمويل، وجرى تأهيلهم عبر برنامج تدريب مدربين (TOT) لإعدادهم لنشر الثقافة المالية بين طلاب المدارس والجامعات، ما يعكس نهجًا طويل الأمد لتكوين كوادر شبابية قادرة على دعم الوعي المالي داخل مجتمعاتهم المحلية.

مشاركة متميزة في معرض القاهرة الدولي للكتاب

أوضح عزام أن البورصة شاركت للعام السادس على التوالي في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، حيث تجاوز عدد زوار جناحها 11 ألف زائر. وركزت البورصة خلال المشاركة على تقديم كتيبات تعليمية مبسطة مثل “استثمر صح 1 و2” و”اتعلم بورصة”، إلى جانب عروض تفاعلية لشرح مفهوم الاستثمار في الأسهم والسندات، وآليات الادخار طويل الأجل، بمشاركة ممثلين من شركات الوساطة المالية الأعضاء.

توسع رقمي ومحتوى توعوي عبر الإنترنت

وأشار عزام إلى أن البورصة المصرية عززت تواجدها الرقمي بإنتاج أكثر من 70 فيديو تثقيفي تناول موضوعات مثل كيفية قراءة القوائم المالية، وفهم أدوات الاستثمار المختلفة، وحلقات بودكاست تعليمية. وقد وصلت هذه المواد إلى أكثر من 4.5 مليون مستخدم، وسجلت أكثر من 40 ألف تفاعل مباشر، واستقبلت الصفحات الرسمية أكثر من 200 ألف زائر جديد، 60% منهم تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا.

كما لاقت المسابقة الرمضانية التي نظمتها البورصة تفاعلًا واسعًا، حيث تم اختيار 12 فائزًا حصلوا على محافظ استثمارية حقيقية، وأبدى نصفهم رغبة في الاستمرار بالاستثمار عبر السوق.

Ads

استراتيجية شاملة للوعي والاستدامة المالية

أكد عزام أن جميع هذه الجهود تأتي ضمن استراتيجية شاملة لتعزيز الشمول المالي، وبناء جيل جديد يمتلك المعرفة المالية اللازمة لاتخاذ قرارات استثمارية رشيدة، بما يواكب توجهات الدولة نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.

التثقيف المالي وحماية المستثمرين

من جانبه، قال محمد الصياد نائب رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، إن أسبوع المستثمر العالمي يمثل فرصة لتجديد الالتزام بالمبدأ الأساسي القائم على أن الأسواق لا تنمو فقط بالأرقام والمؤشرات، بل بالثقة والمعرفة. وأضاف أن الثقة تُبنى حين يشعر المستثمر بأن أمواله في بيئة منظمة وعادلة، والمعرفة تُبنى حين يدرك أدواته وحقوقه ومخاطره، مشيرًا إلى أن الثقافة المالية تمثل خط الدفاع الأول لتعزيز الشمول المالي وتمكين المواطنين من اتخاذ قرارات رشيدة.

مبادرات الهيئة العامة للرقابة المالية

استعرض الصياد مبادرات الهيئة في مجال التثقيف المالي، من بينها المنصة الرقمية “iInvest” كأول مركز إلكتروني متكامل للتثقيف بالأنشطة المالية غير المصرفية، إلى جانب البودكاست الرقابي “FRA Podcast – اعرف لتستفيد”، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة لتبسيط المفاهيم المالية للشباب، بالإضافة إلى حملات التوعية المستمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتوعية المواطنين بطرق التحقق من الجهات المرخصة قبل الاستثمار.

التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي

تناول الصياد أيضًا جهود الهيئة في تنظيم مجال التكنولوجيا المالية (FinTech) من خلال القانون رقم 5 لسنة 2022 وقراراته التنفيذية، ومنها قرارات بشأن المستشار المالي الآلي (Robo-Advisor)، مؤكدًا أن الهيئة كانت من أوائل الجهات التنظيمية في المنطقة التي وضعت إطارًا تشريعيًا متكاملًا يدعم الابتكار ويعزز الحوكمة.

مبادرات البورصة المستقبلية

في سياق متصل، أعلن محمد صبري نائب رئيس البورصة عن إطلاق بودكاست احترافي يتضمن 50 حلقة تعليمية حول مواضيع الاستثمار، وتطوير محتوى تعليمي خاص لطلاب المدارس بالتعاون مع الجهات المعنية، فضلًا عن تنظيم فعالية ترويجية كبرى حول مزايا القيد في البورصة بمشاركة نحو 150 من قيادات الشركات والمستثمرين.

الثقافة المالية أساس التنمية الاقتصادية

أكد محمد عبد العزيز مساعد رئيس الهيئة أن نشر الثقافة المالية يمثل الجسر الذي يربط بين السياسات الاقتصادية والتنمية الواقعية، موضحًا أن الثقافة المالية ليست مجرد معرفة، بل هي جوهر التنمية لأنها تُمكّن المواطن من فهم حقوقه ومسؤولياته، وتساعده على اتخاذ قرارات استثمارية واعية، وتمنحه القدرة على التفرقة بين الفرص الحقيقية والمخاطر غير المحسوبة.

إشادة الاتحاد العالمي للبورصات بدور مصر

واختتمت نانديني سوكومار الرئيس التنفيذي للاتحاد العالمي للبورصات فعاليات الحدث بتأكيدها على أن البورصة المصرية تمثل نموذجًا رائدًا في نشر الثقافة المالية ودعم الشمول الاستثماري، مشيرة إلى أن مشاركتها المتكررة في فعالية “قرع الجرس” تعكس التزامها المستمر ببناء مجتمع مالي أكثر وعيًا واستدامة، وتعد من أكثر الأسواق نشاطًا داخل الاتحاد في مجال التوعية المالية على مستوى المنطقة.