قبل عام 1973، لم يكن بإمكان أحد حمل هاتف محمول خارج المنزل، ولم تكن هناك وسيلة تواصل سوى عبر الهواتف المنزلية، إلا أن بداية تحقيق حلم الهواتف المحمولة حدث بالفعل وتطور ليصبح هاتفًا ذكيًا بعد 25 عامًا حيث فاق توقعات الجميع.
أول هاتف متنقل
في عام 1973 شهد العالم ميلاد أول هاتف متنقل تجاري تم عرضه من قبل مارتين كوبر، نائب رئيس شركة موتورولا، وعرف باسم “DynaTAC” (التغطية التامة الديناميكية المتكيفة)، ولكن لم يتمكن أحد من شرائه إذ طُرح للبيع في الأسواق فعلاً بعد عشر سنوات من عرضه.
كان الهاتف ذو وزن ثوري يقل عن كيلوجرام واحد، ورغم ارتفاع ثمنه حينها كان مطلوبًا بكثرة، إذ بلغ سعر الجهاز الواحد حوالي أربعة آلاف دولار.
وقبل 70 عاماً، وبسبب التكاليف المرتفعة لإجراء اتصال عبر هاتف محمول، بقي الاتصال المتنقل حكراً على الساسة ومدراء الشركات والأغنياء، فقد كان على من يريد التحدث بهاتف متنقل حمل جهاز يتعدى وزنه اثني عشر كيلوجراماً وذي تغطية متواضعة، أما الاتصال في حد ذاته، فكانت تقوم به “الآنسة في البدالة”، وينقطع بمجرد مغادرة منطقة تغطية الإشارة اللاسلكية.
هاتف بحجم الجيب
وفي سنة 1989، تم طرح أول هاتف محمول بحجم الجيب للبيع في الأسواق، وهو هاتف “MicroTAC” من إنتاج شركة موتورولا، وكان أول جهاز هاتف بغطاء يمكن فتحه وإغلاقه، وكان نقطة انطلاق للشركات المصنعة للهواتف، لإنتاج هواتف محمولة أصغر وأدق.
ظهور الهاتف الذكي
أما في صيف 1992، فقد بدأ عصر الاتصالات المتنقلة الرقمية، إذ أصبح بالإمكان إجراء مكالمات هاتفية دولية بالهواتف المحمولة، في نفس الوقت الذي استمرت فيه عملية تطوير هذه الهواتف.
ويعتبر جهاز”Motorola International 3200″، المعروف في ألمانيا باسم “العظمة”، بالنسبة لذلك الوقت صغيراً جداً. كما يعتبر هذا الهاتف أول هاتف محمول بقدرة نقل بيانات تصل إلى 220 كيلوبت في الثانية.
default
خدمة الرسائل القصيرة
كان الهاتف وظيفته الوحيدة التحدث مع الآخرين، حتى عام 1994؛ حيث تم إدخال خدمة الرسائل القصيرة (SMS)، والتي أتاحت خدمة المراسلة الكتابية.
بدأت خدمة الرسائل القصيرة بإرسال رسائل حول قوة الإشارة اللاسلكية أو أي خلل في الشبكة للزبائن، لا تتعدى الرسالة منها 160 رمزاً، ثم تحولت إلى أكثر الخدمات استعمالاً بعد الاتصال الهاتفي نفسه، وقام الكثير من الشباب بتطوير اختصارات خاصة بهذه الرسائل للتوفير.
اقرأ المزيد :
نوكيا تطلق أول هاتف ذكي
لم تتطور الهواتف لأكثر من خدمة الرسائل القصير، حتى ألقت نوكيا أول هواتفها المتطورة باسم “كوميونيكيتر”، في 15 أغسطس 1996، كأول هاتف ذكي.
بلغ وزن الهاتف 400 جراماً وكان أول هاتف يمكنه الاتصال بالإنترنت، ووصف على أنه “مكتب بحجم الجيب”. وكان الهاتف، الذي بلغ سعره عند إطلاقه 2700 مارك ألماني (نحو 1340 يورو)، يستهدف رجال الأعمال بشكل أساسي.
انتشار الهواتف الذكية
مع بداية سنة 1997، بدأ الطلب على الهواتف المحمولة يزداد بسرعة، لاسيما الهواتف ذات الغطاء الذي يمكن فتحه وإغلاقه وتلك ذات الغطاء الذي يمكن سحبه.
وساهمت الأسعار الرخيصة نسبياً لهذه الأجهزة، بالإضافة إلى إدخال خدمة البطاقات مسبقة الدفع، في تحويل الهواتف المحمولة إلى منتج شعبي.
تطبيقات الإنترنت
مع التطور السريع لامكانيات الهواتف، أطلقت نوكيا هاتف Nokia 7110 سنة 1999، ليكون أول هاتف محمول ببروتوكول التطبيقات اللاسلكية (WAP)، والذي يحتوي على تطبيقات لاستخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول.
ورغم أن هذا التطبيق لم يكن يعدو كونه تقليصاً للإنترنت في شكل نصي، إلا أنها كانت خطوة ثورية للهواتف المحمولة. وتبع هذا الهاتف هواتف مشابهة جمعت بين الهاتف والفاكس وجهاز النداء الآلي، وما نشهده الآن من هواتف ذات خواص خيالية.
الرابط المختصر: https://estsmararabe.com/?p=48838